الأحد 23 يوليو 2017 / 10:59

صحف عربية: قطر تحاول الخروج من ورطتها باسترضاء واشنطن

24 ـ معتز أحمد إبراهيم

رحبت الفصائل الفلسطينية بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجميد الاتصالات مع اسرائيل، فيما تحاول قطر نيل رضاء الولايات المتحدة للخروج من أزمتها.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن تحقيق الهدوء والأمان لإسرائيل من خلال الهدنة الدولية المتفق عليها في الجنوب السوري بات محل شك، فيما تتفاعل "المبادرة المدنية من أجل الريف" والتي قدمها عدد من الحقوقيين المغاربة من أجل تهدئة الاوضاع بالبلاد

تجميد الاتصالات مع اسرائيل
قال مصدر فلسطيني مطلع لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن قطع الاتصالات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل هو رسالة إلى تل أبيب بأنه لا يمكن استمرار الوضع الحالي، ولا يمكن السكوت عن المس بالمسجد الاقصى، وتغيير الوضع القائم هناك.

وأشار المصدر الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، أن تجميد الاتصالات بما فيها التنسيق الأمني يعتبر رسالة أيضاً بأن السلطة لن تقبل بالوضع الحالي، كاشفاً ترحيب جميع الفصائل الفلسطينية بالخطوة التي اتخذها الرئيس الفلسطيني.

الأزمة القطرية
وصفت أوساط خليجية خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بأنه مكابر لجهة طمأنة القطريين بأنه لم يتنازل، لكن في الباطن فيه اعتراف جليّ بأن المطالب الخليجية مشروعة، وأنه مستعد للحوار حولها دون "إملاءات"، بل "كتعهدات متبادلة ملزمة للجميع″"

وأشارت الأوساط التي تحدثت لصحيفة "العرب" إلى أن المكابرة في التصريحات لا تلغي اعتراف قطر بأن مطالب جيرانها مشروعة، وهي تنفذ جزءاً منها، وخاصة ما تعلق بموضوع دعم الإرهاب من خلال "إملاءات" أمريكية تلزمها بتفكيك علاقتها بالإرهاب والقبول بلجنة أمريكية تتولى التقصّي والبحث في الشبكات التي تقيمها الدوحة، كأفراد وكيانات، مع الجماعات المتشددة المصنفة إرهابية إقليميا ودوليا.

وقالت الأوساط إن ما يقلق قطر ليس تقليب الأمريكيين لملفاتها الاستخبارية والشبكات التي بنتها مع جماعات الإسلام السياسي المختلفة، وإنما رفض تقديم أيّ تنازل لجيرانها حتى وإن كانت مطالبهم تحث الدوحة على البدء لوحدها بتفكيك شبكات الدعم والإسناد وبشكل طوعي ودون إملاءات ولا لجان تقص مفروضة فرضا عليها.

ويرى مراقبون للشؤون الخليجية تحدثوا للصحيفة، أن قطر ورطت نفسها مع واشنطن من حيث أرادت أن تتحدى جيرانها وتتجاهل قائمة مطالبهم الـ13، مشيرين إلى أن فتح خزائن أسرارها أمام الأجهزة الأمريكية المختلفة لن ينقذها ولن يمنع من تدويل تورطها في دعم الإرهاب، وأن واشنطن لن تتستر على السجل القطري في تمويل الشبكات المتشددة مهما قدمت الدوحة من أموال ووعود المشاريع.

أمن إسرائيل
ذكر مصدر رفيع المستوى في الخارجية الروسية لصحيفة "الحياة"، أن الولايات المتحدة حاولت قدر الإمكان ضمان أمن إسرائيل أثناء الاستشارات التي أجريت بين موسكو وواشنطن في شأن الأوضاع السورية.

ووفق المصدر ذاته، "سعت واشنطن إلى منع القوات الحكومية السورية وحلفائها من إنشاء موقع أمامي لتوجيه ضربات باتجاه مرتفعات الجولان، فضلاً عن منع وصول الأسلحة من إيران إلى سورية ولبنان عبر الأراضي العراقية".

بيد أن واشنطن لم تحقق كامل أهدافها، ووفق مصدر في الدوائر العسكرية – الديبلوماسية الروسية تحدث للصحيفة أيضاَ، تم الاتفاق، خلال اللقاء التشاوري بين العسكريين الروس والأمريكيين الذي أجري في الأردن، على سحب جميع المجموعات المسلحة غير السورية مسافة 30 كلم عن الحدود السورية – الأردنية. والحديث يدور عن تشكيلات "الحشد الشعبي" العراقية وتشكيلات مقاتلي "حزب الله" اللبناني والإيرانيين والمتطوعين الآتين من بلدان مختلفة.

واستناداً إلى ذلك، يمكن القول أن واشنطن لم تحقق أهدافها بصورة كاملة، لأن القوات المسلحة العراقية والسورية تسيطر على جزء من الحدود العراقية – السورية، وهذا يكفي لنقل الأسلحة والذخيرة.

ويقول الباحث العلمي الأقدم في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق لدى الأكاديمية الروسية للعلوم بوريس دولغوف، في تصريح إلى الصحيفة إن إسرائيل هاجمت مرات عدة مناطق جنوب سورية ومواقع حزب الله بالذات، فإذا تم الإعلان عن وقف النار هناك ضمن إطار مناطق تخفيف التوتر، فإن مثل هذه الهجمات ستعدُّ انتهاكاً للاتفاق.

مبادرة مغربية
قدم الحقوقي المغربي صلاح الوديع بعض كواليس تأسيس "المبادرة المدنية من أجل الريف"، التي استطاعت ضمن قلة قليلة أن تحظى بقبول التحاور معها من طرف المحتجين بالمغرب.

وقال صلاح الوديع: "زرنا السيد ناصر الزفزافي، الناشط السياسي الذي تم إلقاء القبض عليه وتم تسريب فيديو لتعذيبه في أحد السجون، هو وعدد من النشطاء السياسيين"، مضيفاً "تم استقبالنا من طرفهم استقبالاً حسناً، وتحدثنا بكل حرية. والشعور الذي كان لدينا هو أنه ليس هناك أي نفس انفصالي نهائياً، بل هناك حركة مطلبية احتجاجية، هناك إجماع على الإقرار بمشروعيتها، ولم نلاحظ أي شيء آخر".