مقاتلون من الجهاديين في سوريا.(أرشيف)
مقاتلون من الجهاديين في سوريا.(أرشيف)
الأحد 13 أغسطس 2017 / 14:54

هل تستطيع المعارضة السورية القضاء على الجهاديين؟

كتب سام هيلر، زميل بارز لدى مركز سنتشري وكاتب ومحلل مقيم في بيروت يركز على سوريا، عن أوهام قاتلة تمسك بها بعض مقرري السياسة الخارجية في أمريكا بشأن قدرة مقاتلين من قوات المعارضة السورية على دحر الجهاديين هناك، معتبراً أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي وقف برنامج سري لتسليح وتدريب قوات سورية معارضة لنظام الأسد كان متوقعاً، لأن البرنامج كان فاشلاً في جميع الأحوال.

فشلت غالباً محاولات بذلتها وزارة الدفاع الأمريكية لبناء قوة شراكة مماثلة مع معارضين سوريين عرب

ويقول الكاتب في تقرير نشر في موقع "وور أون ذا روكس" إن البرنامج ركز على الضغط بواسطة حرب بالوكالة لتحقيق نتيجة سياسية فاشلة، وهي حل يتم عبر مفاوضات لإطاحة بالأسد. كما ثبت أن البرنامج في مرحلته الأخيرة كان يدعم جهاديين موالين للقاعدة ممن تسللوا إلى سوريا، وتعاونوا مع بعض فصائل المعارضة.

نقاش حاد
ويلفت هيلر إلى تسبب تعليقات ترامب عن "وقف تبديد أموال أمريكية ضخمة على مقاتلين يحاربون نظام الأسد" بنقاش حاد في شأن ما إذا كانت الخطوة ستفيد جهاديين في القاعدة أو داعش. وفيما لا يصح طرح ذلك، أثار قرار ترامب جدلاً آخر في شأن ما إذا كان مقاتلو المعارضة في سوريا مستعدين وقادرين على الوقوف في وجه الجهاديين الذين خطفوا الانتفاضة السورية.

دلالات سياسية
ولهذا النقاش، بحسب الكاتب، دلالات سياسية، إذ يفترض بمقاتلين مدعومين من أمريكا أن يتغلبوا على الجهاديين. ولكن ثبت، باستثناءات قليلة، أنهم كانوا عاجزين عن تحقيق ذلك. ومع استمرار الحرب السورية، تحولت أولويات السياسة الأمريكية تدريجياً نحو "محاربة الإرهاب" – تعبير مختصر لدحر جهاديي القاعدة وداعش.

ارتباطات شخصية
ويشير هيلر إلى أن ارتباطات شخصية لبعض زعماء المعارضة السورية مع جهاديين أدى لأن يصبح لهم دور أكبر ضمن المعارضة المسلحة. وفي نهاية المطاف، ثبت أن المعارضين أصبحوا غير نافعين في محاربة الإرهاب، كما لم يعودوا أيضاً يمثلون أداة ضغط فاعلة ضد نظام الأسد، كما لا يمثلون بديلاً واقعياً لحكمه.

وبحسب الكاتب، يعود سبب عقد الولايات المتحدة شراكة تكتيكية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى تمكن تلك العناصر الكردية من تقويض داعش في شرق سوريا. وبسبب عدم تسلل جهاديين ضمن صفوف قسد، أقدمت الولايات المتحدة علـى نشر مستشارين عسكريين ومراقبين جويين بجانبهم.

الاستخبارات الأمريكية
وفشلت غالباً محاولات بذلتها وزارة الدفاع الأمريكية لبناء قوة شراكة مماثلة مع معارضين سوريين عرب. وكان أكفأ المقاتلين مشاركين في برنامج عسكري سري أشرفت عليه سي آي آي، من الذين أصروا على محاربة نظام الأسد وليس داعش فقط. وأما بقية المقاتلين المستعدين لمشاركة الولايات المتحدة فقد أصبحوا لاجئين بعدما هربوا من المعارك.

مجندون من دير الزور
وعلى سبيل المثال لم يكن ممكناً تجنيد مقاتلين من دير الزور سوى بـأعداد قليلة أو تحت قيادة موحدة. وفي الشمال السوري، سرعان ما تغلبت جبهة النصرة على أول دفعة من مقاتلين دربتهم أمريكا ودخلوا إلى الأراضي السورية في 2015.

ومما يؤسف له، بحسب هيلر، لم يتدخل أي فصيل سوري معارض لحمايتهم، وإنما هرعت قوة بقيادة كردية للدفاع عنهم وآوتهم. وأما الدفعة الثانية من المقاتلين فقد تخلت عن أسلحتها وسلمتها لجبهة النصرة.

كل ما تقدم ذكره يعني، بحسب الكاتب، عجز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة التي دعمتها ودربتها وسلحتها الولايات المتحدة عن تطبيق سياسة الولايات المتحدة أو حلفائها.