الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسلفه باراك أوباما.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسلفه باراك أوباما.(أرشيف)
الجمعة 4 أغسطس 2017 / 15:03

لماذا كره الشرق الأوسط أوباما وأحبّ ترامب؟

رأت سوزان غلاسر في مجلّة "بوليتيكو" الأمريكية، أنّ موسكو انتصرت في سوريا بسبب امتناع الرئيس السابق باراك أوباما عن التحرك. ويعود تفكّك الشرق في السنوات السابقة بشكل كبير إلى عدم استماع واشنطن لحلفائها. لكنّ الرئيس الحاليّ دونالد ترامب يحظى في تلك المنطقة بشعبية أكثر من سلفه. وتشير غلاسر إلى أنّ رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري عبّر عن هذه القناعة في مقابلة خاصة مع المجلة، حين زار واشنطن.

يغالط الحريري أوباما بسبب الفجوة الكبيرة بين كلماته "الملهمة" في خطابه الذي ألقاه خلال زيارته إلى القاهرة سنة 2009 واقتراحه اعتماد مقاربة أمريكية جديدة و "اللاشيء" الذي صدر عن جهود أوباما في صياغة السلام

وتكتب غلاسر أنّ نبرة الحريري كانت مدروسة، لكن مع ربط جميع تعليقاته، يُستنتج أنّ الحريري يحمل "اتهاماً صارماً وصارخاً" لأوباما حول العديد من السياسات الأمريكية تجاه المنطقة. فهو يُرجع اكتساب موسكو ثقلاً إقليمياً في الشرق الأوسط إلى سكون أوباما، الأمر الذي أدى إلى إعادة إحياء نظام الأسد الدموي في سوريا وفشل إنتاج اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

الوضوح والأمل

"الوضوح" والأمل بمقاربة أكثر حزماً هما السبب وراء تفضيل الحريري وزعماء آخرين للرئيس الحالي. وهنالك توقع أيضاً بأن يتخذ ترامب سياسة حاسمة ضدّ الإيرانيين الداعمين للرئيس السوري. وتحدّث رئيس الوزراء اللبناني مراراً عن التنازلات التي قدمها أوباما لطهران لإنجاح اتفاقه النووي، وكان ذلك مثلاً عن كيفية تضييع الولايات المتحدة طريقها في الشرق الأوسط.

تفوّقوا على أوباما
ونظراً إلى السنوات الست الدامية في سوريا المجاورة للبنان، أرخت تلك الأزمة بثقلها على الدولة الصغيرة لأنها أدّت إلى تدفق حوالي مليون ونصف المليون من اللاجئين إلى دولة هشّة ووضعت داعش على حدودها. وانتقد الحريري الفرق الكبير بين الخطاب الأمريكي الملهم وسلوك الرئيس الأمريكي السابق. ففي سوريا مثلاً، يقول الحريري إنّ الروس والأسد تفوّقوا على أوباما بعدما وقّع معهم الاتفاق سنة 2013 للتخلص من الأسلحة الكيميائيّة. فقد كان عليه أن يقصف نظام دمشق بعدما اجتاز الديكتاتور السوريّ "خطه الأحمر" إثر ضرب شعبه بغاز الأعصاب.

نعلم أكاذيبهم
تضيف غلاسر أنّ الحريري تحدّث عن أعمال النظام وحلفائه قائلاً: "نعلم تصرفاتهم. نعلم أكاذيبهم. نعرف ما فعلوه بالناس. نعرف كيف تصرّفوا مع الناس. إذاً، حين يقول بشار الأسد هذا، إنّه سيقوم بالتخلص من الأسلحة الكيميائيّة، فإنّه لن يفعل ذلك. وإذا صدّقته، فهذا خطؤك أنك صدقته". لكنّ الحريري يرى الآن أنّ ترامب لا يملك خياراً إلّا بالتعاطي مع موسكو. "القوة الأساسية في سوريا اليوم هي روسيا، لذا إن كنت تريدين حل مسألة سوريا، فعليك أن تتحدّثي مع الروس". ثمّ اتّهم أوباما بأنّ هذا الواقع الجديد يعود إلى امتناع أوباما عن التحرّك. "الآن، بما أنّهم هناك، فعلى أحد ما أن يتكلّم معهم".

أوباما وجهود "اللاشيء"
ويغالط الحريري أوباما بسبب الفجوة الكبيرة بين كلماته "الملهمة" في خطابه الذي ألقاه خلال زيارته إلى القاهرة سنة 2009 واقتراحه اعتماد مقاربة أمريكية جديدة و"اللاشيء" الذي صدر عن جهود أوباما في صياغة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويشير إلى أنّ زعماء عرباً وقفوا بشدّة ضدّ الانسحاب الأمريكي من العراق سنة 2011 خلال عهد أوباما، خصوصاً أنّ كثيرين يعتقدون بأنّ هذا الانسحاب خلق فراغاً خطيراً ملأه ظهور تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وخلال مقابلته قال الحريري للصحافيّة إنّ أمريكا لم تصغِ لحلفائها العرب لا حين بدأت الحرب في العراق ولا حين أرادت الانسحاب. وجميع حلفاء واشنطن قالوا لها أن تتحرّك تجاه سوريا، لكنّ إدارة أوباما لم تصغِ مرّة أخرى. "لهذا أعتقد أنّ الحديث مع حلفائك، والاستماع إلى حلفائك (ضروري)، فهم هنالك. هم يعلمون أكثر".