عناصر من قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة (أرشيف)
عناصر من قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة (أرشيف)
الجمعة 21 يوليو 2017 / 12:52

الأمم المتحدة تقلص عدد جنودها في دارفور

صرح مسؤول كبير في الأمم المتحدة أن تراجع القتال في دارفور حيث أسفر نزاع عنيف عن مقتل الآلاف، دفع المنظمة الدولية إلى تقليص عديد قوات حفظ السلام التابعة لها في الاقليم السوداني.

وتبنى مجلس الأمن الدولي في يونيو (حزيران) الماضي بالإجماع قراراً يقضي بخفض عدد عناصر الأمن العاملين تحت مظلة القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) بنسبة 30 % على الرغم من المخاوف التي أعربت عنها منظمات حقوقية ومسؤولون أمريكيون.

وتؤكد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن النزاع في الإقليم السوداني بدأ يهدأ، وأنه يجب تقليص عدد العاملين في البعثة التي تعد بين الأكثر كلفة إذ تتعدى الميزانية المخصصة لها المليار دولار.

وقال رئيس إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيار لاكروا لصحافيين في الخرطوم الخميس: "الحقيقة أن القتال في دارفور تراجع إلى حد كبير".

وأشار إلى أن الجنود الذين سيتم سحبهم سيعاد نشرهم في جبل مرة المنطقة الجبلية التي ما زال الوضع فيها "معقداً وأكثر توتراً".

وتضم البعثة التي نشرت في 2007 حوالى 16 ألفا من جنود حفظ السلام الدوليين تتمثل مهمتهم في حماية المدنيين في الحرب التي تخوضها القوات الحكومية السودانية والميليشيات المؤيدة للخرطوم ضد مجموعات متمردة.

واندلع النزاع في دارفور في 2003 عندما حمل متمردون من أقلية عرقية السلاح ضد حكومة الرئيس السوداني عمر البشير التي يهيمن عليها العرب، متهمينها بتهميش المنطقة.

وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى مقتل 300 ألف شخص ونزوح أكثر من 2,5 مليون منذ ذلك الحين.

ويأتي قرار مجلس الأمن خفض عديد البعثة بعدما دفعت ضغوط أمريكية إلى خفض ميزانية الأمم المتحدة المخصصة لعمليات حفظ السلام بـ600 مليون دولار.

وتحذر المجموعات المعنية بحقوق الإنسان من أن النزاع في دارفور لا يزال مشتعلاً وأن خفض عدد قوات حفظ السلام سيترك العديد من المناطق من دون حماية دولية.

وكان كبير مبعوثي الولايات المتحدة إلى السودان ستيفن كوتسيس، قال لوكالة فرانس برس في يونيو (حزيران): "بحسب ما شاهدناه، لا تملك الحكومة القدرة الكاملة حالياً" على حماية هذه المناطق.

أفاد ناشطون أن قوات الأمن السودانية منعت الخميس من دخول الخرطوم، نحو ألف طالب قادمين من دارفور للمطالبة بالإفراج عن عدد من زملائهم المتهمين بقتل عنصري شرطة.

وصرح عباس الخير ممثل رابطة طلاب دارفور للصحافيين في الخرطوم أنه تم توقيف الطلاب القادمين من جامعة بخت الرضا في ولاية النيل الأبيض، قرب المدخل الجنوبي للخرطوم منذ يومين.

وأوضح الخير أن اشتباكات وقعت في مايو (أيار) بين مجموعتين من الطلاب بسبب خلاف على نتيجة انتخابات اتحاد طلبة الجامعة، مضيفاً أن عنصري شرطة قتلا أثناء محاولتهما فض النزاع.

وأشار إلى أن الجامعة طردت كذلك 14 طالباً دارفورياً حينها داعياً إلى العودة عن القرار.

وأكد أن نحو ألف طالب من دارفور تركوا الجامعة احتجاجاً على توقيف عشرة طلاب وطرد 14 في مايو (أيار). وقال خير "نطالب بالإفراج عن الطلبة وإعادة المطرودين إلى الجامعة".

من جهتها، انتقدت منظمة العفو الدولية جهاز المخابرات والأمن الوطني السوداني لمنعه الطلاب من دخول الخرطوم.

وقال مدير مكتب منظمة العفو الدولية في المنطقة موثوني وانييكي: "بدلاً من منع دخولهم، على السلطات حمايتهم وضمان الاستماع إلى مظالمهم".