مقاتلة أف-35. (أرشيف)
مقاتلة أف-35. (أرشيف)
الأحد 23 يوليو 2017 / 14:59

هل ستكون أف-35 في أيدٍ أمينة.. في تركيا؟

وصف مايكيل روبين، باحث لدى معهد أمريكان إنتربرايز، المقاتلة الأمريكية إف ـ 35 بأنها أحدث جيل من الطائرات لدى سلاح الجو الأمريكي، والبحرية والمارينز.

سربت تركيا للإيرانيين هويات جواسيس إسرائيليين في إيران وكشفت وكالة الأناضول الرسمية عن مواقع 10 قواعد أمريكية سرية

وتصف شركة لوكهيد مارتن، والتي بنت إف ـ 35 بأنها "من الجيل الخامس من المقاتلات، وتجمع بين تقنية طائرة الشبح المتقدمة بالإضافة إلى سرعة قتالية ومرونة فائقة، كما جهزت الطائرة بجهاز استشعار معلومات، وشبكة تتيح القيام بعمليات، واستدامة متطورة".

وكتب روبن في مجلة "كومنتري" أنه لدواعٍ دبلوماسية ولتعزيز المبيعات، أجرت لوكهيد مارتن تعاقدات ثانوية لإنتاج عدد من مكونات إف ـ 35 مع مصانع خارجية. ويعتبر عدد من المشاركين في تصنيع تلك المكونات من الشركاء الثابتين للولايات المتحدة، مثل أستراليا وكندا والمملكة المتحدة والدانمرك.

أحقية
ولكن، وكما يلفت روبين، دخلت تركيا ضمن مجموعة مكونة من تسع دول من المنتجين للطائرة، ما يمنح تركيا أحقية الاطلاع على تقنية إف ـ 35. وبحسب الموقع الالكتروني الخاص بالطائرة، يقضي العقد المبرم مع لوكهيد مارتن، بأن تصبح تركيا موردة لأسطول إف ـ 35 طوال مدة البرنامج. وبشكل إجمالي، يتوقع أن تبلغ قيمة الفرص الصناعية لإنتاج شركات تركية لطائرة إف ـ 35، ما يعادل 12 مليار دولار.

تخطيط
وجاء في الموقع الإلكتروني الخاص بالطائرة: "تخطط تركيا لشراء 100 قطعة متنوعة من تقنيات الإقلاع والهبوط التقليدية لطائرة إف ـ 35. ويتوقع أن تفيد أنظمتها التقنية اللامسبوقة وقدراتها القتالية الفريدة لأن تجعل من إف ـ 35 طائرة الأمن القومي التركي لعقود قادمة".

أيدٍ أمينة؟

لكن، بحسب روبين، هل ستكون إف ـ 35 بأيدٍ أمينة في تركيا؟ فقد سربت الحكومة التركية، خلال السنوات الأخيرة، معلومات فائقة السرية إلى أعداء أمريكا في إطار موجة من الغضب الديبلوماسي.

وعلى سبيل المثال، في عام 2013، سربت تركيا للإيرانيين هويات جواسيس إسرائيليين في إيران. وقال داني ياتوم، قائد سابق للموساد، لصحيفة "يو إس إي تودي"، إن ذلك الحادث كان سيقوض الجهود الاستخباراتية الأمريكية "لأننا سنكون أقل استعداداً للعمل عبر تركيا خوفاً من تسرب المعلومات إلى إيران".

انتقادات
ويشير روبين لانتقادات حادة وجهها البنتاغون لتركيا في 19 يوليو( تموز) الجاري بسبب كشف وكالة الأناضول الرسمية عن مواقع 10 قواعد أمريكية سرية، قد تمكن كل من داعش وقوات مدعومة إيرانياً من استهداف الأمريكيين. وأشارت مجلة "بلومبرغ" إلى أن التسريب احتوى أيضاً على تفاصيل طرق الدعم والعتاد المخزن في كل قاعدة.

هواجس
ويقول الكاتب إن كلا الحادثين يطرحان هواجس بشأن ما إذا كان من الممكن أن تكون تقنية إف ـ 35 في أيدً أمينة، وخاصة في ظل تنامي العلاقات العسكرية والديبلوماسية بين تركيا وروسيا. وقد أبدت وزارة الدفاع البريطانية قلقاً بشأن التبعات الأمنية لخطة إجراء عمليات الخدمة لطائراتها إف ـ 35 في تركيا. ولكن تلك الهواجس ليست سوى قطرة في بحر.

خطة بديلة
ويرى روبين أنه في حال تسلم تركيا طائرات إف ـ 35، وصار برنامج تصنيعها يعتمد على مصانع تركية، يصير ضرورياً وضع خطة بديلة. وإن لم يتم ذلك، فإن برنامجاً كلف مليارات الدولارات سيضيع، أو ربما يساعد في دعم قدرة الرئيس رجب طيب أردوغان على ابتزاز الغرب. كما قد تصل أحدث التقنيات الأمريكية العسكرية إلى الكرملين.