نواب إيرانيون يلنقطون سيلفي مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.(ارشيف)
نواب إيرانيون يلنقطون سيلفي مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.(ارشيف)
الخميس 17 أغسطس 2017 / 14:06

الكذبة الكبرى عن إيران.. روحاني مختلف عن خامنئي

كتبت كيلي جين تورانس، نائبة مدير تحرير صحيفة "ذا ويكلي ستاندرد" عن مراسم تنصيب حسن روحاني لولاية رئاسية ثانية في إيران في 5 أغسطس(آب)، واصفة كيف وقف وسط ورود يانعة وأتباع موالين، وحوله قرابة 500 مسؤول أجنبي.

أكبر خطأ يمكن لأي كان الوقوع فيه هو عندما يميز بين روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي، لأنه لو تم التدقيق في قانون الانتخابات الإيرانية، لأصبح معلوماً بأنه لا يمكن لأي كان أن يصبح رئيساً لإيران ما لم يصادق عليه خامنئي

وقالت المحررة إن ممثلين للمملكة المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة والفاتيكان وقفوا إلى جانب رئيس الوزراء السوري ونائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، وزعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وأول المطلوبين على القائمة الأمريكية للإرهاب، رمضان عبد الله شلح، وديكتاتور زيمبابوي روبرت موغابي.

صحبة غير مريحة

وبحسب تورانس، لم يبد الغربيون ارتياحاً في صحبة كهذه، وحتى أن وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني وصفت بأنها نجمة المشهد بعدما شق نواب إيرانيون الصفوف لكي يلتقطوا معها صور سيلفي.
لكن، تقول المحررة: "لم الحرج وقد كانوا في طهران للاحتفال بتجديد ولاية رجل شهد عهده زيادة مطردة في عمليات القتل، حيث احتلت إيران أعلى معدل للإعدامات في العالم؟ ".

إدانة
وتضيف تورانس أنه قبل ثلاثة أيام على تنصيب روحاني، صدر عن منظمة العفو الدولية تقرير إدانة للأوضاع في إيران. وجاء في التقرير: "شنت الأجهزة القضائية والأمنية عملية قمع وحشية ضد نشطاء حقوق الإنسان منذ تولي حسن روحاني السلطة في عام 2013. فقد تم شيطنة وسجن نشطاء تجرأوا على الدفاع عن حقوق الناس". وقد أغفلت الصحف التي غطت زيارة موغيريني ذكر تقرير المنظمة الدولية، أو ما يتعلق بحقوق الإنسان بل ركزت على التزام "الاتحاد الأوروبي الذي لا يتزعزع بالاتفاق النووي. ولا يرجح أن تكون موغيريني قد طرحت الأمر ولا حتى في لقاءاتها الخاصة، لآنها صورت مبتسمة في عدد من الصور مع مسؤولين إيرانيين.

مصافحات وإعدامات
وتنقل المحررة عن شابة إيرانية التقت بها قبل شهر، أنها تشعر وزملاءها الإصلاحيين بأن كل مفاوضات مع النظام، ومع كل مصافحة معه، تعني مزيداً من الإعدامات في الشوارع.

وقالت شابنام مادا زادة عن الغربيين الذين يتعاملون مع النظام ومعهم وسائل الإعلام التي تغطي تلك اللقاءات بأنهم" يغمضون أعينهم عن تجاوزات حقوق الإنسان في إيران. إنهم يقتلون الإنسانية، في أنفسهم بداية، ومن ثم في إيران".

بين روحاني وخامنئي
وتصف تورانس الشابة مادا زادة بأنها تتكلم بجدية تتنافى مع عمرها، فيما يقف أخوها، فارزاد ليواصل الحديث. يقول" أكبر خطأ يمكن لأي كان الوقوع فيه هو عندما يميز بين روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي، لأنه لو تم التدقيق في قانون الانتخابات الإيرانية، لأصبح معلوماً بأنه لا يمكن لأي كان أن يصبح رئيساً لإيران ما لم يصادق عليه خامنئي. ولذا كل ما يتفقان عليه هو استمرارية النظام وإبقائه في السلطة بأي ثمن كان".

نكتة
ولكن عند لقائها بمجموعة من الناشطين الإيرانيين، والذين هربوا من إيران بعد اعتقالهم لعدة سنين، تعرض عليهم المحررة مقاطع من صحف غربية تصف روحاني بـأنه "إصلاحي معتدل، يشجع على حرية التعبير"، قائلة إنهم سخروا من تلك الآراء باعتبارها بنظرهم أشبه بنكتة.

ومن ثم قال لها أحدهم: "إن كانت هناك حرية للتعبير في إيران، فما الذي جاء بنا إلى هنا؟ لقد هجرنا جامعتنا، وأسرتنا وأفضل أصدقائنا. إننا نخشى اليوم ذكر أسماء أصدقائنا لئلا يسجنوا ويعذبوا في سجون إيران".

إنكار
إلا أن تورانس تشير لتصريح أدلى به في عام 2015 جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني أثناء لقاء مع الصحفي شارلي روز حيث أنكر اعتقال معارضين إيرانيين. قال ظريف: "نحن لا نسجن الناس عقاباً على آرائهم. ولدى الحكومة خطة لتعزيز وتطوير حقوق الإنسان في البلاد".

وأوضح أحد المنشقين أنه سجن في إيران لأنه كتب عن الزلزال الذي وقع في محافظة أذربيجان في عام 2012. وقال: "لم تكن الحكومة راغبة بأن يعرف الشعب بما جرى. ولم يرد النظام التغطية على كارثة طبيعية، بل لعدم فضح حقيقة أن عدداً كبيراً من القرى الإيرانية لا توفر خدمات أساسية كالماء والكهرباء. وقد حضر عناصر من الحرس الثوري الإيراني وأغلقوا الطرق المؤدية للقرى، واعتقل عدد من الأشخاص لمجرد محاولتهم مساعدة ضحايا، وإخراج ناجين من تحت الأنقاض".