الأحد 23 يوليو 2017 / 11:11

وزير الدفاع القطري المزدوج

علي القاسمي ـ الحياة

في الحالة القطرية يصلح ويصح تطبيق النص الشعبي الشهير: "كل ما قلت هانت.. جد علم جديد"، فمع مرور الأيام تتزايد الأوراق المخجلة والمخزية في آن واحد، آخر أوراق التآمر والخذلان والخيانة أتت على لسان وزير الدفاع القطري حين قال في حواره مع قناة تركية إن قطر وجدت نفسها ملزمة بأن تنضم للتحالف العربي في اليمن، وهو ما يشير بشكل أو بآخر أن وجود قطر في هذا التحالف جاء من نوافذ الاضطرار لا من بوابات الاختيار، الاضطرار بالطبع لأن نواياها غير الظاهرة ساعة إبداء الرغبة في الانضمام للتحالف، تجري بحماسة على تهديد استقرار المنطقة ودعم الإرهاب من الطاولات كافة التي تكون شريكة فيها.

كثير من القول والحديث والوجع يمكن استخلاصه من تصريح وزير الدفاع القطري، وإن كان سطر الخيانة المخجل كافٍ في التوقف عند فضيحة التصريح، التصريح المزدوج يحمل في طياته اعتذاراً للتمرد الحوثي ورعاة الانقلاب على الدولة اليمنية، ومن ثم يحمل مصافحة باردة وحنيناً للراعي الرسمي لحكاية التطرف وملفات الإرهاب السيدة إيران، قطر تبيع كل شيء بذريعة الوهم وتفقد توازنها على مختلف الأصعدة، ظنت أنها شيئاً محترماً على الخريطة، لكنها ظلت تنام وتستيقظ على مئات التناقضات وعاشت سنين طويلة بدور مزدوج، انتهى بها إلى وضع مخجل والعودة بسرعة إلى نقطة الصفر.

الأنا القطرية أوقعتها في مآزق تتضخم يوماً تلو الآخر، وتركت لحزمة من الأوراق الكارثية التي خرجت للعلن، على رغم أن الأشقاء حاولوا تغليب الصبر والصمت وغض الطرف عنها حين كان غض الطرف مناسباً للوقت والظروف، المنابر القطرية بلا استثناء فقدت بوصلتها، وزارة خارجيتها تفتش عن حضن ولا يهم من يكون هذا الحضن ولا توجهاته ونواياه، وما إذا كانت هذه النوايا تشق الصف أو تطعن الظهر وترسم التآمر والخيانات هنا وهناك؟ ووزارة دفاعها تنثر الملح على الجراح القطرية الداخلية، وتفتح الصفحات السوداء وتعلن النوايا الملتوية بمستوى عالٍ من الجرأة وانعدام الخجل.

تكاليف هذه الأنا ستكون بالطبع على مراحل في ظل تزايد المطالب على الدوحة، وعدم ظهور ما يشير إلى أن الأزمة القطرية تقترب من ربع حل، ومع استمرار التعنت والسياسات الخرقاء من الطرف القطري المتشبث بعضلات مستعارة في الملامح والوجوه كافة، غزل قطر العلني - وعلى لسان وزير دفاعها - بالحوثيين يضحك ويبكي في الوقت ذاته، الضحك على اعتقاد وزير الدفاع القطري في أن الخيانة والخديعة والتلون أشياء مشرفة في ما هي بكل صدق لصيقة بالناس الرخيصين، أما البكاء فيكمن في أن نكتشف حجم الكراهية والحقد الذي كان يحتفظ به الجار ومن وصفناه بالشقيق والشريك في الهم والمصير، وزير الدفاع القطري لم يتبرأ من التحالف العربي فقط، بل جاء بأدق إثبات حين يأتي الحديث عن خيانة جار وسلوك ملتوٍ لم ولن يسبق له أحد.