تميم وروحاني (أرشيف)
تميم وروحاني (أرشيف)
الثلاثاء 25 يوليو 2017 / 11:23

تميم على خُطى روحاني

تواصيف المقبل- الرياض

الصفات التي سأستعرضها للقارئ العربي هنا لا يعتقد أنني أتهم بها تميم ذاته، بل من كتب خطاب تميم، ولا أعتقد أن هذه الصفات تنزوي بشخصيته ذاتها، بل بمن جعل من تميم أداة لتحقيق حلمه الإمبراطوري "حسن روحاني".

الشخصية الضعيفة هي من تتكئ على عضد سُلطة ذات سيادة متسلطة، تفتقر للمسؤولية فهي دون الاتكاء على تلك السُلطة كالصِفر تماماً لا وزن له ولا قيمة من بين كل الأرقام.

وقد يكثُر مثل هذا النمط من الشخصيات بين رجال الساسة وذوي النفوذ العالي، ويأتي الضعف غالباً بسبب خضوع دولة ما تحت وطأة الاستعمار أو أن يكون ضمن الدُمى التي تُحركها قوى أخرى طموحة لتحقيق اهداف ذات طراز امبراطوري بامتياز، ولنا في بعض رجال ساسة دولة قطر مثال يُبرهن للعُقلاء أنهم مُجرد ناطقين لسياسة دول أخرى تتطلع لفرض النفوذ وغايات سياسية خطرة على الإنسانية.

وقد اتضح من خطاب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الذي تم بثه بتاريخ 27 شوال 1438هـ، وقد جاء الخطاب بصياغة إنشائية بغض النظر عن ارتباك الأمير تميم عندما تحدث عن استقلالية الدولة وسيادتها، وتبيّن لنا كمُشاهدين أنه يقرأ من خلال شاشات القراءة التي توضع للإعلاميين ممن يقدمون نشرات الأخبار وتعرف أيضا باسم آخر وهي وحدة الإيعاز الآلي، حيث يعمل هذا الجهاز على مبدأ أن أقوى نقطة في الكادر التلفزيوني هي عيني المذيع أو مقدم البرامج؛ لأنها تحقق الاتصال بينه وبين المشاهد، هذه من ناحية جسدية ونفسية، أما من ناحية رمزية فهو حامل لمبادئ الجمهورية الإيرانية التي قادت لواء الإرهاب لأكثر من ثلاثة عقود، فكان شعار هذه المبادئ يقوم على المظلومية ونظرية المؤامرة السُنيّة على الشيعة، وهذا ما اتضح من خطاب تميم الممتلئ بالمظلومية والاضطهاد نستطيع ان نُبرهن ذلك من خلال وصفه مقاطعة الدول العربية "بالحصار"، وكأنما الدول تتآمر ضده ويحاولون فرض الوصاية عليه مُتناسياً أنه اخترق ميثاق مجلس دول التعاون الخليجي ونقض عدة بنود وُقعت منذ سنوات قليلة، ومن المُعيب والمُخجل أن يتحدث عن حُرية التعددية للأحزاب؛ لأن هذه الأحزاب لم تورّث إلا الجهل والرجعية حيث جعلتنا كالبربر؛ بل أشد وطأة أمام الشعوب الأخرى.

إن هذا الخطاب يحمل بين طيّاته معتقدات فارغة واتهامات باطلة، فالعالم الإسلامي شوّه بسبب فكر هذه الأحزاب التي تأويها السلطات القطرية منذ عقود، ونتيجة لهذا الإيواء أحدثت فراغاً أخلاقياً وإنسانياً بين الشعوب العربية خاصة، ثم يُتابع تميم خطابه وهو يُحاول الثبات ويستجمع قواه تارة، وتارة أخرى يشيد بالثورات العربية كأنما قادت الشعوب العربية لنقلة حضارية يُشار لها بالبنان، وهو في الوقت ذاته يعلم مدى حجم الكارثة وما يُعانيه اليوم العالم الإسلامي عامة جراء بعض هذه الثورات، وهو أمر متوقع أن يُشيد بذات الثورات فالسياسي المُجرم يُدين القتل، ولكنه يُبيح حرب العصابات والقفز على السُلطات من خلال منابر ذهبية مجوّفة ذات قالب ديني مُتطرّف، كما أن السياسي المجرم يُدين تكميم الأفواه ويُبيح الصُراخ خارج نفوذ سُلطته.. والسياسي الجشع هو من يُطالب شعبه بالنهوض بالاقتصاد، بينما يُبيح للشعوب الأخرى النهب لخيرات البلاد والعبث بمقدراتها تحت ذريعة انتزاع الحقوق.. والسياسي الذي يسير وفق إيديلوجية مُتقنة هو من يأوي الأحزاب تحت مبدأ حُرية المعتقدات، وهو بحقيقة الأمر يستخدمها لتدمير دول الجوار؛ المهم أن الأمور تسير وفق القانون.

هذه صفات أستعرضها للقارئ العربي لا أن يعتقد أنني أتهم بها تميم ذاته، بل من كتب خطاب تميم، ولا أعتقد أن هذه الصفات تنزوي بشخصيته ذاتها، بل بمن جعل من تميم أداة لتحقيق حلمه الإمبراطوري "حسن روحاني".

والمُتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة يُلاحظ أن هناك تصعيداً غير مسبوق نحو قضيتين: الأولى هي العزف على أوتار القضية الفلسطينية، والثانية هي التعمُد في تسييس فريضة الحج، وهي الطريقة ذاتها التي انتهجتها إيران منذ اندلاع الثورة الإيرانية وقد جاءت خطة "تسييس الحج" عبر عدة خطوات مرسومة بدقة وتُرجمت في حوادث شغب ومظاهرات ومنشورات بحوزة الحجاج الإيرانيين على مر عقود، وأيضاً لا ننسى الشعارات التي كان يهتفون بها لإحداث شق كبير في صفوف الحجاج أثناء تأدية الفريضة، ومما يؤكد أن الحوادث مفتعلة هو أن سيناريو الحجاج الإيرانيين في كل حادثة يتكرر، لا نجد أي دولة عربية أو إسلامية من بعثاتها للحجاج قد أحدثوا هذه الفوضى أو الشغب كما يفعله الحجاج الإيرانيون، كما أن الإعلام الرسمي الإيراني وجه حملة دعائية قوية غير مسبوقة في الأقطار العربية والإسلامية بغرض تسييس فريضة الحج مؤخراً، وهذا يؤكد لنا أن سياسة قطر اليوم تُدار من قوى خارجية وبالمقابل أحزاب دخيلة على الشعب القطري.

وعلى أي حال عندما خابت مساعي إيران في تسييس الفريضة وجدت فرصتها اليوم من خلال استغلال الأزمة الخليجية واتخاذ قطر أداة لتحقيقها، وهذا بُرهان جازم بأن قطر اليوم قابعة تحت استعمار فارسي دون إدراك الشعب القطري ذاته لهذا الاستعمار لكنهم سيدركون ذلك حتماً، ولا أعلم هل سيدركون بعد المطاف أم قبل أن تلتهمهم المخالب الفارسية..؟