الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الجمعة 18 أغسطس 2017 / 13:29

ملالي طهران عازمون على مواصلة نشر الدمار وتوسيع نفوذهم

انتقد الناشط السياسي الإيراني حشمت علوي، في مقال نشره موقع "فوربس" الأمريكي، المعسكر المؤيد للاتفاق النووي الإيراني الذي يحض على انتهاج الولايات المتحدة لسياسة التهدئة واسترضاء إيران رغم انتهاك الأخيرة الواضح لبنود الاتفاق ونشر الفوضى في الشرق الأوسط من أجل توسيع نفوذها الإقليمي في المنطقة.

لماذا لا تتخلى إيران عن برنامجها النووي وتستفيد من الحوافز والعقود الاقتصادية المربحة إذا كان الملالي يسعون فعلاً إلى مصلحة الشعب الإيراني كما يزعمون؟

ويقول علوي إن المعسكر المؤيد لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) يثير ضجة مؤخراً حول الانتقادات المبررة من قبل إدارة ترامب وغيرها لبنود هذا الاتفاق التي تفشل في التصدي للحرب المدمرة التي تشنها إيران في منطقة الشرق الأوسط. وتبدو هذه المخاوف مشروعة تماماً لأنه حتى إذا استمر هذا الاتفاق بناء على قرار الرئيس دونالد ترامب بعد إعادة تقييم مدى امتثال إيران للاتفاق في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، فإن ملالي إيران عاقدون العزم على مواصلة نشر الدمار وتوسيع نفوذهم في جميع أنحاء المنطقة.

انتهاكات إيران للاتفاق النووي
ويستنكر علوي إدعاءات المؤيدين للاتفاق النووي بأن واشنطن لا تمتلك أدلة على انتهاك إيران لشروط الاتفاق، فهذا ليس صحيحاً على الإطلاق، برأي كاتب المقال، لأن إيران تجاوزت سقف إنتاجها من المياه الثقيلة اللازمة لتصنيع القنبلة النووية من البلوتونيوم، وعمدت إلى اختبار المزيد من أجهزة الطرد المركزية المتقدمة، إضافة إلى شراء تكنولوجيا صاروخية وباليستية شديدة الحساسية في ألمانيا بشكل غير مشروع، بحسب ما ذكرته أجهزة المخابرات في برلين، فضلاً عن تجاوز طهران للحدود المسموح بها لتخصيب اليورانيوم، وهو عامل رئيسي آخر لعدم امتثال إيران للاتفاق النووي. 

اتفاق فاشل ودولة مارقة

ويجادل المؤيدون للاتفاق النووي بأن هذا الاتفاق يمنع إيران من أن تتحول إلى كوريا الشمالية المقبلة. ويعتبر كاتب المقال أن هذه الحجة نوع من التضليل للرأي العام؛ حيث أن حكومة كلينتون قامت من قبل بالتوقيع على اتفاق مع كوريا الشمالية يشبه إلى حد كبير خطة العمل الشاملة المشتركة، ولكن الاتفاق انتهى بفشل ذريع وأسفر عن دولة مارقة مجهزة الآن بما لا يقل عن 20 قنبلة نووية وصواريخ باليستية عابرة للقارات.

سلوك إيران العدائي
ويطرح علوي التساؤل التالي: "طالما أن الاتفاق النووي يهدف إلى إبعاد إيران عن الأسلحة النووية، فلماذا لا تقود واشنطن الغرب في مطالبة إيران بالتوقف عن سلوكياتها العدائية مثل التقدم في برنامجها النووي وزيادة تنفيذ عقوبة الإعدام والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان وإثارة الفوضى في الشرق الأوسط؟".

وينقل المقال عن نيكي هالي، مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، قولها إن "على إيران أن تتحمل المسؤولية عن تجاربها الصاروخية ودعمها للإرهاب وتجاهلها لحقوق الإنسان وانتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن الدولي".

تأجيج الطائفية والهلال الشيعي

ويلفت علوي إلى المخاوف المشروعة في منطقة الشرق الأوسط من تحركات إيران لإنشاء "هلال شيعي" يمتد من أفغانستان إلى البحر الأبيض المتوسط، مؤكداً على عيوب الاتفاق النووي بسبب تطلعات إدارة أوباما اليائسة لتوقيع الصفقة مع إيران باعتبارها إرث السياسة الخارجية لأوباما، وكانت النتيجة أن تدفقت المليارات على إيران من جراء رفع العقوبات والتي استخدمتها طهران في دعم نظام بشار الأسد في سوريا.

