المستشار الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(ألرشيف)
المستشار الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(ألرشيف)
الأحد 13 أغسطس 2017 / 14:51

إيران .. اللاعب الآخر في أزمة كوريا الشمالية

حذرت الصحافية بريدجيت جونسون، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك ديلي نيوز"، من تحالف كوريا الشمالية وإيران والدور الذي تلعبه الأخيرة من وراء الستار في الأزمة الحالية بين بيونغ يانغ وواشنطن، من أجل اختبار استجابة النظام العالمي الجديد إزاء النشاط النووي العسكري لكوريا الشمالية.

إيران كانت من المستثمرين في صاروخ "نو- دونغ" قبل اختباره، وثمة عملية طويلة من التعاون بين طهران وبيونغ يانغ في هذا الشأن تقوم على "أن تتولى كوريا الشمالية القيام بالأبحاث بينما تتحمل إيران توفير الأموال النقدية لذلك

واستهلت جونسون مقالها بالإشارة إلى أنه من دون الالتفات إلى تحركات ملالي إيران خلف الكواليس، فإن نظام كوريا الشمالية يُملي أوامره على العالم من خلال الاستمرار في زيادة الاختبارات الصاروخية وحجم الخطابات العدائية وكذلك وضع خطة كوريا الشمالية التي تشتمل على أربعة صواريخ لمهاجمة جزيرة غوام الأمريكية.

تحالف الشر
وتؤكد جونسون على تحالف الشر ما بين إيران وكوريا الشمالية وروسيا، وهي الدول الثلاث التي استهدفها تشريع عقوبات الكونغرس مؤخراً، ولكن إيران وكوريا الشمالية تجمعهما شراكة بطرق عديدة (باستثناء احتجاز الرهائن الأمريكيين) بداية من تجارة الأسلحة ووصولاً إلى التحايل على العقوبات، لدرجة أن كل تصرف تقوم به بيونغ يانغ يحتاج إلى أن يُنظر إليه في إطار السياق الأوسع للعلاقة الإيرانية، وهو في الوقت نفسه بمثابة اختبار لطموحات إيران المطلقة لتطوير قدرتها على التسلح.

هيروشيما وناغازاكي
وترى جونسون أن إيران تتعايش بشكل مباشر تقريباً من خلال الصدام ما بين كوريا الشمالية وإدارة ترامب، وتتصيد قصة الانخراط في تطوير المواد الصالحة لتصنيع الأسلحة النووية لبثها عبر وسائل الإعلام الحكومية المهتمة بهذا الأمر من أجل التأكيد على أن بيونغ يانغ تتحرك فقط من أجل حماية كوريا الشمالية من العدوان الأمريكي الجامح، وهي الذريعة الملائمة نفسها التي تجادل بها طهران لتبرير أفعالها الاستفزازية. وقبل يوم واحد من تهديد كيم جونغ أون بضرب غوام، ذكّرت وكالة أنباء "فارس" بالهجوم النووي على هيروشيما وناغازاكي ودافعت عن معظم الدول النووية، بما في ذلك كوريا الشمالية قائلة: "يقال الكثير كل يوم عن الأسلحة النووية والتهديدات من الدول المسلحة نووياً، ولكن في خضم هذا اللغط ثمة حقيقة تاريخية لا تزال قائمة وهي وأن أمريكا وحدها هي التي أسقطت القنبلة النووية".

النظام العالمي الجديد
وبحسب جونسون، تراقب إيران عن كثب تحركات النظام العالمي الجديد التي لم يختبر من قبل، وبخاصة في ظل العلاقة المتأرجحة للولايات المتحدة مع الصين، وتجنب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحديث عن الكرملين وانتقاده لحلفاء الناتو، والموقف المتذبذب إزاء إنهاء الاتفاق النووي الإيراني. وبينما تختبر كوريا الشمالية النظام العالمي من خلال التهويل بقدرتها النووية المارقة، فإن إيران تسعى إلى معرفة رد فعل العالم على ذلك، ولا تحدث هذه الملاحظة في فراغ؛ إذ تراقب إيران وكوريا الشمالية وبقية حلفائهما الوضع جيداً لاستخلاص الدورس التي من شأنها أن تحدد كيفية خداع محورهم لحلفاء الولايات المتحدة.

إيران وكوريا الشمالية
وتلفت جونسون إلى أن العلاقة ما بين إيران وكوريا الشمالية طويلة الآمد، إذ يتوافر لديهما الدافع للتقارب ليس فقط لمحاربة الشيطان الأكبر (في إشارة إلى الولايات المتحدة)، وإنما أيضا في الانخراط في عمليات مالية وعسكرية مقلقة. فعلى سبيل المثال، توجه المسؤول الثاني في كوريا الشمالية كيم يونغ نام رئيس المجلس الشعبي الأعلى يوم 3 أغسطس (آب) الجاري إلى طهران في زيارة تستغرق 10 أيام يشتبه أنها ستكون حافلة بالاجتماعات حول كيفية توسيع التعاون بين البلدين في مجموعة من المجالات فضلاً عن كيفية مكافحة العقوبات الأخيرة.

وعلاوة على ذلك، افتتحت بيونغ يانغ مؤخراً سفارة في طهران من أجل تعزيز التبادل والاتصال والتعاون بين البلدين من أجل السلام والأمن العالمي والعدالة الدولية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، وذلك إضافة إلى العلاقة القائمة بالفعل في تكنولوجيا الصواريخ الباليستية؛ حيث تتطابق تقريبا تكنولوجيا صاروخ "شهاب 3" الباليستي المتوسط المدى الذي طورته إيران (القادر على ضرب إسرائيل) مع صاروخ كوريا الشمالية "نو-دونغ 1"، وعلى الأرجح أن بيونغ يانغ اقترضت تكنولوجيا محركات الصواريخ من روسيا.

ما بعد الاتفاق النووي
وتشير جونسون إلى أن إيران كانت من المستثمرين في صاروخ "نو- دونغ" قبل اختباره، وثمة عملية طويلة من التعاون بين طهران وبيونغ يانغ في هذا الشأن تقوم على "أن تتولى كوريا الشمالية القيام بالأبحاث بينما تتحمل إيران توفير الأموال النقدية لذلك"، وهي عملية تم إعدادها خصيصا لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي مع مجموعة الدول 5+1؛ حيث تتدفق الأموال على إيران من جراء رفع العقوبات وتستمر في برنامجها للصواريخ الباليستية الذي لم يكن مدرجاً في الاتفاق، وترسل طهران الأموال الإضافية إلى كوريا الشمالية للاستمرار في تطوير واختبار البرنامج النووي الذي سوف تتقاسمه مع طهران في نهاية المطاف.

وتختم جونسون أنه فيما يتعلق بمقترح المحادثات المشروطة مع كوريا الشمالية؛ من أجل تجنب تداعيات اندلاع نزاع مدمر، والتي لا تزال وزارة الخارجية الأمريكية مترددة في قبولها، فإنه في حالة انعقادها سيكون لإيران وجود غير مرئي في غرفة التفاوض ولكنه سيكون قوياً ومؤثراً للغاية.