الجنرالات المنقاعدون ماكماستر وماتيس وكيلي.(أرشيف)
الجنرالات المنقاعدون ماكماستر وماتيس وكيلي.(أرشيف)
الأحد 6 أغسطس 2017 / 11:26

جنرالات ترامب يحاولون إنقاذ العالم..بدءاً من البيت الأبيض

قبل أكثر من أسبوع، بدا واضحاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان مستاء من الفوضى التي أصابت البيت الأبيض، فاختار جون كيلي، جنرالاً متقاعداً من قوات المارينز، ليدير له شؤون الرئاسة الأمريكية.

الجنرالات حول ترامب يشكلون مجموعة من الخبراء غير الحزبيين وغير السياسيين، وهم ليسوا جزءاً من" مستنقع واشنطن"، الذي تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بتجفيفه

وحول لجوء ترامب لمجموعة من كبار الضباط المتقاعدين، ليديروا له قضايا الدفاع والأمن للولايات المتحدة، كتب في مجلة "بوليتيكو" جميس كيتفيلد، زميل بارز لدى مركز دراسة الرئاسة والكونغرس، ومراسل رفيع سابق من واشنطن لناشونال جورنال، أن جون كيلي، الذي تقاعد قبل عام من رئاسة القيادة الجنوبية الأمريكية، أدار وزارة الداخلية منذ يناير( كانون الثاني) الماضي. ويتميز الرجل بصراحته الحادة أحياناً، وتوحي لهجته بأنه خرج من صفوف الطبقات الوسطى في بوسطن. ويشاع أن ترامب اعتاد على استشارته بشأن كيفية إدارة البيت الأبيض بسلاسة.

ظاهرة قديمة
ويلفت الكاتب إلى أنه منذ عهد الرئيس الأسبق فورد، لم يشغل جنرال منصب رئيس هيئة العاملين في البيت الأبيض، ويقال أيضاً أنه منذ رئاسة آيزنهاور، لم يحظ جنرال متقاعد بنفوذ كبير على أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية. ويشغل اليوم كيلي مركز القوة بين ثلاثة جنرالات آخرين، وزير الدفاع جيمس ماتيس، جنرال متقاعد من المارينز، وجوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلى جانب الجنرال ماكماستر، مستشار الأمن القومي، والذي حل مكان الجنرال مايكل فلين، الذي أقيل قبل أقل من شهر على شغله لذلك المنصب.

عسكرة
ويقول كيتفيلد إنه مع تولي عسكريين أمريكيين كبار شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية، وحيث لا يوجد بين كبار مسؤولي القسمين مدني سوى وزير الخارجية ريكس تيلرسون، طرحت تساؤلات جادة حيال عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية. وقد تفاقمت تلك الهواجس في فبراير (شباط) الماضي، عندما تفاخر ترامب بأن ميزانيته ضمت أحد أكبر أوجه الإنفاق العسكري في تاريخ أمريكا، ومن تفويض سلسلة من السلطات الحربية الجديدة للبنتاغون، مع اقتراح بتخفيض ميزانية وزارة الخارجية بنسبة 30 %.

كتلة متجانسة

ولكن، يقول الكاتب، طوال سبعة أشهر من إدارة ترامب، برز الجنرالات ككتلة متجانسة من مفكري السياسة الخارجية الذين طمأنت وجهات نظرهم حتى أشد المنتقدين للإدارة. فقد أثبت الجنرالات، ومن خلال خبرتهم وثقافتهم العسكرية، بأنهم براغماتيون وعارفون بالشؤون الدولية، وملتزمون بالدور الريادي للولايات المتحدة في العالم. وفي الشأن الداخلي، لعبوا دور ثقل موازن قوي في مواجهة الفصيل الشعبوي القومي في البيت الأبيض بقيادة كبير استراتيجيه ستيف بانون، الذي كان وراء سياسات ترامب المثيرة للجدل، كحظر الهجرة، ورفض اتفاقيات باريس للمناخ، واحتمال فرض تعريفات جمركية على صناعة الفولاذ، ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية.

مهمتان
وبحسب كيتفيلد، يبدو أن جنرالات ترامب يعتبرون أن وظيفتهم تتكون من شقين: المهمة الأولى، تصحيح ما يراه مسؤولون عسكريون كبار كأخطاء ارتكبتها إدارة أوباما، منها التردد في ممارسة القوة أو نشر قوات، ما اعتبره عدد من الحلفاء انسحابات من التزامات تقليدية للولايات المتحدة في العالم. وأما المهمة الثانية، وهي أكثر خطورة، فتكمن في الحد من أضرار يسببها رئيسهم.

محور العقلاء
وبسبب كثرة تغريدات ترامب على تويتر، والتي ركز فيها أحياناً على مبدأ" أمريكا أولاً"، فقد فسرها بعض حلفاء لأمريكا بأنها كناية عن ورقة توت لسياسات انعزال وحمائية. ولكن الجنرالات، ومعهم وزير الخارجية الأمريكي، تيلرسون، والذين أطلق عليهم وصف" محور العقلاء"، من قبل عدد من الجمهوريين والمعلقين المحافظين، اضطلعوا بمهمة طمأنة العالم الخارجي. وقد أقنعوا ترامب بالتخلي عن بعض مواقفه المثيرة للجدل على الساحة الخارجية، ومنها وصفه للناتو بأنه " منظمة عفا عليها الزمن"، وكذلك اقتراح نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، ومن ثم الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية.

من هنا، يرى الكاتب أن الجنرالات حول ترامب يشكلون مجموعة من الخبراء غير الحزبيين وغير السياسيين، وهم ليسوا جزءاً من" مستنقع واشنطن"، الذي تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بتجفيفه. إنهم، عبر التدريب والخبرة العسكرية، يحترمون مؤسسة الرئاسة والقائد الأعلى، بغض النظر عمن يشغل ذلك الموقع. وعلى خلاف عدد من خبراء السياسة الخارجية والدفاع في الحزب الجمهوري، لم يرفعوا قط شعار"لا لترامب" خلال الحملة الانتخابية.





.