الأربعاء 26 يوليو 2017 / 09:01

مأزق الإخوان

د.البدر الشاطري- البيان

منذ تأسيس جماعة الإخوان بقيادة حسن البنا في العام 1928، لم تواجه الحركة مأزقاً أكبر من مأزقها الحالي. وقد واجهت الحركة في السابق معضلات كثيرة في مواجهة السلطات المتعاقبة في مصر وفي بلدان عربية عديدة.

ودخلت في صراعات مع هذه الحكومات والتي كانت ترى في منهج وأسلوب عمل الجماعة تهديداً لاستقرار بلدانها، وقد شكلت جماعة الإخوان مليشيات مقاتلة وجهازاً سرياً للقيام باغتيالات ضد الساسة والقضاة. وقد خسرت الجماعة مؤسسها في هذه المواجهات.

وتجرع الإخوان من كأس العنف الذي أعدوه لخصومهم وسقط حسن البنا المؤسس والمرشد الأول للجماعة في عملية اغتيال في العام 1949، كما كان للجهاز السري دور في محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر مما أدى إلى قمع الحركة حينها وإعدام أهم منظريها السيد قطب في العام 1966 بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم.

وقد صدر عن مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بكلية كيندي في جامعة هارفرد، تقرير حديث عن "الإخوان المسلمين: فشل التطور"، وقد كتب التقرير الباحث السعودي نواف عبيد والذي يشغل منصب زميل في مركز بيلفر ومستشار غير رسمي للمملكة.

ويرى نواف عبيد أن هناك ثلاثة أسباب رئيسة منعت تطور الحركة إلى حزب ذي شعبية كبيرة بين الجماهير. أولاً، أن الحركة استخدمت الدين كسلاح أيديولوجي حاولت من خلاله أن تتوسع سياسياً. وعلى ما يبدو فإن هناك رفضاً شعبياً لإقحام الدين في كثير من العمل السياسي.

السبب الثاني لفشل الجماعة هو عدم نجاح الحركة في خلق توافق وإجماع بين أعضائها، فالانقسامات بين أعضائها طالت الحركة في كثير من مراحل ومسيرة الإخوان، وقد كانت الانقسامات حول أساسيات الجماعة من ناحية تطبيق الشريعة ووسيلة تطبيق الشريعة واستخدام العنف السياسي وبأية درجة، وقد أدى ذلك إلى تبرم الناخب من التفكك الأيديولوجي للحركة.

وثالثة الأثافي، تلكؤ الحركة والتملص من شجب العنف والإرهاب كوسيلة سياسية، وقد اتخذت الحركة في أكثر من بلد موقفاً مراوغاً حول الإرهاب إذ تدعي رفضه بينما تتغزل بممارسي الإرهاب كالقاعدة، وقد ذكر نواف حضور أعضاء من حركة الإخوان الأردنية (جبهة العمل الإسلامي) في خيمة العزاء المقامة بعد مقتل ابومصعب الزرقاوي، كما أن هناك تقارير، كما يقول نواف، تشير إلى أن قادة الجبهة شجبت الحرب على داعش ودعت لدعم دولة داعش.