الخميس 17 أغسطس 2017 / 08:54

وصية زايد

ابن الديرة- الخليج

في تلقائية المحب العارف، أطلق الإماراتيون والعرب، على القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اسم "زايد الخير"، يتكلم المضاف والمضاف إليه لغة واحدة، ويعبران عن مضمون واحد: زايد هو الخير والخير هو زايد، وأينما حل زايد يحل الخير والنماء، وتكتسب الأرض الخصوبة، وتزدهر الفصول.

حملة "وصية زايد بأهل اليمن" التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في إطار حرص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، على دعم الشعب اليمني الشقيق، وتوجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تأتي تعبيراً عن نهج إماراتي خالص، وهو بعض إرث زايد الخير وبعض وصيته، ويعرف الجميع أن لزايد الخير في كل مدينة عربية وإسلامية أثراً وخبراً، بل إن أثره الجميل وصل إلى الصين، حيث صروح الثقافة والحضارة العربية التي أنشأها هناك، وظلت شاهداً على قائد استثنائي وإنسان كبير.

دعم الإمارات لليمن متواصل، فقد شيدت محطات الكهرباء، وأقامت الجسور، وأنشأت مشاريع الإسكان، وبذلت ما بذلت في ميادين الصحة والتعليم، ويشهد تراب اليمن الذي رواه دم شهداء الإمارات الأبطال مختلطاً مع دم أشقائهم اليمنيين على موقف الإمارات المشرف، والمتسق مع بعضه بعضاً، سياسة واقتصاداً، ودفاعاً عن الشرعية والحاضر والمستقبل، وتكريساً للأمن، والعمل على تحقيق كرامة إنسان كريم بطبعه هو إنسان اليمن العريق.

إذا كان العمل الإنساني الموجه للإنسان عامة، بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه وجنسيته، هو هوية وهواية وهوى الإمارات، فكيف لو تعلق الأمر باليمن الذي عانى ويعاني، اليمن بكل تاريخه ومعناه، وبكل رمزيته؟

لن يقصر شعب الإمارات في نجدة إخوانهم اليمنيين، فهذه وصية زايد بأهل اليمن، ولعلها فرصة وقد سنحت للإشادة الواجبة بمؤسسات الإمارات الخيرية والإنسانية، خصوصاً هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فمن شأن جهود الهيئة، كالعهد بها، أن تجعل عيد اليمن، عيد تلبية النداء والتضحية، عيدين.

هكذا يكتمل دور دولة الإمارات ويتكامل في اليمن، فهي في أوليات الدول التي أسهمت وتسهم في العمل الإنساني هناك، وينعكس ذلك، بوضوح وجلاء، في المناطق المحررة. الحرية التي تصنعها الإمارات، ضمن التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، هي حرية الأوطان وإنسان الأوطان بما هي مفهوم شامل لا يتجزأ، ما يكرس الثقة، وينشر البشارة والطمأنينة، أبعد من أي وقت مضى. صوت الحق في اليمن هو الذي يرتفع، وصوت الباطل هو الذي ينحسر، واليمن السعيد منذ فجر التاريخ، البلدة الطيبة في القرآن العزيز، أجدر بالسعادة، وبأسباب القوة والبقاء.

حفظ الله اليمن، ورحم زايد الخير، الذي زادنا رفعة وغنى في حياته، وزادنا ويزيدنا رفعة وغني في غيابه، وكأن غيابه، وهذا معجز، كل الألق وكل الحضور.