قوات أمريكية في أفغانستان.(أرشيف)
قوات أمريكية في أفغانستان.(أرشيف)
الثلاثاء 1 أغسطس 2017 / 15:03

اقتراح مخيف.. سحب القوات الأمريكية وإرسال مرتزقة إلى أفغانستان

يبدو أن الرئيس الأمريكي ترامب يشعر بالإحباط نتيجة عدم إحراز أي تقدم في أفغانستان، ولكونه يشكك في جدوى اقتراح قدمه مستشاروه العسكريون بشأن نشر ما يقدر بـ 4000 من مدربين ومستشارين وقوات مكافحة الإرهاب لينضموا إلى 8500 جندي أمريكي منتشرين هناك.

إريك برينس، مؤسس شركة "بلاكووتر" الأمنية الخاصة، وستيفن فينبيرغ، مالك شركة دينكورب العسكرية الخاصة، نصحا الحكومة بالاعتماد على متعاقدين خاصين عوضاً عن إرسال قوات أمريكية

وقال ترامب مؤخراً لصحفيين: "أمضينا قرابة 17 عاماً هناك، وأريد أن أعرف لماذا بقينا طوال تلك المدة، وما الذي يمكن لنا تحقيقه عند تطبيق أفكار إضافية".

 الوضع خطير
وفي افتتاحيتها الأخيرة، أشارت "لوس أنجلوس تايمز" إلى تفهم معظم الأمريكيين لشعور الرئيس بالاستياء. إذ بالرغم من إنفاق مئات المليارات من الدولارات وفقدان 2400 جندي أمريكي، يبقى الوضع الأمني والسياسي في ذلك البلد خطيراً، وتتزايد أعداد القتلى المدنيين، والفساد مستشرٍ. وفي الأشهر الأخيرة حققت طالبان مكاسب على الأرض.

مراجعة محقة
ولذا، ترى الصحيفة، أنه من حق ترامب الإصرار على مراجعة السياسة الأمريكية في أفغانستان، والتي ستأخذ بعين الاعتبار خيارات ديبلوماسية وعسكرية أيضاً. ولكن يفترض بالرئيس أن يرفض اقتراحاً تم طرحه، ويشاع أنه قدم بتشجيع من بعض مستشاريه ويقضي باستبدال قوات أمريكية بمتعاقدين أمنيين توفرهم جهات خاصة.

وبحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، طلب مستشاران في البيت الأبيض، ستيفن بانون، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس، من رجلي أعمال التقدم ببدائل لإرسال جنود إضافيين إلى أفغانستان.

اقتراح مخيف
وذكرت "نيويورك تايمز" أن إريك برينس، مؤسس شركة "بلاكووتر" الأمنية الخاصة، وستيفن فينبيرغ، مالك شركة دينكورب العسكرية الخاصة، نصحا الحكومة بالاعتماد على متعاقدين خاصين عوضاً عن إرسال قوات أمريكية.

وترى "لوس أنجلوس تايمز" أن ذلك الاقتراح مخيف، وتسأل: "هل نسي بانون وكوشنر تاريخ بلاكووتر؟ فقد فضحت الشركة بعد إدانة مجموعة من عامليها بقتل 14 مدنياً عراقياً في بغداد عام 2007.

أفكار مقلقة
ولكن برنس، شقيق بيتسي ديفوس وزيرة التعليم في إدارة ترامب، لم يأبه لكل تلك التحذيرات. وكتب عموداً في صحيفة "وول ستريت جورنال" عرض فيه عدة أفكار بشان تعديلات في السياسة الأمريكية في أفغانستان.

ومن بين تلك الأفكار، وضع كامل السلطة في عهدة مسؤول واحد، وهي فكرة جديرة بالاعتبار رغم كونها مثيرة للقلق، لأن برينس يقترح أن يكون ذلك المسؤول على غرار الجنرال دوغلاس ماك آرثر حاكم اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. كما اقترح برينس أن يعتمد الجيش الأمريكي على "وحدات عسكرية خاصة" على شاكلة الجيوش التي استخدمتها شركة الهند الشرقية، والتي حكمت بواسطة جيشها الخاص الهند طوال فترة الاستعمار البريطاني. وقال برينس: "تشكلت تلك الوحدات من مجندين محليين دربوا على أيدي جنود أوروبيين تم التعاقد معهم من قبل شركة الهند الشرقية".

رفض
وبحسب نيويورك تايمز، رفض وزير الدفاع الأمريكي، ماتيس، فكرة متعاقدين خاصين أثناء مراجعة السياسة الأمريكية في أفغانستان التي يشرف عليها مع مستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر. ولكن، وللأسف، لا يعني ذلك أن الفكرة لن تصل إلى ترامب عبر بانون أو كوشنر، أو مستشارين آخرين مقربين منه.

تواجد متواضع
وترى "لوس أنجلوس تايمز" أن ترامب ومستشاريه مطالبون بالحفاظ على تواجد عسكري أمريكي متواضع وضروري من أجل نجاح حملة الحكومة الأفغانية ضد طالبان.

 وفي وقت لا يقترح فيه أحد بوجوب عودة القوات الأمريكية إلى أعلى مستوياتها أثناء فترة الحرب هناك، عندما انتشر 100 ألف جندي أمريكي، فإن بعض الخبراء يطالبون بدمج أفضل لمستشارين أمريكيين مع وحدات عسكرية أفغانية، وإجراء تعديلات على بنية القيادة العسكرية.

ومن ثم يجب أن تلعب الدبلوماسية دورها في تلك المعادلة. وفي هذا السياق، تشير الصحيفة إلى وجوب الضغط على باكستان من أجل بذل جهود أكبر لمحاربة تنظيمات إرهابية تستخدم أراضيها لشن هجمات ضد قوات أمريكية وحليفة تحارب طالبان في أفغانستان.