أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في شريط على قناة الجزيرة.(أرشيف)
أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في شريط على قناة الجزيرة.(أرشيف)
الجمعة 21 يوليو 2017 / 15:04

أوقفوا تضييع الوقت.. امنعوا الدعم عن الوحش!

رفض المحلل السياسيّ والباحث في شؤون العلاقات الدولية الدكتور حمدان الشهري، مقولة أنّ مذكرة التفاهم التي وقّعتها قطر مع الولايات المتّحدة كافية لتجبرها على محاربة الإرهاب.

إذا أردنا أن نكافح الإرهاب، فعلينا أن نجوّع الوحش وإيقاف تحريضات الجزيرة ضد دول عربية أخرى، ما يقوّض استقرارها

ورأى الشهري في تحليل بصحيفة "أراب نيوز" السعوديّة، أنّ هنالك عدداً من المطالب الملحّة التي كان يجب أن تلتزم بها الدوحة والتي غابت عن تلك المذكّرة. فالأزمة الحالية بين الدول الرباعيّة المناهضة للإرهاب وقطر ما زالت بدون حلّ بغض النظر عن الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء الكويتيّون. إضافة إلى ذلك، برزت جهود دوليّة قدمتها ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.

والمسألة ليست معقّدة لكنّها ازدادت سوءاً بسبب رفض الدوحة الالتزام بوثيقة وقعتها سنة 2014 برئاسة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وهدفت تلك الوثيقة آنذاك إلى إيقاف تمويل الإرهاب وتعزيز أمن مجلس التعاون الخليجي والدول العربية إضافة إلى إيقاف قطر عن إيواء المنظمات الإرهابية. وتطرقت الوثيقة أيضاً إلى المشاكل التي تسببت بها قناة الجزيرة التي استخدمت منبرها لدعم الإرهاب ولتصبح منصة إعلامية للقاعدة، وداعش، وحزب الله وميليشيات إيرانيّة أخرى.

مضيعة للوقت
انطلاقاً من هنا، يجد الباحث أنّ أي وساطة تفشل في اعتراض تلك المسائل ستكون "مضيعة للوقت". وقال إنّ منطقة الخليج والشرق الأوسط قد عانت من الإرهاب، لذلك، حان الوقت لإنهائه من خلال إيقاف دعم قطر للمجموعات المتطرّفة كما آن الأوان لمحاربة إيران والميليشيات التابعة لها. ويذكّر الشهري بأنّ إيران تقف اليوم إلى جانب قطر بعد المقاطعة التي تعرضت لها الإمارة الصغيرة. وموّلت الدوحة إيران وميليشياتها في اليمن وحزب الله في لبنان فجعلت منهم "أبطالاً" على قناتها الإعلاميّة.

تفتيت دول عربية
بالإضافة إلى ذلك، قامت قطر بتمويل المنظمات الإرهابيّة التي ساعدت طهران في التدخل مباشرة بالشؤون الداخليّة للمنطقة. ونتيجة للدور القطري المساعد، تسبّبت الميليشيات الإيرانية بتفتيت دول عربية مثل العراق، سوريا، اليمن ولبنان. ولفت كاتب المقال نظر قرّائه إلى أنّ الجهود الديبلوماسيّة الدوليّة في الأزمة الخليجية تمحورت حول مصالح الوسطاء الذين يتمتعون بمصالح اقتصادية في قطر. إنّ حلاً سياسياً سيسمح لهم باحتواء الأزمة ومكافحة الإرهاب بشكل عام. ويشير الشهري إلى أنّ إيران وتركيا لديهما مصالحهما الاقتصادية الخاصة في قطر، الأمر الذي يفسّر وقوفهما إلى جانب الدوحة.

اعتراف علنيّ بالذنب

ولهذا السبب، أتت مذكرة التفاهم من أجل محاربة تمويل الإرهاب التي وقع عليها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون مع الدوحة نتيجة للضغط الذي فرضته الدول الرباعيّة المكافحة للإرهاب. ويضيف الباحث أنّ تلك المذكرة تجسد "اعترافاً علنياً بالذنب" من الجانب القطري. ويوضح الشهري أنّ المذكّرة لا تطلب من قطر أن توقف تدخلها في الشؤون العربيّة والخليجيّة ولا تطلب من الدوحة إيقاف دعمها للإخوان المسلمين ولا التوقف عن إيواء قياداتهم ومناصريهم في قطر. من جهة أخرى، لا تطالب المذكّرة الساسة القطريين بوقف تمويل النشاطات الإيرانية في المنطقة ولا بتخفيض روابطها الديبلوماسيّة مع طهران.

لمحاربة الإرهاب باتحاد وجدّية

ويتابع الشهري فيكتب عن شرط هام للنجاح في محاربة النشاطات الإرهابيّة: "إذا أردنا أن نكافح الإرهاب، فعلينا أن نجوّع الوحش وإيقاف تحريضات الجزيرة ضد دول عربية أخرى، ما يقوّض استقرارها". ويختم الباحث في العلاقات الدولية مقاله بالدعوة إلى وجوب مواجهة الإرهاب "بجدية" وكمجموعة واحدة لأنّه إن لم يكن هنالك استراتيجية لوقف محاربة الإرهاب وتقييد إيران وتفكيك وإلغاء ميليشياتها، فلن يتمّ التوصل إلى أيّ حل. وستظلّ المنطقة تواجه الآفة نفسها التي جلبت المآزق التي تجد نفسها في خضمّها اليوم.