الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في لقائهما في هامبورغ.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في لقائهما في هامبورغ.(أرشيف)
الإثنين 31 يوليو 2017 / 14:06

علاقات واشنطن وموسكو بعد 6 أشهر على رئاسة ترامب.. فوضى

بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعززت آمال بتحسين العلاقات الأمريكية ـ الروسية. فقد امتدح بوتين مراراً، خلال حملته الانتخابية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إنه سيعمل على تنقية العلاقات مع روسيا من رواسب سادت بعد نهاية الحرب الباردة.

التركيز على السياسة الأمريكية حيال روسيا ستعود من جديد إلى تيلرسون

ولكن، وبعد ستة أشهر على تسلم ترامب السلطة، لم يطرأ برأي ستيفن بيفر، زميل رفيع المستوى متخصص في السياسة الخارجية لدى مركز الأمن والاستخبارات في القرن الحادي والعشرين، تغييرات كثيرة في تلك العلاقة. وعوضاً عنه تطال البيت الأبيض اليوم مجموعة من الاتهامات بشأن تواطؤ بين الحملة الرئاسية لترامب والروس.

الشخص المناسب
ويشير بيفر إلى أنه، عقب تنصيب ترامب، سارع البيت الأبيض لاختيار وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، بوصفه الشخص الأنسب لتحسين العلاقات مع موسكو. وقد وصف تيليرسون خطواته بالتفصيل، وحيث قال أنه سيسعى لتخفيف التوترات، وتحقيق تقدم بشأن قضايا صغيرة، ومن ثم الانتقال نحو قضايا شائكة. وكرر تيلرسون قوله لنظيره الروسي لافروف إن الصراع الأوكراني ـ الروسي يمثل أكبر عائق أمام استعادة علاقة طبيعية مع روسيا.

انتظار
كما يلفت الباحث إلى تحلي الكرملين بالصبر عندما لم يلحظ أي جديد في سياسة واشنطن، بل واستاء من مواقف أمريكية كضرب قاعدة عسكرية في سوريا بواسطة صواريخ كروز، ومن ثم فرض عقوبات إضافية ضد روسيا.

وانتظر الكرملين حصول لقاء مباشر بين ترامب وبوتين. وقد حصل بالفعل ذلك اللقاء في قمة العشرين في هامبورغ بألمانيا. وبحث الزعيمان في هامبورغ قضايا متوقعة، أوكرانيا وسوريا وكوريا الشمالية. وقبل اللقاء مباشرة، أوحى تيلرسون باستعداد أمريكي للانخراك بشكل أكبر في إيجاد حل للصراع الأوكراني ـ الروسي، وأعلن عن تعيين مبعوث خاص لتلك القضية. واتفق الرئيسان على وقف لإطلاق النار في جنوب سوريا. ولكن، وباستثناء ذلك، لم يعلن الزعيمان عن أية تطورات كبرى، بل طرح ترامب مسألة التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو ما نفاه بوتين بالطبع. واتفق الرئيسان على تعيين مجموعة عمل بشأن الأمن الفضائي المشترك.

إنجاز
واعتبر مسؤولون روس ان اللقاء ان بمثابة إنجاز. وإن لم يثمر عن شيء ملموس، فإنه أظهر أن بوتين خطا خطوة متقدمة بأشواط عن لقاء مجموعة العشرين في عام 2014 في أوستراليا، عندما غادر مبكراً لأنه وجد نفسه معزولاً من قبل زعماء آخرين. وفي ما يتعلق بقرصنة الانتخابات، زعم كل من بوتين ولافروف أن ترامب قبل بنفي بوتين. وقال الرئيس الروسي إن مجموعة العمل الفضائي "ستنهي تكنهات بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية".

بوتين ينفي التدخل
وفي ذات الوقت، تجنب ترامب عقد مؤتمر صحفي بعد لقائه ببوتين، ما منح الزعيم الروسي فرصة للحديث كما شاء له. وكان مسؤولون في البيت الأبيض بطيئين في نقض أقوال روسية أن ترامب وافق على نفي بوتين التدخل الروسي. وفي تغريدة له بعد اللقاء، أكد ترامب أنه عارض بشدة ذلك التدخل.

مديح مقصود
وفي لقاءات صحفية لاحقة، امتدح بوتين ترامب، بأساليب ظهرت بأنها مقصودة لمخاطبة غرور الرئيس الأمريكي. وذلك يعني، بحسب بيفر، أن الكرملين ما زال يعتقد أن بوتين قادر على استمالة ترامب. ( ولربما تعزز ذلك الاعتقاد عبر المباحثات الخاصة التي جرت على هامش عشاء قمة العشرين، والتي لم يكشف عنها البيت الأبيض إلى أن تسرب الخبر).

تيلرسون
ويرى بيفر أن التركيز على السياسة الأمريكية حيال روسيا ستعود من جديد إلى تيلرسون. ويشاع أن لديه استراتيجية من ثلاثة أجزاء: عملية صد عندما تتجاوز موسكو أو تنفذ عمليات عدوانية، والتعاون عندما تلتقي المصالح، وتعزيز الاستقرار الاستراتيجي.
تلك سياسة حكيمة، برأي الباحث، وتقتضي تعزيز الاتصالات بين وزارتي الدفاع في البلدين، وإقامة قناة تواصل عسكري بين الناتو وروسيا لتجنب وقوع حادث طارئ أو سوء فهم.

ويرى بيفر وجوب مواصلة المحادثات بشأن سوريا، وتعزيز التعاون على طريق التوصل لتسوية سلمية للأزمة السورية.