لافتات بالعبرية مكتوب عليها "ممنوع الدخول" على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.(أرشيف)
لافتات بالعبرية مكتوب عليها "ممنوع الدخول" على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.(أرشيف)
الإثنين 14 أغسطس 2017 / 12:52

إسرائيل توسع بنك أهدافها في لبنان

وجهت إسرائيل تهديات جديدة بضرب مصانع لتصنيع أسلحة في لبنان لصالح حزب الله، ولكن هذا لا يعني أن حرباً وشيكة سوف تشنها على الميليشيا اللبنانية، بحسب ما كتب، في صحيفة "فورين بوليسي جورنال"، محمد أسلم، مرشح لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كينغز كوليدج في لندن.

لا يخفى على أي عاقل أن تلك الكميات من الأسلحة المتطورة، تتم بهدف الاستعداد لتقوية جبهة تابعة للجمهورية الإسلامية في إيران في حال نشبت حرب ضد إسرائيل وخصوم إيران في المنطقة

ويقول الكاتب: "لا تخادع إسرائيل عندما ترسم خطوطاً حمر بشأن الحاجة لمنع حزب الله من حيازة أسلحة متطورة يمكن أن توثر عليها في حال وقوع حرب أخرى".

وسبق لإسرائيل أن شنت غارات ضد مخازن لأسلحة إيرانية متطورة بالقرب من دمشق، واعترضت مناورات حربية لنفس الهدف. لكن ما يثير السخرية، بحسب أسلم، هو أن تصدر جميع تلك التحذيرات عن دولة لديها "تفوق عسكري نوعي وعندها أسلحة نووية" ضد ميليشيا لا تتمتع بأي من معالم الدولة.

نظام مراقبة
ويلفت الكاتب إلى تخصيص إسرائيل، ومنذ مدة طويلة، أموالاً  طائلة من أجل إنتاج نظام مراقبة يغطي مقرات يحتمل أن يراكم حزب الله فيها أسلحة متطورة – باستثناء شحنات يفترض قيام إيران بشحنها جواً عبر مطار دمشق، وهدايا سخية مقدمة للحزب من قبل جيش النظام السوري.

فرضيات
ويشير أسلم إلى أنه، ومنذ بداية الحرب السورية، طرحت فرضيات، علناً أحياناً، عن طريقة وصول الأسلحة الى حزب الله، وخصوصاً عبر شحنات جوية. وفي البداية، اتهمت إسرائيل إيران بإخفاء شحنات أسلحة داخل طائرات شحن تجارية تحط في مطار بيروت، حيث يشرف على الآمن فيه مسؤول من حزب الله. ثم روجت فكرة أن إيران ربما كانت تسير طائرات عسكرية صغيرة لنقل شحنات أسلحة من قواعد عسكرية سورية إلى وادي البقاع، وأنها عطلت أجهزة الإرسال فيها عمداً لتجنب متتبعي حركة الطيران.

اكتفاء ذاتي
ويقول أسلم إن عزم حزب الله على تصنيع أسلحة محلياً بمباركة المرشد الأعلى في إيران يعود بطريقة أو بأخرى للتسعينيات. لكن ذلك ليس عبارة عن مجمع صناعي عسكري. بل إن تمويل تلك الأسلحة وموادها الأولية وأبحاثها وتصنيعها يبقى مخصصاً لجهة واحدة وحسب، لميليشيا حزب الله وحسب.

اختصاصيون وتقنيون
وأدى التواجد المكثف لمهندسين إيرانيين، ولعلماء وتقنيين فضلاً عن تدفق لمختصين عسكريين تابعين لفيالق من الحرس الثوري الإيراني، إلى تطوير وتسهيل تصنيع حزب الله لأسلحته محلياً.

وعلاوة على تصنيع أسلحة صغيرة، وذخيرة، وطائرات غير مأهولة وقذائف هاون، وصواريخ مضادة للدبابات، تمكن حزب الله من تصنيع صواريخ فتاكة بعيدة المدى.

ولا حاجة للتفكير بأن مواقع تلك المنشآت السرية يرجح أن تكون ضمن مناطق يسيطر عليها حزب الله في لبنان فضلاً عن عشرات من مراكز الأبحاث ومخازن الأسلحة التي كانت منتشرة في وقت ما في سوريا المجاورة.

جبهة إيرانية

كما لا يخفى على أي عاقل أن تلك الكميات من الأسلحة المتطورة، تتم بهدف الاستعداد لتقوية جبهة تابعة لإيران في حال نشبت حرب ضد إسرائيل أو ضد خصوم إيران في المنطقة.

وباعتقاد أسلم، بالتوازي مع كل تلك الهستيريا، والتهديدات الإسرائيلية بعد الكشف عن مصانع الأسلحة بحزب الله، تسعى إسرائيل، في إطار استراتيجية بعيدة المدى، لكسب شرعية دولية من أجل توسيع بنك أهدافها الموزعة عبر الأراضي اللبنانية ضمن مناطق سكانية، عند نشوب أي حرب مستقبلية مع حزب الله.