الإثنين 14 أغسطس 2017 / 19:43

لنترحم على عبدالحسين عبد الرضا

انهض يا فارس المسرح، وقف على مسرح الدنيا، وشاهد محبيك من كل أقطار الأرض يترحمون عليك، والدموع تتساقط من أعينهم ورسمت قبلة على جبينك. عندما ينجرح الوطن أو يفقد أحد رموزه، دائماً نسمع بكلمة دمعة وطن، ولكن مع عبدالحسين عبد الرضا رحمه الله اختلف الأمر، فقد أضحكنا طوال هذه السنين، و ما زال يضحكنا حتى بعد وفاته عندما تشاهد مقاطع من أعماله و الدموع تتساقط لفقدانه لا زلت أضحك على ما قدمه "بوعدنان"، حتى أصبح ضحكة وطن، ولا اعرف وصف هذا الشعور الممزوج بين الضحك والحزن، فلم يسبق لي أن مررت بهذا الشعور من قبل، ولم يسبق أن سمعت بأحد أن مرّ بهذه المشاعر المختلطة بين الحزن والضحكة التي لا زال "بوعدنان" يرسمها على وجوهنا.

في ضل هذه المشاعر بفقدان فارس المسرح، بل ملك المسرح الخليجي، خرجوا لنا قضاة يوم القيامة، أولئك الذين يعتقدون بأنهم نُصّبوا على البشرية في الأرض، ولم ننته إلى الآن من موجة تكفيير الأحياء حتى وصل الأمر إلى الأموات، منهم من لا يجيز ترحم على فلان، ومنهم لا يعجبه اسم فلان فلا يريد أن يترحم عليه. أصبح الأمر لا يمكن السكوت عنه، ولا يمكن السكوت عن هؤلاء الذين شوهوا الدين بتدخلاتهم الصبيانية. لست هنا لأعطي درساً في اللغة العربية، ولكن لا بد أن نوضح الأمر للقراء، خاصة بأن أحد من من يسمون أنفسهم بالمشايخ يستغرب بأن لا زال هناك من يترحّم على عبدالحسين، وأنه يعتقد بأن المجتمع لديه قلة وعي، ومن المضحك بأن هذا المسمى بالشيخ هو من لديه قلة علم.

لو رجعنا في معاجم العرب لوجدنا بأن كلمة عبد لها عدة معان، منها الفاعل ومنها الفعل، ولا تنحصر كلمة عبد بالعبودية، بل لها عدة معان منها العبد الخادم أو المملوك، فلا أعرف كيف عرفت من نصبوا نفسهم قضاة يوم القيامة في الأرض، بأن فلان سمي بعبدالحسين بأنه قصد العبودية ولم يقصد بالخادم، هذا مثال بسيط بأن من يكفر ومن يزرع الفتن لا يفقه في الدين بل لا يفقه في اللغة العربية.

ولنفترض بأن فلان اسمه فرانسيس، هل لا نترحم عليه لأن اسمه فرانسيس؟ هل وصل بنا الأمر بان لا نترحم على الأموات فقط لأن أسماءهم لا تعجبنا أو نجد بأن أسماءهم بها بِدَع؟ إن صح ذلك.
 
لا أريد الدخول في قضية شيعي سني، يجوز أو لا يحوز الترحم على مذهب من دون المذهب الآخر، لأن هذا ما لم نتربى عليه في دار زايد، القضية محسومه لدينا من مات وشهد الشهادتين نترحم عليه، ولا يهمنا ما كان اسمه. أمّا دعاة الكفر والتضليل فأيامهم معدودة.

إلى قاصد الخير إلى حسين بن عاقول، إلى فارس من فرسان المناخ، إلى قناص خيطان، رحمة الله عليك وندعو الله لك المغفرة ومثواك الجنة إن شاء الله يا ضحكة وطن.