وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.(أرشيف)
وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.(أرشيف)
الجمعة 18 أغسطس 2017 / 13:26

تقلبات ماتيس تجاه قطر وإيران.. هل هو الشخص نفسه الذي عيّنه ترامب؟

استغرب الباحث في "مشروع كلاريون" لمناهضة التطرف راين مورو تقلبات وزير الدفاع الأمريكي جايمس ماتيس تجاه مسائل حسّاسة كدعم قطر للإرهاب واعتماد المهادنة مع الإخوان المسلمين. وكتب مورو أنّ العديد من المراقبين فرحوا بتعيين ماتيس في منصبه بداية، لكن مع الوقت أصبحت مواقفه ملتبسة.

هنالك أدلة كثيرة تشير إلى أنّ قطر تسير بعكس ما يدّعيه ماتيس

حين واجهت الدول العربية قطر بسبب دعمها للإسلام المتطرف وتمويل الإرهاب بعد خطاب ترامب في قمة الرياض، حثّ ماتيس الدول على "تخفيف التصعيد" ووجّه انتقاداً غير مباشر للدول العربية بسبب ضغطها على الدوحة. وتحدث وزير الدفاع بإيجابية عن النظام القطري قائلاً إنّه يوافق على وجود مشكلة في تمويل الإرهاب لكن "أعتقد أنّ الأمير آل ثاني ورث وضعاً صعباً وقاسياً جدّاً، وهو يحاول أن يوجّه المجتمع في الاتجاه الصحيح".

قطر ليست كما يدّعي ماتيس
يشير مورو إلى أنّ دفاع ماتيس عن قطر عبر قوله إنّها "تسير في الاتجاه الصحيح" إزاء التوقف عن تمويل الإرهاب والادّعاء بأنّ الموضوع "ليس أسود أو أبيض" هو مشكلة. فهنالك أدلة كثيرة تشير إلى أنّ قطر تسير بعكس ما يدّعيه ماتيس. وفي عزّ الأزمة بين قطر والدول الرباعية وقّع ماتيس على صفقة لبيع 36 مقاتلة أف-15 لصالح الدوة بقيمة 12 مليار دولار. وقال مسؤول قطري إنّ الصفقة "دليل على أنّ المؤسسات الأمريكية معنا، لكننا لم نشكك بذلك أبداً. جيشانا كأخوين. الدعم الأمريكي لقطر ذو جذور عميقة ولا يتأثر بسهولة بالتغيرات السياسية".

حاول تعيين إخوانيّة في البنتاغون

في خطاب ضمن محاضرة نظمتها مؤسسة هريتدج الأمريكية، أوضح ماتيس أنّ الإخوان المسلمين هم أعداء لواشنطن وانحاز لصالح شراكة أقوى مع الحكومة المصرية كما انتقد المفهوم الواسع الانتشار لدى المصريين بأنّ الولايات المتحدة كانت إلى جانب الإخوان. لكنّه عاد ورفض تعيين التنظيم على لائحة الإرهاب لأنّ واشنطن تملك قاعدة عسكرية في قطر. ويوضح مورو أنّ ماتيس حاول اختيار حليف بارز لإخوان مصر وهي آن باترسون من إدارة أوباما لأرفع منصب مدني في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). وخياره لباترسون وهي واحدة من أكثر الأمريكيين المكروهين في مصر قوبل بانتقادات حادّة، لكنّه لم يليّن موقفه. فقد خاض حرباً من أجلها حتى اضطر في نهاية المطاف إلى سحب ترشيحه لها.

تاريخ متشدّد جداً ضد إيران

ماتيس متشدّد جداً تجاه طهران بحسب الباحث. فهو يصفها بأنها "التهديد الوحيد الأكثر ديمومة للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط"، وهو يراها خطراً أكبر من داعش والقاعدة. ويذكّر مورو بأنّ أوباما طرده سنة 2013 لأنه كان يعتقد بضرورة قصف واشنطن عدداً من الأهداف في طهران. خلال سنة 2011 وبعد استهداف جنود أمريكيين بأسلحة إيرانيّة، أراد ماتيس الانتقام من إيران نفسها عبر ضرب بعض البنى التحتية فيها. وأكد حينها أنّ السلوك القاسي سيقلل من احتمالات الحرب. وطالب أيضاً بشنّ عمليات سرية لقتل أو إلقاء القبض على عملاء إيرانيين متورطين بالإرهاب وباحتجاز شحنات أسلحة إيرانية إلى اليمن وسوريا وأماكن أخرى. لقد أراد الانتقام بالتحديد بعد إفشال واشنطن لمخطط اغتيال السفير السعودي في أمريكا حيث كان الإيرانيون ينوون استهداف عشاء في العاصمة الأمريكية.

غيّر رأيه
وقال ماتيس في مارس (آذار) الماضي إنّ جهود واشنطن لإيقاف إيران عن سعيها لحيازة الترسانة النووية لا تحقق أهدافها. لقد فضّل التفاوض معها لكن مع إقران المحادثات بعقوبات أقسى وبعزلة ديبلوماسيّة. لكن بعد كلّ ذلك، بات ماتيس يدعم إبقاء الاتفاق النووي مع إيران لأنّه يجب على الولايات المتحدة احترام كلمتها كجزء من الأسباب التي قدمها. وهو قلق من أنّ تمزيق الاتفاق سينتج عنه انصراف طهران إلى تطوير الأسلحة النوويّة أو على الأقل مستلزماتها الضروريّة. من وجهة نظره، إنّ الاتفاق النووي يقيّد نشاطات إيران النوويّة في الوقت الحاليّ.

كيف وجد أنّها تستحقّ هذا المنصب؟

وكان ماتيس يريد إعطاء منصب بارز في البنتاغون لميشال فلورنوي المستشارة السابقة لوزير الدفاع الأمريكي خلال عهد أوباما والتي كانت مرشحة لتكون وزيرة دفاع لو فازت هيلاري كلينتون. ويذكّر مورو أنّه قلق من نيّة تعيين فلورنوي (قبل أن ترفض المنصب) خصوصاً أنّ الصحافيّة روزا بروك كانت مستشارة لها. فالأخيرة رأت أنّ الرد الأمريكي على أحداث 11 سبتمبر هي التي جعلت من القاعدة تهديداً حاليّا كما تجاهلت الأدلّة التي بيّنت كيف كانت إيران تسلّح السنّة المتطرفين في العراق واعتبرتها دعاية سياسيّة صادرة عن إدارة بوش الابن. حين كانت فلورنوي مسؤولة في وزارة الدفاع، عيّنت شخصية كبروك مستشارة لها، وشعر ماتيس أنّ فلورنوي كانت تستحق منصباً مرموقاً في وزارته.

عن هذه التقلّبات وغيرها يقول مورو: "في بعض الأحيان، نُترَك ونحن نتساءل عمّا إذا كان الرئيس ترامب قد عيّن عن طريق الخطأ نسخة غريبة من ماتيس".