المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آ]ة الله علي خامنئي وقادة الحرس الثوري.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آ]ة الله علي خامنئي وقادة الحرس الثوري.(أرشيف)
الخميس 27 يوليو 2017 / 15:12

إيران الراعي الأول للإرهاب في العالم.. محاولات الاحتواء فشلت

24- زياد الأشقر

لفت الباحث ماجد رافيزاده في صحيفة "آراب نيوز" السعودية إلى ما ورد في التقرير السنوي لوزراة الخارجية الأمريكية، من أن إيران لا تزال الدولة الأولى الراعية للإرهاب، موضحاً أن هذا الأمر ليس بالشيء الجديد، إذ أن إيران مدرجة على لائحة الدول الراعية للإرهاب منذ 1984.

القوة عسكرية ضرورية لمواجهة نشاطات إيران وميليشياتها في دول مختلفة

لكن رافيزاده لفت إلى ثلاثة أمور تجب الإجابة عنها، وهي كيف بقيت إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم. ولماذا يواصل النظام الإيراني اتباع سياسات تجعل منه الراعي الأول للإرهاب في العالم؟ وما هي السياسات التي يتعين على الحكومات تنفيذها لوضع حد للنفوذ الإيراني المتنامي ولدعمها للإرهاب؟

منصات مختلفة
ورأى رافيزاده أن إيران تلعب دوراً حاسماً في الإرهاب العالمي عبر منصات مختلفة، واستراتيجيتها الأولى هي حرب غير منظورة. ومن طريق الميليشيات والمجموعات الإرهابية، يزعزع النظام الإيراني بشكل غير مباشر دولاً أخرى ويخلق الفوضى والعنف والحروب. وبعد التسبب بصدمة للمجتمعات الأجنبية والكيانات السياسية، تندفع إيران بميليشياتها كي يكون لها القول الفصل في المؤسسات السياسية الجديدة. وهذه المحاولات من الزعماء الإيرانيين واضحة بقوة عموماً في الدول العربية السنية حيث تحاول طهران قلب موازين القوى لمصلحة الشيعة، وتعزيز نفوذها وتقويض المجتمعات السنية.

طموحات السيطرة
ولفت رافيزاده إلى أن الأسباب التي تقف خلف دعم النظام الإيراني للإرهاب، هي السعي إلى السيادة وتجسيد طموحات السيطرة، وتحقيق أهداف السياسة الخارجية، وتصدير المبادئ الثورية التي تأسست عام 1979. وتدعم إيران حالياً أكثر من 120 ميليشيا ومجموعة إرهابية مصنفة، موجودة حصرياً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويزداد عددها عندما تستعر النزاعات. إن الفوضى وعدم الاستقرار يمنحان إيران البيئة الملائمة التي تمكنها من تأسيس ميليشيات قوية. ومثال على ذلك حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر في العراق وميليشيات شيعية في سوريا والبحرين واليمن.
 
مساعدة متعددة الوجوه
ولاحظ أنه ما أن تنشئ إيران مجموعة، تؤسس شبكة معقدة من أجل تسهيل عملياتها في أكثر من بلد. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك، نشر الميليشيات العراقية وحزب الله للقتال في سوريا. الواضح أن المساعدة التي تقدمها إيران لميليشاتها متعددة الوجوه، وتشمل التمويل وتحديث العتاد الذي في حوزتها بشكل دائم، وتقديم المشورة، والأستخبارات والتدريب.

الحرب غير المرئية
واعتبر الباحث أن المؤسسات الأساسية التي تسهل هذه المساعدة هي فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ووزارة الإستخبارات تحت قيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي تعود إليه الكلمة الأخيرة في السياستين المحلية والخارجية. وعندما تستخدم إيران الحرب غير المرئية يعني ذلك أنها تستطيع تفادي الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة أو مع حلفائها. ويدرك زعماء إيران أن حرباً كهذه يمكن أن تنتهي بهزيمة طهران. لكن إيران هي أكثر انخراطاً بشكل مباشر في الإرهاب أيضاً. فهي ترسل الجنود والعملاء السريين، للتسليح والقتال وجمع المعلومات الإستخباراتية أو مساعدة ميليشيات. واعتقلت دول عدة بينها الكويت الكثير من الإيرانيين وهم يحاولون التسلل إليها. كما تستخدم طهران سفاراتها ومراكزها الثقافية وديبلوماسييها في البلدان الخارجية لتعمل كخلايا لتنظيم وبناء الخلايات الإرهابية.

العقوبات ليست كافية
وخلص إلى أنه على رغم أن العقوبات الإقتصادية والسياسية تساعد في مواجهة رعاية إيران للإرهاب، فإن العقوبات وحدها ليست كافية، كما بيّن التاريخ على مدى عقود، والقوة عسكرية ضرورية لمواجهة نشاطات إيران وميليشياتها في دول مختلفة. كذلك، يعتبر الاعتراف الرسمي والدعم لمجموعات المعارضة الإيرانية في المنفى أداة فعالة. وفضلاً عن ذلك يتعين على الحكومات تقرير ما إذا كانت ستعمل لتغيير النظام الإيراني أو مجرد احتوائه. لكن يجب أن نتذكر أن محاولات الاحتوار منذ أربعة عقود لم تكن فعالة ولا كافية.