الملك سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الملك سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 26 يوليو 2017 / 13:06

بعد أن دعمت قطر والإخوان.. هل تصلح تركيا للوساطة في الأزمة القطرية؟

غالباً ما تستخدم مفردتا "الصراع" و"النزاع" لتعطيا معنى واحداً. ولكن من خلال مقاربة أكاديمية يتضح أن هناك فرقاً بين الكلمتين. وقد شارك الدبلوماسي والأكاديمي الأسترالي جون بورتون في وضع مفهوم أفضل لهذا الاختلاف عبر تطوير مبدأ "حل الصراعات" كمنهج أكاديمي.

تركيا تواجه اليوم حالة من التوتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا وهولندا والاتحاد الأوروبي

ويشير أونال جيفيكوز، كاتب سياسي لدى صحيفة "حريت" التركية، إلى أن آراء بورتون وشروحه باتت مقبولة اليوم على نطاق واسع في الدراسات المتعلقة بحل سلمي لنزاعات أو صراعات. فالنزاع عبارة عن خلاف قصير الأمد، فيما الصراع طويل المدة. ونتيجة له، يصبح حل الصراعات أكثر صعوبة. كما تجدر الإشارة إلى أن الصراع ينشأ عموماً عن مجموعة واسعة من القضايا التي قد تنجم عنها نزاعات منفصلة ومحددة. وتبعاً لذلك، تبرز نزاعات عن صراع ما.

حل سياسي
وبحسب جيفيكوز، تساهم عدة آليات في توفير حل سلمي لنزاعات أو صراعات. وغالباً ما يساعد "طرف ثالث" يكون غالباً شديد التأثير، في التوصل لحل سلمي لأية أزمة. وتتبع عادة أساليب دبلوماسية تتخذ أسماء مثل "وساطة" أو ما يسمى "أطرافاً محايدة" تسعى للتوصل لحل سلمي لأي نزاع.

ويقول الكاتب إن الوساطة آلية يعترف بها القانون الدولي. ونتيجة له، فهي عملية أكثر فعالية وذات سلطة لإحداث تغيير أو تواصل. وحتى أن التحكيم يعتبر بمثابة شكل من أشكال الوساطة القانونية.

طرف ثالث
ونظراً لأن كلاً من الوساطة والتحكيم ذو دلالات ونتائج، يفضل عادة أن يكون هناك طرف ثالث يلعب دور "الوسيط". وربما ينجح ذلك الوسيط في التقريب بين الأطراف المتنازعة للانخراط في حوار بناء يقوم على الاحترام المتبادل.

ويرى جيفيكوز أن صفاتٍ مشتركة عامة تجمع بين آليات الوساطة أو التحكيم أو الحوارات والتي تفيد في التوصل إلى حل سلمي لنزاعات أو صراعات. وتلك الإجراءات تشمل وجود طرف ثالث، يفترض أن يكون محايداً وموضوعياً وغير منحاز. كما يفترض ألا يكون لدى أي طرف ثالث أجندة خفية، أو أي بيان معد سلفاً.

الحياد
ويرى جيفيكوز أن فرص نجاح أي طرف ثالث وسيط تكون أعلى إن كانت يتسم باللباقة ولديه قدرة على الإنصات. وفي حال عبر الوسيط عن آراء وعواطف شخصية فقد يثير فوراً الربية لدى أطراف النزاع، وقد ينتج عنه فقدان الثقة في حياديته.

وبحسب الكاتب، يمكن اعتبار"الأزمة القطرية" بين قطر ودول أخرى أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، كنزاع. ويعتقد كثر بوجود خلافات أعمق بين قطر وباقي الدول، ما يوحي بأن الأزمة الأخيرة نزاع ناتج عن صراع أوسع وأعمق. وتبعاً له، فإن السعي لإيجاد حل سلمي أمر ضروري.

الإخوان
ويتساءل الكاتب عما إذا كانت تركيا تصلح لأن تلعب دور الوساطة بين قطر وباقي الدول، مع إصرار الإمارات والسعودية والبحرين ومصر على أن توقف قطر دعمها للإخوان المسلمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكن لدى تلك الدول فكرة مشابهة عن تركيا، أيضاً. كما أن تركيا، وفور وقوع الأزمة، سارعت لتمرير قانون في برلمانها يجيز نشر قواتها في قاعدة بحرية أقامتها حديثاً في قطر. وقد أدى ذلك أيضاً إلى تقليل الثقة في نزاهة تركيا. وعلاوة عليه، دخلت تركيا في نزاع مع مصر، ما يعزز هواجس بشأن موضوعية وحيادية موقفها.

مكانة دولية

ويضيف جيفيكوز أن الوساطة تحتاج أيضاً لأن تتحلى الدولة الوسيط بمكانة عالمية جيدة يعتد بها. وتركيا تواجه اليوم حالة من التوتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا وهولندا والاتحاد الأوروبي. فهل تستطيع تركيا أن تلعب دور الوسيط النزيه حيال الأزمة القطرية؟ يسأل الكاتب ثم يقول: " لننتظر ونرى ....".