تظاهرة كردية دعماً للاستفتاء.(أرشيف)
تظاهرة كردية دعماً للاستفتاء.(أرشيف)
الأحد 13 أغسطس 2017 / 14:47

ما هي عواقب الاستفتاء على استقلال كردستان؟

رأت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن إجراء استفتاء على استقلال كردي عن العراق ينطوي على مخاطر كبرى.

تعارض أنقرة أي استقلال كردي خشية أن يشجع انفصاليين محليين. كما تبدو إيران أشد معارضة لمثل تلك الخطوة للأسباب ذاتها

وأشارت المجلة إلى أن وضع تمثال جديد ضخم لجندي من البشمركة مطل على حقل بابا غورغور النفطي القريب من كركوك، يمثل مؤشراً جلياً لطموحات أكراد العراق بإقامة دولة مستقلة تتجاوز حدودها أرضهم التاريخية، لتضم بعض أغنى حقول نفط العراق. ويعتقد أن استفتاء مقرراً في 25 سبتمبر(أيلول) المقبل، سيشكل خطوة أخرى لحكومة كردستان العراق على ذلك الطريق.

مخاوف
لكن، بحسب إيكونوميست، أثار توقيت الاستفتاء جدلاً، وخصوصاً بسبب عدد وضوح الخطوات التي ستليه، ولخشية البعض من أن يؤدي التصويت على الاستقلال إلى ردود فعل عنيفة من قبل حكومة بغداد، ومن جانب دول مجاورة.

فقد حظيت حكومة كردستان العراق، منذ نيلها حكماً ذاتياً في 1991 بعدد من سمات الدولة المستقلة، من ضمنها جيش وبرلمان وهيمنتها الخاصة علـى الانترنت. وبعد امتناع بغداد في 2014 عن دفع مخصصات الإقليم من الميزانية، بدأت حكومة كردستان العراق ببيع نفطها بصورة مستقلة عن الحكومة الفيدرالية.

موارد إضافية
وتلفت المجلة إلى حصول أربيل علـى موارد إضافية بعد أشهر قليلة من هروب الجيش العراقي من المنطقة النفطية داخل كركوك وحولها، عند اقتراب جهاديي داعش من المدينة. وعندها ألقيت مهمة محاربة داعش علـى عاتق مليشيات كردية معروفة باسم البشمركة، التي أدت المهمة بشجاعة.

توقيت مبكر
ورغم ذلك، يرى بعض الأكراد أن توقيت السعي إلى الاستقلال ما زال مبكراً. ويقول محمود عثمان، سياسي كردي: "في البداية نحتاج لوحدة كردية ونوعاً من التفاهم مع بغداد. ولا نملك أي منهما".

وفي ذات السياق، تشير إيكونوميست لكون قوات البشمركة قوة موحدة فقط على الورق، حيث تنقسم ولاءات مقاتليها بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم (كي دي بي)، والمعارضة ممثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي لكردستان.

ولم ينعقد البرلمان منذ 2015، عندما مدد مسعود البارزاني، رئيس كردستان العراق، مدة حكمه لفترة ثانية ما أثار احتجاجات عنيفة وقاد لمأزق سياسي. وينظر البعض للاستفتاء بكونه محاولة من قبل كي دي بي للحصول على دعم شعبي قبيل الانتخابات في نوفمبر(تشرين الثاني).

عجز وفساد
وتشير المجلة لتعثر الاقتصاد في كردستان العراق في ظل تراجع أسعار النفط، ورحيل عدد كبير من الشركات الأجنبية التي تدفقت على الإقليم قبل أكثر من عشر سنوات، وبسبب الحرب على داعش. ولكن معارضي الحكومة هناك يقولون إن عجزاً حكومياً واستشراء الفساد يمثلان أكبر مسببات تعثر اقتصاد الإقليم.

قضية كركوك
وبحسب "إيكونوميست"، هناك أيضاً قضية مدينة كركوك التي تضم غالبية كردية ولكنها أيضاً مسكن لعدد من العرب والتركمان، ويثمنها الجميع بسبب غناها بالنفط. وعبر ضم كركوك لإقليمها في استفتائها للشهر المقبل، تأمل حكومة كردستان أن تشرع زعمها حيال كردية المدينة. وقال ربوار طالباني، رئيس مجلس محافظة كركوك: "إذا قال الناس نعم، فذلك يعني أنهم قرروا أن تكون كركوك جزءاً من كردستان".

مقاطعة
ولكن، كما تشير المجلة، يخطط سكان غير أكراد لمقاطعة الانتخاب. ويقول حسن طوران، برلماني من تركمان العراق: "لن نعترف بأية نتيجة. إن مستقبلنا مع العراق".

كما سيكون الفوز على قوى إقليمية أخرى أشد صعوبة. فتركيا ما زالت تحارب ميليشيات كردية محلية، وشنت ضربات جوية ضد قوات كردية في سوريا. وتعارض أنقرة أي استقلال كردي خشية أن يشجع انفصاليين محليين. كما تبدو إيران أشد معارضة لمثل تلك الخطوة للأسباب ذاتها. وحتى أقرب حلفاء الأكراد ينصحونهم بتأجيل الاستفتاء. وتخشى أمريكا أن يقود ذلك لاضطرابات في باقي أرجاء العراق ما يضعف رئيس وزراء البلاد، حيدر العبادي، ويعرقل الحرب على داعش.