وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. (أرشيف)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. (أرشيف)
الجمعة 21 يوليو 2017 / 15:08

هل تسعى إدارة ترامب لتغيير النظام في طهران؟

دعا البيت الأبيض يوم الإثنين إلى موتمر صحفي سريع بشأن الصفقة النووية التي أبرمتها ست قوى كبرى قبل عامين، وتمثل اليوم بالنسبة للسياسة الخارجية لترامب ما يمثله برنامج أوباما الصحي في سياسته الداخلية، فهو مصمم على تدميرها.

الإدارة تتطلع لتغيير في السلوك الخبيث للنظام، ولإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط

وتقول روبين رايت، كاتبة صحفية سياسية لدى مجلة نيو يوركر، إنها خلال المؤتمر، سألت ثلاثة من كبار المسؤولين في البيت الأبيض عما إذا كانت الإدارة قد بدأت، بعد أشهر من التصريحات النارية بشأن "الصفقة السيئة"، و"حكومة سيئة" في طهران، تتحرك في إطار سياسة لتغيير النظام.

"انتقال سياسي"
ويبدو، برأي رايت، أن الإدارة تسير في طريق كهذا. فقد أطلع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الكونغرس في يونيو( حزيران) على أن السياسة الأمريكية تشمل "دعم عناصر من داخل إيران قد تقود لإحداث انتقال سلمي للسلطة هناك". وفي الشهر الماضي، وصف جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، إيران أنها بلد يتصرف كمنظمة ثورية، لا تعمل لصالح أبناء شعبها"، معتبراً أن "الشعب الإيراني سيتمكن من التخلص من هذا النظام المتشدد".

ديمقراطية قسرية
وتلفت الكاتبة لمذكرة وزعها صقور من داخل إدارة ترامب بعد وقت قصير من تنصيبه، وتشير لكون إيران عرضة "لديمقراطية قسرية"، تعبير مطلف عن تغيير النظام.

وقد ورد في المذكرة التي وضعها مارك دوبويتز، من مركز الدفاع عن الديمقراطيات" إن تركيبة النظام تؤدي إلى حالة من عدم اللااستقرار، والأزمة والانهيار المحتمل". وحض دوبويتز البيت الأبيض على الاعتراض على إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني للعام الحالي، أكبر راعٍ للصفقة النووية من الجانب الإيراني.

رغبات
ويوم الإثنين الماضي، وخلال الإحاطة، تقول رايت إن مسؤولاً في الإدارة الأمريكية أجاب على سؤال طرحته بشأن تغيير النظام في طهران، قائلاً إن "الإدارة تتطلع لتغيير في السلوك الخبيث للنظام، ولإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط".

لكن الكاتبة تلفت أيضاً إلى غموض اللغة التي اعتمدها المسؤول رغم الضغوط المشددة من قبل إدارة ترامب على إيران. فقد تحدى الرئيس، خلال الأسبوع الأخير، توصية (يفترض تقديمها كل 90 يوماً) موحدة صدرت عن كبار المسؤولين في إدارته، سواء في وزارة الخارجية والدفاع، ومنهم تيلرسون وماتيس والجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وماكماستر، مستشار الأمن القومي. وقد نصت التوصية على أن إيران ملتزمة بالصفقة. كما نوهت الأمم المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى بنفس النتيجة. وقد صادق ترامب على التوصية المذكورة في إبريل( نيسان) الماضي، ووافق مؤخراً على التقييم الأخير، ولكن يشاع أنه لا يرغب بتكرارها للمرة الثالثة.

قائمة من الشكاوى
ومن أجل تهدئة الرئيس، عرض فريقه قائمة من الشكاوى، بشأن صواريخ إيرانية ودعم للإرهاب ومساعدات لسوريا، وعداء لإسرائيل، وتجاوزات لحقوق الإنسان، وهجمات إلكترونية، لكي يظهروا أن طهران من المفترض أن تكون "في روح الصفقة النووية".

وقاد ذلك، كما تلفت الكاتبة، نحو تبني سياسة أكثر عدائية، بدأت يوم الثلاثاء، عندما فرضت الإدارة عقوبات جديدة على 18 شخصية وكياناً مرتبطين بتطوير أسلحة أو شراء أو سرقة برامج إلكترونية.

وتضمن بيان مشترك، صدر عن وزارات الخارجية والخزانة والعدل الأمريكية، انتقادات لطهران لدورها في "تقويض الاستقرار والأمن والرفاه في المنطقة". ويعمل الكونغرس بقيادة الجمهوريين على اتخاذ إجراءات عقابية أخرى بحق إيران.