جلسة للكونغرس الأمريكي.(أرشيف)
جلسة للكونغرس الأمريكي.(أرشيف)
الإثنين 31 يوليو 2017 / 13:59

نوبة غضب الكونغرس تضرب حلفاء أمريكا في الغرب

يرى عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين أن فرض أمريكا عقوبات جديدة ضد روسيا سيؤدي لتضرر مصالح دول غربية حليفة للولايات المتحدة.

بناء على العقوبات الأمريكية، فإن أية دولة من الاتحاد الأوروبي تقيم علاقات تجارية مع روسيا قد تجد نفسها في ورطة

وتساءلت ديانا جونستون، كاتبة سياسية أمريكية، في موقع كاونتربانش عما إذا كان نواب الكونغرس الأمريكي يدركون أنه عند فرضهم عقوبات ضد موسكو، مع السعي لمنع أية خطوة لتحسين العلاقات مع روسيا، أن تلك الإجراءات ترقى لمرتبة إعلان حرب اقتصادية ضد أصدقائهم الأوروبيين.

لا مبالاة
وتقول الكاتبة إنه سواء أكان النواب يعرفون ذلك أم لا، يبدو واضحاً أنهم غير مبالين. وينظر السياسيون في أمريكا إلى أرجاء العالم بوصفه "منطقة أمريكية نائية"، من الممكن استغلالها والإساءة إليها وتجاهلها، مع الإفلات من العقاب.
  
فقد تبنى الكونغرس، في 25 يوليو( تموز)، مشروع قانون رقم 3364 بشأن "محاربة خصوم أمريكا عبر قانون العقوبات"، بإجماع جميع الأعضاء باستثناء ثلاثة نواب. وقد تبنى مجلس الشيوخ نسخة سابقة من المشروع بمعارضة عضوين فقط.

قوة ناعمة
وترى جونستون أن نوبة غضب الكونغرس تنعكس في كل الاتجاهات. ويبدو أن الضحايا الرئيسيين للعقوبات التي أقرها الكونغرس سيكونون حلفاء أمريكا المقربين، وعلى رأسهم ألمانيا وفرنسا.

وتشير الكاتبة إلى أنه بناء على العقوبات الأمريكية، فإن أية دولة من الاتحاد الأوروبي تقيم علاقات تجارية مع روسيا قد تجد نفسها في ورطة. وبشكل خاص، يستهدف مشروع القانون الأخير شركات تساهم في تمويل نورد ستريم 2، وهو خط لنقل النفط صمم من أجل تزويد ألمانيا بمعظم ما تحتاج إليه من الغاز الطبيعي من روسيا.

فرصة

وفي السياق ذاته، تشير جونستون إلى مكاسب شركات أمريكية ستبيع غازها الطبيعي الهيدروليكي إلى أصدقائها الألمان، لكن بأسعار أعلى بكثير. كما يقضي مشروع القانون بمعاقبة مصارف وفرض قيود معطلة على شركات أوروبية، وإقامة دعاوى قضائية وفرض غرامات على من يخرق العقوبات المفروضة.

وتلفت جونستون أيضاً إلى أنه فيما تدعو الولايات المتحدة "لمنافسة حرة" فإنها تتخذ على الدوام إجراءات تمنع التنافس الحر على المستوى الدولي.

تحذير
وفي الإطار نفسه، وبعد توقيع الصفقة النووية في يوليو( تموز) 2015، والتي هدفت لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، فقد رفعت عقوبات دولية، ولكن الولايات المتحدة احتفظت بعقوباتها القديمة. ومذذاك، أصبح أي مصرف أجنبي أو شركة عازمة على إقامة علاقات تجارية مع إيران عرضة لتلقي رسالة تحذير من مجموعة في نيويورك تسمي نفسها "موحدون ضد النووي الإيراني". وتنص رسالة كتلك على" فرض عقوبات قانونية وسياسية ومالية على جهات تتعامل مع إيران، وخاصة في قطاعي النفط والغاز".

قدرات كبيرة

وتقول جونستون إن أمريكا استطاعت، على مدار سنوات طويلة، ممارسة ذلك السلوك لأنها طورت نظاماً قضائياً واسعاً مكنها من فرض إرداتها على اقتصاد "العالم الحر" بفضل قوة الدولار، وهيمنته على التعاملات التجارية والمالية، علاوة على نظام استخباراتي لا يبارى في جمع المعلومات من كل مكان.

غضب أوروبي
وتلفت الكاتبة لرد فعل زعماء أوروبيين عبروا عن استيائهم من العقوبات الأخيرة. فقد قالت وزارة الخارجية الألمانية: "من غير المقبول أن تستخدم الولايات المتحدة عقوبات كأداة لخدمة مصالح الصناعة الأمريكية". كما شجبت وزارة الخارجية الفرنسية ما اعتبرته "إجراءات أمريكية خارجة عن الحدود الإقليمية". وجاء في بيان صادر عن الخارجية الفرنسية: "سنحمي أنفسنا ضد أية تبعات قانون أمريكي يتعدى الأراضي الأمريكية، وسنعمل على تطبيق قوانينا الفرنسية والأوروبية".