أمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الجمعة 21 يوليو 2017 / 14:59

نفوذ قطر أكبر من حجمها.. وقد يتبخر في لحظة

تحت عنوان كيف يمكن إنهاء الأزمة مع قطر، كتب وزير الدفاع البريطاني السابق جيفري هون في مجلة "تيوستيتسمان" البريطانية أن السياسة الخارجية لقطر تثير قلقاً مباشراً ووجودياً للحكومات الخليجية الأخرى، لافتاً إلى أن الدوحة تتمتع بنفوذ سياسي وتجاري أكبر من حجمها، إلا أن هذا النفوذ يمكن أن يتبخر في لحظة إذا اضطرت شركات وحكومات إلى الاختيار بين الدوحة والدول الأربع المقاطعة لها والتي يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي عشرة أضعاف الناتج القطري.

عندما يراقب الزعماء الغربيون الخليج ويفكرون في من يدعمون، يلاحظون أمرين، أن السياسة الخارجية للدول الأربع هي متسقة أكثر مع سياساتها، وأن قطر ستذعن سريعاً إذا فرضوا ضغطاً قوياً

ورأى هون أن إيران وتركيا وروسيا قد تبقى على الحياد، ولكن قطر قد تخسر أوروبا وأمريكا حيث نشرت أكثر قوتها الناعمة. وإذا خسرت ذلك الامتياز، كما سيحصل في حال حصول حرب باردة طويلة مع الخليج، فإن الستارة ستقفل. لهذا السبب يمكن لوزيري الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون والفرنسي جان-إيف لودريان أن ينهيا النزاع غداً إذا كانا يريدان ذلك حقاً.

السياسة الخارجية لقطر

وحذز هون من أن السياسة الخارجية لقطر كانت مقلقة خلال العقد الأخيرة، إذ دعمت كل فريق خاسر في العالم العربي، وسببت حجماً كبيراً من الدمار في سوريا وليبيا ومصر واليمن، وغضت قطر الطرف عن تمويل إسلاميين لإطاحة أنظمة. وأهدافها كانت واضحة، وهي التأثير في الجمهوريات الناشئة، على غرار ما فعلت في مصر إبان حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي. ولكن مع مراجعة نجاح تلك السياسية من منظور 2017، يبدو واضحاً أن كل ما حققته هو خليط من الاضطرابات المدنية والحرب الأهلية. لذلك، يرى هون أن التجربة فشلت.

تعليق الدعم للإخوان
ويضيف الوزير السابق أن الرباعية لن ترفع العقوبات قبل أن تعلق الدوحة دعمها للإخوان المسلمين. فعندما يراقب الزعماء الغربيون الخليج ويفكرون في من يدعمون، يلاحظون أمرين، أن السياسة الخارجية للدول الأربع متسقة أكثر مع سياساتهم، وأن قطر ستذعن سريعاً إذا فرضوا ضغطاً قوياً.

الثورة والسلطة
رهنت عائلة آل ثاني ثروتها وسلطتها بدعم عبر الأطلسي. وهي لن تلجأ إلى عداء الغرب إذا وجه إليها تحذير. وربما قد ترحب الدوحة بعذر لوقف برامجها المكلفة وغير الفاعلة وحتى إن كان ذلك سيثير إحراجاً قصير المدى، فهي لن تخسر الدعم في الداخل مع ناتج محلي إجمالي للفرد هو الأعلى في العالم.