مسيرة العدالة المعارضة للريس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
مسيرة العدالة المعارضة للريس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الأحد 23 يوليو 2017 / 15:02

بصيص أمل للمعارضة التركية.. هل تستطيع تحدي أردوغان أخيراً؟

تواجه المعارضة التركية صعوبات كبرى في تحدي رئيس البلاد رجب طيب أردوغان. هذا ما يقوله هوارد إيسينتات، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط لدى جامعة سانت لورنس، وزميل رفيع غير مقيم لدى مشروع الديموقراطية في الشرق الأوسط.

شن حزب آي كي بي حملة شديدة ضد المسيرة، وأطلق على المشاركين أوصاف من مثل "داعمي الإرهابيين"

فبعد أكثر من عام على وقوع المحاولة الانقلابية في تركيا، ما زال ذلك البلد يعاني من اضطرابات، وكثفت الحكومة عملية تطهيرها ضد كل من تشتبه بارتباطه برجل الدين فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير المحاولة لعزله، رغم أن الرجل يعيش في الولايات المتحدة منذ عام 1999. وفي إطار عملية التطهير، اتخذ أردوغان إجراءات عقابية ضد طيف واسع من الأشخاص الذين لا تربطهم أية صلات بحركة غولن. وتقول وزارة العدل التركية بأنه نفذ إجراءات شملت 169,000 شخص، وألقى القبض على أكثر من 50 ألفاً آخرين.

اعتقالات وتسريحات
ويلفت الكاتب إلى تنفيذ اعتقالات وتسريحات بصورة يومية تقريباً. وأوقف حوالي 150 ألف موظف عن أعمالهم على افتراض تعاونهم مع الغولنيين، وذلك رغم عدم تقديم أية أدلة لإثبات تلك الاتهامات. كما ستقود نتائج الاستفتاء، الذي أجري في أبريل( نيسان) الأخير، لإلغاء منصب رئاسة الوزارة بحلول عام 2019، ما سيقضي على ما تبقى من نظام المراقبة والتوازنات لدى الحكومة التركية. فقد أعطى لأردوغان نظاماً رئاسياً قوياً لطالما طمح إليه بسيطرة لا تضاهى على القضاء والأجهزة الأمنية.

بصيص أمل
وباعتقاد إيسينتات، أظهرت المعارضة التركية، خلال الأشهر الأخيرة، مؤشرات قوة وعززت آمالاً بأنها قد تتحدى حزب العدالة والتنمية الحاكم( أي كي بي) في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في عام 2019. ولكن، تكمن الحقيقة المرة في كون هذ التحرك الجديد جاء متأخراً.

عدم توازن
وللدلالة على رأيه، يلفت الباحث إلى فعالية حملة "لا" التي قادتها المعارضة التركية قبيل إجراء الاستفتاء الأخير، وذلك رغم عدم توازن التغطية الإعلامية الواسعة التي حظيت بها حملة "نعم" وانحياز وسائل الإعلام الحكومية لصالح الحكومة. وعلاوة عليه، يقبع بعض شخصيات المعارضة، كزعماء حزب الشعوب الديوقراطي الكردي( إتش دي بي) خلف القضبان، وشرد عدد كبير من أتباعهم جراء القتال بين الحكومة وبي كي كي. ونتيجة له، حرم عدد كبير من ناخبي حملة "لا" من فرصة المشاركة في الاستفتاء. وإلى ذلك، سيطر مسؤولو آي كي بي على بلديات عدة ، وقاموا بتمزيق ملصقات حملة "لا" وحظروا إقامة تجمعات خاصة بالحملة. وفي نهاية الأمر، ورغم ثبوت وقوع مخالفات عدة، تمكنت حملة "نعم" من الحصول على تأييد نسبة 51,4% من الناخبين. ولربما شدد أردوغان من قبضته على السلطة، لكنه كشف عن ضعف انتخابي.

تحرك جديد
وبحسب إيسينتات جاءت الخطوة الأكثر مدعاة للدهشة عبر تحرك جديد قاده كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب المعارض( سي إتش بي)، والذي تقدم "مسيرة العدالة" بطول أكثر من 450 كيلومتراً من اسطنبول إلى أنقرة.

وقد تمكن كيليتشدار أوغلو، على مدار أسابيع، من استقطاب اهتمام الصحافة بعيدأ عن أردوغان. وشن حزب آي كي بي حملة شديدة ضد المسيرة، وأطلق على المشاركين أوصاف من مثل "داعمي الإرهابيين"، ولكن أردوغان امتنع عن تنفيذ عملية قمع فعلي، وأقر بأن القيام بمثل تلك الخطوة يشكل تجاوزاً لكل الخطوط ويثير غضب الشعب.
 
مئات الآلاف
وقد انتهت المسيرة، كما يلفت الكاتب، في إسطنبول مع تجمع حاشد استقطب مئات الآلاف من المواطنين. وكانت تلك لحظة فارقة وسياسية وبمثابة مهرجان تحدي. ولأول مرة في الذاكرة التركية، تحلى معارضو الحكومة ببعض الأمل.
  
وبرأي إيسينتات لربما كان ذلك الأمل في غير مكانه، لكنه ليس فارغاً. فقد اظهرت مسيرة كيليتشدار أوغلو إدراكه أنه لكي يكون مؤثراً، على المعارضة أن تكون أكثر إبداعاً وديناميكية. وعلاوة عليه، حظيت المسيرة بتأييد شعبي واسع، كما كان الحال عند إجراء حملة "لا" قبل استفتاء إبريل (نيسان).