زعيم القاعدة أيمن الظواهري خلال بث تسجيل صوتي له على الجزيرة. (أرشيف)
زعيم القاعدة أيمن الظواهري خلال بث تسجيل صوتي له على الجزيرة. (أرشيف)
الخميس 20 يوليو 2017 / 14:34

الدفاع عن الجزيرة.. ليس دفاعاً عن حرية التعبير

ميّز النائب المصري أسامة هيكل بين الحرية الإعلاميّة من جهة ونشر الكراهية من جهة أخرى في مقال رأي له ضمن مجلّة "نيوزويك" الأمريكيّة.

لم يعد بإمكاننا السماح لقطر بنشر التطرف والسعي إلى زعزعة استقرار منطقتنا، الجزيرة هي إحدى أدوات السياسة الخارجيّة الخطيرة لقطر

 هيكل الذي يشغل رئاسة لجنة الثقافة والإعلام والآثار في مجلس النوّاب المصريّ طالب قرّاءه بعدم الانخداع بمطالبات محطة الجزيرة بالحرية الإعلاميّة. فهي شبكة مملوكة بالكامل من الدولة وتبثّ الأخبار "المتطابقة بالتحديد مع السياسة الخارجية القطرية" وفقاً لما قاله مراسلها السابق في برلين أكثم سليمان.

ويكتب أنّ الحكومة المصريّة هي طرف في الدول الرباعيّة التي طالبت بإغلاق الجزيرة، فيما رأى أنّ القلّة فقط من بين الصحافيين الغربيين تفهم الفرق بين السياستين التحريريّتين بين قناتيها العربية والإنكليزية. فالأخيرة موجودة فقط لإعطاء "غشاء من الاحترام" لنسختها العربية العنيفة.

"عمليات الجنّة"
يذكّر هيكل بأنّه على امتداد الحرب العراقيّة بثّت الجزيرة العربيّة فيديوهات لقيادة القاعدة تحض على العنف ضدّ الولايات المتحدة وقوات التحالف. كما نشرت صوراً بشعة للقتلى الغربيين في العراق، ووصف إعلاميّو نسختها العربية التفجيرات الانتحارية ب "عمليات الجنة" والنشاطات الإرهابية بأعمال "مقاومة". فيديوهات زعماء الحرب الأفغان المتمرّدين وتفجيرات لندن الانتحارية سنة 2007 بُثت أولاً على الجزيرة التي شكّلت منصة للإرهابيين قبل وقت طويل من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

نعرات طائفيّة
ويشير هيكل إلى أنّ مصر استُهدِفت بشكل خاص من تلك القناة. وينفي صحّة ما ادّعاه وزير الخارجيّة القطري في كلمة له داخل مؤسسة "تشاتهام هاوس" ومقرّها لندن من تأمين الجزيرة لإعلام "محايد". ويعطي دليلاً على ذلك، يتمثل باستقالة 22 شخصاً من فريقها العامل في مصر أثناء مظاهرات 2013 بسبب تغطيتها المنحازة للإخوان المسلمين. فحين نزل الناس إلى الشوارع في تلك السنة مطالبين برحيل مرسي، اتهمهما مراسلوها أنفسهم بتقزيم أعداد المتظاهرين. ودعمت القناة الإخوان المسلمين لأنّ قطر راهنت عليهم، لكن تمّ رفضهم مباشرة من الشعب المصري بعدما حاولوا إثارة النعرات الطائفيّة بين المسلمين والمسيحيين. وعلى الرغم من هذه التجربة الفاشلة تستمرّ قطر بدعم الحركات الإسلاميّة في الشرق الأوسط.

تبرير الاستعباد الجنسي
ويضيف هيكل أنّه في الوقت الذي جذب المال القطري إعلاميّين محترمين إلى الجزيرة الناطقة بالإنكليزية، يسيطر على نسختها العربية دعاة الكراهية مثل الزعيم الروحي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي. هذا الأخير وصف الهولوكوست ب "العقاب الإلهي" كما تمنّى أن يتكرّر. بينما وجدي غنيم الذي حكم عليه بالإعدام غيابيّاً في مصر يظهر بشكل متكرر على القناة. واحتفل بموت بابا الأقباط إضافة إلى أنّه يصف المسيحيّين بال "صليبيّين" دوماً، ويبرّر أيضاً الاستعباد الجنسي للأيزيديات. أمّا في شباط الماضي فبثّت الجزيرة مديحاً لعمر عبد الرحمن الذي يعرفه الغرب باسم "الشيخ الأعمى" الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة. وكان عبد الرحمن زعيماً للجماعة الإسلامية وهي مجموعة إرهابيّة مسؤولة عن قتل الآلاف في مصر كما يوضح هيكل.

ليست مسألة حرية تعبير
وأوضح النائب أهمية عدم السماح باستمرار هذا النوع من البثّ في الشرق الأوسط، المعرّض للخضّات الأمنيّة. "لدى إعلامنا مسؤولية نشر الاعتدال والتسامح. والفشل بفعل ذلك تترتب عليه آثار حقيقيّة في هذا الجزء من العالم والغرب". والدة أحد مهاجمي جسر لندن قالت إنّ ابنها اعتنق التطرف جزئيّاً من خلال مشاهدة الجزيرة. "هذه ليست مسألة حرية تعبير". إنها منع المتطرفين من الوصول إلى منصات لنشر الحقد والحضّ على العنف. وقد أظهرت الجزيرة عدّة مرّات أنّه لا يمكن الوثوق بها.

رسالة صارخة
يؤكد هيكل أنّ رسالة وزراء خارجية مصر والإمارات والسعوديّة والبحرين الذين اجتمعوا في القاهرة هذا الشهر، كانت واضحة وصارخة: "لم يعد بإمكاننا السماح لقطر بنشر التطرف والسعي إلى زعزعة استقرار منطقتنا". الجزيرة هي إحدى أدوات السياسة الخارجيّة الخطيرة لقطر. سياسة خارجية دعمت الإخوان المسلمين، حماس، جبهة النصرة والجماعة الإسلاميّة الليبية المقاتلة. وكانت كلمات هيكل الأخيرة: "هؤلاء الذين يدافعون عن الجزيرة، يدافعون عمّا لا يمكن الدفاع عنه.