سوريون عند معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا.(أرشيف)
سوريون عند معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا.(أرشيف)
الثلاثاء 15 أغسطس 2017 / 13:04

تركيا أمام مرحلة عصيبة.. القاعدة على أبوابها

كيف تمكن تنظيم ما يعرف بهيئة تحرير الشام الذي تعود جذوره للقاعدة من الاستيلاء على معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وشمال سوريا؟

يبدو أنها ليست قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً هي التي ستهاجم المنطقة، كما تتوقع بعض الدوائر في تركيا، بل قوات النظام المدعومة من إيران وروسيا هي التي ستقود المعركة

وقعت حركة أحرار الشام، تنظيم آخر يحارب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، التي كانت تسيطر على وسط إدلب، هدنة مع هيئة تحرير الشام، وتوجه مقاتلوها على متن شاحناتهم الشهيرة جنوباً. ويتساءل دينيز زيريك في صحيفة "حريت" عن أسباب هذا التطور.

تأمين مناطق سكنية
وبحسب مراقبين، كان على أحرار الشام تأمين المناطق السكنية على الحدود مع المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري، ونظراً لأنها كانت غير قادرة على القتال على جبهتين، تركت الشمال لتنظيم تحرير الشام، وهو "أهون الشرين" مقارنة مع الأسد بالنسبة لها. ولكن مع هذا التحول، صار لمقاتلي هيئة تحرير الشام نقاط تفتيش على حدودنا. وفي خلال يومين، سيطروا على أكثر من 30 قرية بما فيها باب الهوى، المحاذي للحدود.

تفاصيل
وعلق بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي، على القضية في 11 أغسطس(آب)، بعد حصوله على معلومات عشية القمة الأمنية التي رأسها. وقال إن إجراءات طارئة اتخذت على طول 150 كيلومتراً من الحدود مع سوريا.

وفي بعض أجزاء من الكيلومترات ال150، تقع عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، بينما تقع إدلب التي تسيطر عليها هئية تحرير الشام جنوب جيلفيغوزو. ومن هذا المنطلق كان كلام رئيس الوزراء التركي عن أن "أشد المجموعات تشدداً قد سيطرت على المنطقة" الصورة الأكثر واقعية عن المنطقة.

وفي إطار التأكيد على أن تركيا لن تسمح بقيام دولة جديدة على حدودها، قال إنه أجرى لقاءات هامة مع دول ذات علاقة. وذكر يلدريم أسماء الأطراف الذين سيتحركون وفقاً لتلك التطورات: "التحالف الدولي لمحاربة داعش وروسيا والولايات المتحدة، وحتى إيران".

تسليم إدلب إلى الأسد
ويشير الكاتب إلى سعي روسيا وإيران لتسليم محافظة إدلب إلى الأسد، وهي المنطقة التي لم يعد بوسعهم مهاجمتها بعد اتفاق الأستانة. وقد تم تداول تلك الفرضية ضمن دوائر ديبلوماسية.

ويبدو، بحسب دينيز، أنهم وجدوا وسيلة. فقد تمكنوا، عبر ألاعيب استخباراتية، من تأليب مجموعات معارضة في المنطقة على بعضها الآخر، وحيث سلمت الحدود بين سوريا وتركيا لتنظيم يعتبر "أكبر عدو" للولايات المتحدة. كما لا يمكن لتركيا دعمه. ومن الطبيعي أن يكون كل من إيران والقوات السورية المدعومة من روسيا وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة أمريكياً مشتركين في العملية.

اتفاق جنتلمان
ويرى الكاتب أن روسيا وأمريكا سوف يتوصلان إلى "اتفاق جنتلمان" أو نوع من "تقاسم المهام". ويبدو أنها ليست قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً هي التي ستهاجم المنطقة، كما تتوقع بعض الدوائر في تركيا، بل قوات النظام المدعومة من إيران وروسيا هي التي ستقود المعركة.
ويتساءل الكاتب إلى أين سيذهب المقاتلون عند سيطرة الأسد على إدلب؟، مجيباً أن تركيا ستواجه عندها مرحلة عصيبة.