ولد سوري يتفقد منزلاً مدمراً في حلب.(أرشيف)
ولد سوري يتفقد منزلاً مدمراً في حلب.(أرشيف)
الأربعاء 26 يوليو 2017 / 12:21

خريطة الصراع في سوريا...غرب الفرات للأسد وشرقه لأمريكا

رأت الصحافية كارين ديونغ، مراسلة الأمن القومي بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن التعاون مع روسيا بات جزءاً محورياً من استراتيجية إدارة ترامب لدحر داعش في سوريا.

السماح للقوات المدعومة إيرانياً بالتواجد في الصحراء الجنوبية بسوريا قد يتيح إقامة جسر بري عبر سوريا لنقل الإمدادات الإيرانية إلى ميليشيات حزب الله الشيعية في لبنان

وبحسب ديونغ، يعتمد العسكريون الأمريكيون على موسكو في محاولة لمنع قوات الحكومة السورية وحلفائها من التدخل في العمليات العسكرية المدعومة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد ميليشيات داعش.

إستراتيجية قصيرة النظر

ولفتت كاتبة المقال إلى أن الصراعات في سوريا، التي كانت منفصلة حتى وقت قريب، باتت متقاربة في ساحة القتال، ويستهدف جزء من الخطة الأمريكية تقسيم سوريا إلى مناطق منعزلة لكل طرف من اللاعبين؛ معركة الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من روسيا وإيران ضد قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة به، والحرب التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة.

وأعرب بعض المشرعين ومسؤولي البيت الأبيض عن قلقهم إزاء هذه الإستراتيجية واعتبروها "قصيرة النظر"؛ حيث أنها تمنح ميزات طويلة الأمد في سوريا لكل من روسيا وإيران والأسد، وتترك الباب مفتوحاً أمام داعش المهزوم لإعادة تأسيس التنظيم من جديد. وعلاوة على ذلك، فإنه لا يمكن الوثوق بالتزام روسيا وإيران تجاه أي اتفاق أو صفقة، والنتيجة الحتمية ستكون استمرار الحرب الأهلية التي تتفاوض إدارة ترامب على نهايتها.

عقوبات ضد روسيا وإيران
وتشير الكاتبة إلى أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا لا تزال مستمرة على الرغم من تحركات الكونغرس هذا الأسبوع نحو فرض عقوبات إضافية على روسيا وإيران. وعرض وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إستراتيجية ترامب لدحر داعش في جلسة إحاطة لمجلسي النواب والشيوخ.

وأعلنت إدارة ترامب صراحة أن "دحر داعش" هو الأولوية القصوى لاستراتيجيتها في سوريا، ثم تأتي معالجة العناصر الأخرى لتحقيق الاستقرار طويل الأمد في سوريا. وبحسب الكاتبة يتمثل أهم التغيرات التي انتهجها الرئيس ترامب عن سلفه أوباما في اعتماده القرارات العسكرية بشأن استمرار الحرب ضد داعش، وقد أسفر هذا النهج عن تحقيق مكاسب سريعة ضد معاقل التنظيم وزيادة التعاون مع موسكو لإبقاء الحرب الأهلية بين الأسد والمعارضة بعيدة عن مسار الحرب على داعش.

تقويض التوسع الإيراني
وبحسب مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن هويتهم، تعكس خريطة النزاع أن الولايات المتحدة ووكلاءها على الأرجح سوف يعترفون بسيطرة بشار الأسد على معظم وسط وجنوب سوريا إلى الغرب من نهر الفرات مع قليل من المناطق المتفق عليها، وفي المقابل وبمجرد استعادة مدينة الرقة، عاصمة خلافة داعش المزعومة، سوف تتحرك القوات المدعومة من الولايات المتحدة باتجاه أسفل النهر للسيطرة على القرى التي كان يسيطر عليها المسلحون إلى الحدود العراقية.

وبدلاً من التعاون مع روسيا، يحض بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية على إنشاء مواقع استيطانية في الصحراء بحماية الولايات المتحدة لتقويض التوسع الإيراني؛ حيث أن السماح للقوات المدعومة إيرانياً بالتواجد في الصحراء الجنوبية بسوريا قد يتيح إقامة جسر بري عبر سوريا لنقل الإمدادات الإيرانية إلى ميليشيات حزب الله الشيعية في لبنان. ويبدو أن البنتاغون، الذي يعارض ذلك، قد فاز في هذا الجدال.

تنظيم القاعدة
وتختتم الكاتبة بالإشارة إلى أن الإستراتيجية لا تعالج قضية الوجود المتزايد لاتباع تنظيم القاعدة في شمال غرب سوريا، وتحديداً أعضاء الجماعة التي كانت معروفة سابقاً باسم جبهة النصرة والتي تسيطر حاليا على محافظة إدلب؛ حيث تراجع عدد من المقاتلين في هذه الجماعة وغيرهم من الميليشيات الإسلامية لفصائل المعارضة، فضلاً عن مقاتلي المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة، إلى إدلب عقب هزيمتهم العام الماضي في حلب ومناطق أخرى بغرب سوريا المكتظ بالسكان. وعلى الرغم من أن طائرات التحالف قد شنت غارات ضد قادة تنظيم القاعدة هناك خلال الأشهر الأخيرة الماضية، فإن الإستراتيجية الحالية (بحسب تصريحات المسؤولين) تعتمد على احتواء هذه المناطق في الوقت الراهن والتعامل معها في وقت لاحق.