وينتقد كاتب المقال صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي وصفت الحملات التي قامت بها إيران في العراق بأنها "كانت مفيدة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي"؛ إذ أغفلت الصحيفة الإشارة إلى المذابح التي شنتها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ضد السنة العراقيين وغيرهم من الأقليات وإجبارهم على النزوح والتشريد القسري. وبينما كان العراق في السابق بمثابة بوتقة تعيش على أراضيها شعوب من خلفيات مختلفة في سلام لعدة قرون، تسببت إيران في تأجيج الحروب الطائفية وخلق صدع خطير من الكراهية.

وينوه علوي إلى الإجراءات التي تتخذها إيران لدعم الحوثيين اليمنيين في معركتهم غير الشرعية ضد حكومة معترف بها دولياً، وكذلك تمويل حزب الله في لبنان وحركة طالبان في أفغانستان ضد الولايات المتحدة، وكلها أسباب تدفع إلى اتخاذ إجراءات قوية ضد طهران. وعلى الرغم من كل ذلك، يستمر المعسكر المؤيد لاسترضاء إيران في البحث عن علاقات ما بين واشنطن وطهران على غرار "علاقة التعاون" السابقة بين الدبلوماسي الأمريكي السابق جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

دعم نظام الأسد
ويضيف علوي أن الإيرانيين ينتقدون وزير الخارجية الأمريكي الحالي ريكس تيلرسون لرفضه مقابلة الإيرانيين، ولكنهم يتجاهلون حقيقة مهمة تتمثل في أن إيران استغلت علاقاتها الجيدة مع إدارة أوباما من أجل دعم نظام بشار الأسد في التوقيت نفسه وقتل النساء والأطفال الأبرياء في سوريا بالأسلحة الكيميائية. وتتجاهل إيران دوماً الإجابة على هذا التساؤل المحوري: "لماذا يتمسك ملالي إيران ويصرون على الاستمرار في البرنامج النووي المكلف سياسياً واقتصاديا بينما يتوافر لديهم ثاني اكبر احتياط للغاز الطبيعي في العالم ورابع أكبر احتياطي للنفظ الخام؟".

ويتساءل كاتب المقال لماذا لا تتخلى إيران عن برنامجها النووي وتستفيد من الحوافز والعقود الاقتصادية المربحة إذا كان الملالي يسعون فعلاً إلى مصلحة الشعب الإيراني كما يزعمون منذ أربعين عاماً؟ ولماذا تطورت فوبيا الخوف المفاجئ من تغيير النظام في إيران؟

تغيير نظام الملالي
ويشير علوي إلى وجهات نظر العديد من النقاد التي مفادها أن سياسات تغيير النظام قد أخفقت في كل من أفغانستان والعراق وليبيا، بيد أن ثمة أسباباً رئيسية كانت وراء هذه الاخفاقات وأهمها افتقار تلك الدول لبدائل استبدال الأنظمة الحاكمة بديمقراطيات حقيقية، ومن ثم يختلف الوضع بالنسبة إلى إيران، بحسب علوي، حيث يتوافر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو ائتلاف يضم العديد من الجماعات المنشقة والأفراد بقيادة مريم رجوي، ولديه خطة من عشر نقاط لمستقبل إيران ترتكز على حق الاقتراع العام واحترام التعددية والحريات الفردية وإلغاء عقوبة الإعداد وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين الجنسين وتعزيز سيادة القانون، والالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتعايش السلمي والتخلى عن البرنامج النووي، وكلها أمور تتوافق مع الديمقراطيات الحديثة في الغرب.

وفي ختام مقاله، يحض الناشط السياسي الإيراني واشنطن على قيادة الغرب في زيادة الضغوط على إيران ومطالبة ملالي طهران بإنهاء جميع الأنشطة التي تشكل تهديداً للمنطقة والعالم، وفي الوقت نفسه يتعين على المجتمع الدولي الاعتراف بالمعارضة الإيرانية ودعمها لتحقيق تغيير النظام في إيران.