قاعدة العديد في قطر.(أرشيف)
قاعدة العديد في قطر.(أرشيف)
الجمعة 21 يوليو 2017 / 15:02

على قطر تغيير سلوكها سريعاً.. الصبر الأمريكي ينفد

24- زياد الأشقر

كتب لوك كوفي في موقع "هافينغتون بوست" أنه بعد أيام من الدبلوماسية المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، انتهت أحدث المحاولات لكسر الجمود بين قطر وجاراتها في الخليج إلى الفشل، علماً أن العامل الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة هو وحدة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة تهديدات من إيران والإرهاب.

يجب ألا نخدع أنفسنا من خلال التفكير بان الدوحة كانت تعمل من أجل المصالح الأمريكية في السنوات القليلة الماضية

ورأى أنه كلما طالت الأزمة كلما كان ذلك أسوأ بالنسبة للمصالح الأمريكية في المنطقة. وفي العلن، يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ موقف محايد للحفاظ على دور الوسيط، لكن في السر، على وزارة الخارجية والبيت الأبيض بدء الضغط على قطر من أجل القبول باتفاق.

نقطة الغليان
وقال كوفي إن الانهيار الذي حصل في العلاقات الشهر الماضي بين قطر وجاراتها دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين ومصر، كان نقطة الغليان في وضع يتأجج منذ سنوات. وتشعر الدول الإقليمية بالتعب من استمرار قطر في دعم جماعة الإخوان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . وفضلاً عن ذلك، دعمت قطر فصائل إسلامية مشكوكاً فيها في سوريا وليبيا، وبدت الدوحة مراراً قريبة من إيران، الخصم الرئيسي للدول السنيّة في الخليج.

سياسة عدائية
وأشار إلى أن لا مجال للتخفيف من حدة الأمر. نعم، كانت قطر حليفاً مفيداً للولايات المتحدة خصوصاً في استضافتها قاعدة العديد الجوية. لكن مجموع ممارسات قطر تعادل سياسة عدائية لمصالح جيرانها العرب وللولايات المتحدة على حد سواء. إن عدم قدرة قطر على إبداء المرونة حيال هذه المشاكل تسبب بإحياء الأزمة الدبلوماسية.

دعم الجماعات المتطرفة

وفي أول الأمر، لاحظ كوفي "رغبة قطرية لدعم مجموعات مشبوهة إبان الحملة الليبية عام 2011. ووقتذاك كنت أعمل موظفاً كبيراً لحساب وزارة الدفاع البريطانية. وخلال الحملة الجوية التي قادها حلف شمال الأطلسي، تسلمنا عدداً غير محدود من التقارير التي تفيد أن قطر تدعم الجماعات الأكثر تطرفاً التي تقاتل القذافي في انتهاك لقرار الأمم المتحدة الذي يحظر إرسال أسلحة إلى ليبيا وقتذاك. وخلال الحرب لإطاحة القذافي، تم نشر المئات من القوات القطرية في ليبيا من بينهم العشرات من القوات الخاصة".

القذافي

ولاحظ أيضاً أن الدوحة كانت عازمة على التخلص من القذافي ولم تكن مهتمة كيف أو من هي الجهة التي ستنجز هذه المهمة. وواحدة من هذه المجموعات هي رفع الله السيهاتي التي كانت تضم متطرفين بين صفوفها انفصلوا عنها لاحقاً كي يؤسسوا أنصار الشريعة التي لعبت دوراً في قتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين آخرين في عام 2012.

وقال إنه في ليبيا اليوم، لا تزال قطر تدعم المجموعات التي لها صلة بالإسلاميين مثل كتائب الدفاع عن بنغازي، بينما تدعم مصر المشير خليفة حفتر في شرق البلاد.

استضافة ممولي الإرهاب
واستخلص أنه يجب ألا نخدع أنفسنا من خلال التفكير بان الدوحة كانت تعمل من أجل المصالح الأمريكية في السنوات القليلة الماضية. نعم لقد كانت قطر حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، حتى وهي تستضيف ممولي الإرهاب. لكن إذا لم تنجح الأمور، فإن قاعدة العديد يجب نقلها، وهناك أماكن أخرى يمكنها أن تستضيف برحابة صدر قاعدة أمريكية رئيسية.

ورأى أنه لم يفت الآوان بعد للدوحة. ويتعين على قطر أن تجد تسوية مع جيرانها تكسر بها الطريق المسدود. وكلما أسرعت في فعل ذلك كلما كان ذلك أفضل للجميع.