أسلحة مسروقة.(أرشيف)
أسلحة مسروقة.(أرشيف)
الأربعاء 26 يوليو 2017 / 12:52

سرقة متفجرات في البرتغال تثير الرعب في أوروبا

كتب إتكسيو دياز، صحفي إسباني، وكاتب سياسي ساخر، في موقع "ديلي بيست" الإخباري عن جريمة سرقة متفجرات في البرتغال بات يخشى من وقوعها في أيدي جهاديين.

تعتقد مصادر أمنية إسبانية أن منظمة إجرامية غير إرهابية تقف وراء السرقة. ولكن ذلك لا يقلل من الخطر، لأن مثل تلك المنظمات يبيع أسلحة لإرهابيين

ويقول دياز إن الترسانة المسروقة تعد بمثابة حلم لإرهابيين، لأنها تضم 150 قنبلة يدوية، و44 صاروخاً يحمل على الكتف، و1450 خرطوشة، 18 قنبلة مسيلة للدموع، وعشرات من مطلقات الصواعق من مختلف الأنواع، و 264 عبوة من المتفجرات البلاستيكية. تلك هي حصيلة المواد الفتاكة التي سرقت من منشأة عسكرية في البرتغال في 29 يونيو( حزيران)، وما زالت مفقودة.

كما يلفت الصحفي إلى جريمة سرقة أخرى، وقعت بعد يومين في إسبانيا، وحيث اختفى أثر شاحنة محملة بمتفجرات. ولم يعثر على الشاحنة بعد.

قلق أوروبي
وفي حين تسود حالة من القلق لدى السلطات الأوروبية لأن مثل تلك المتفجرات استخدمت في هجمات إرهابية أخيرة، ما زال الفاعل مجهولاً، وتبقى الجريمة غامضة.

ولدى ذكره للسرقة التي وقعت في 28 يونيو( حزيران) في البرتغال، يشير دياز لاقتحام عشرات من اللصوص لقاعدة عسكرية في تانكوس، على بعد قرابة 120 كيلومتراً عن لشبونة. وقد عقدت الحكومة البرتغالية التي أخطرت على الفور وزارة الداخلية لدى جارتها، إسبانيا، عدة اجتماعات أمنية، وأطلقت تحقيقاً ما زالت تفاصيله سرية.

تحليل وجمع بيانات
ويقول دياز إنه في يوم الثلاثاء، 11 يوليو( تموز)، التقى رئيس الوزراء البرتغالي، أنطونيو كوستا، مسؤولين عسكريين كباراً لتحليل الأجراءات الأمنية في المنشآت الأمنية في البلاد، وجمع بيانات بشأن ما جرى في تانكوس. وأكد كوستا في مؤتمر صحفي لاحق بأنه شعر"بالطمأنينة" حيال المعلومات التي وفرها له الجيش بشأن حادث السرقة.

رسالة الى اللصوص

ومن جهته، حاول قائد القوات المسلحة البرتغالية توجيه رسالة إلى اللصوص عندما خاطب وسائل الإعلام، قائلاً: "ربما لن تعمل مطلقات الصواريخ بفعالية، لأنها كانت معدة لكي تدمر. كما أنها ليست خطيرة كما يظن من سرقها".

ويبدو واضحاً، بحسب دياز، أن البرتغال لن ترفع حالة التأهب لمكافحة الإرهاب. ولكن في دول أخرى، وبخاصة في إسبانيا وفرنسا، أقرب بلدين، أثارت أنباء السرقة حالة من الذعر.

صلة بجهاديين
وبالرغم من جهود برتغالية رسمية للتقليل من خطورة سرقة تلك الذخيرة الحية، ظهرت أيضاً فرضية توحي بأن للسرقة صلة فعلية بجهاديين. وفي الوقت نفسه، تعتقد مصادر أمنية إسبانية أن منظمة إجرامية غير إرهابية تقف وراء السرقة. ولكن ذلك لا يقلل من الخطر، لأن مثل تلك المنظمات يبيع أسلحة لإرهابيين.

تسونامي سياسي
وبحسب دياز، قاد ذلك الجدل إلى تسونامي سياسي في البرتغال، لأن السرقة سلطت الضوء على الإجراءات الأمنية المؤسفة في قاعدة تانكوس. فقد دمِّر، قبل خمس سنوات، نظام المراقبة بالفيديو الخاص بالقاعدة، ولم يصلح حتى حينه. كما أن أجهزة استشعار الحركة معطلة، ومن السهل قطع الأسلاك المحيطة بالمنشآة بواسطة مقص قوي. وعلاوة عليه، يخشى جنود برتغاليون صعود أبراج المراقبة الـ 25 الخاصة بالقاعدة، بسبب قدمها واحتمال تهدمها في أية لحظة".

إصلاحات قرب القاعدة
ويرى الصحفي أن اللصوص لربما استلهموا فكرتهم من خلال بيان رسمي أعلن في 19 يونيو( حزيران الماضي)، ودعا لتوفير عطاء بقيمة 360 ألف دولار من أجل إصلاحات في محيط قاعدة تانكوس العسكرية.

كل ذلك يتم فيما تجري في إسبانيا المجاورة عملية مناهضة للجهاديين. وفي كل يوم تعلن قوات الشرطة عن إلقائها القبض على إرهابيين. ولكن معظمهم يضبطون وهم ينشرون أفكارهم المتطرفة، وليس لتنفيذهم عمليات أو تخطيطهم لأخرى.