مقاتلون من النصرة في إحدى ساحات إدلب. (أرشيف)
مقاتلون من النصرة في إحدى ساحات إدلب. (أرشيف)
الجمعة 18 أغسطس 2017 / 13:37

إدلب في قبضة جبهة النصرة.. المساعدات الإنسانية في خطر

أعربت هيئات إغاثة عن مخاوفها من أن تكون مساعدات إنسانية قد بدأت تجد طريقها إلى مجموعة إرهابية بعدما سيطرت على إدلب في شمال سوريا على الحدود مع تركيا.

من شأن وقف المساعدات أن يسبب كارثة إنسانية وسط ما يقدر بمليوني مدني يقيمون في إدلب، ويعرقل المساعي للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد

وكتب نبيه بولس، مراسل صحيفة "لوس أنجلس تايمز" أن السيطرة الأخيرة لتنظيم متطرف على محافظة إدلب شكل معضلة للولايات المتحدة ودول أخرى، ترسل مساعدات إنسانية وعسكرية لفصائل معارضة تحارب الحكومة السورية، معتبراً أنه يستحيل توفير المساعدات حالياً دون وصولها إلى جبهة النصرة، فرع سابق للقاعدة في سوريا وتعتبره الحكومة الأمريكية تنظيماً إرهابياً.
ولكن، بحسب المراسل، من شأن وقف المساعدات أن يسبب كارثة إنسانية وسط ما يقدر بمليوني مدني يقيمون في إدلب، ويعرقل المساعي للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

هجوم كاسح

وتتزامن السيطرة على إدلب في وقت تهدد الحكومة السورية مع حلفائها الروس والإيرانيين بشن هجوم كاسح على إدلب. ويشير المراسل لدخول المحافظة ضمن منطقة فض اشتباك تم الاتفاق عليها في مايو(أيار) ضمن محادثات سلام جرت، بموافقة الأمم المتحدة، بين فصائل معارضة والحكومة السورية. ولكن إدلب غدت مرتعاً لآلاف من أشد خصوم الأسد، ممن نقل عدد كبير منهم إليها في إطار مصالحات جرت، خلال العامين الأخيرين في مناطق سورية أخرى.

ويقول بولس إن تنظيم جبهة النصرة، وهو معروف أيضاً باسم هيئة تحرير الشام، استثني من المحادثات، لذا هو ليس جزءاً من الصفقة. ولربما تشكل سيطرته على إدلب ذريعة للأسد لكي يشن هجوماَ لاستئصال القوات المعارضة المتطرفة والمعادية للحكومة.
وقد برز التنظيم في إدلب في عام 2015، عندما نجح بالتعاون مع تنظيم إسلامي متشدد آخر، أحرار الشام، في دحر قوات موالية للأسد ثم السيطرة على معبر باب الهوى الحدودي الذي يربط المحافظة بتركيا، ويدر ملايين الدولارات شهرياً، في صورة رسوم جمركية، لصالح الجهاديين.

تحالف مصلحة
وبحسب المراسل، ساد نوع من تحالف مصلحة بين التنظيمين اللذين حكما المحافظة لحين حتى الشهر الماضي، عندما تصاعدت التوترات بينهما وأدت لمواجهة مفتوحة. وفي نهاية يوليو( تموز)، طرِد أحرار الشام من كامل أراضي إدلب، ما مكن النصرة من السيطرة الكلية على المحافظة.

ولم يضيع التنظيم وقتاً في فرض سلطته الوليدة، فمنع تشكيل أي تنظيم معارض جديد في المنطقة، وحظر بيع منتجات التبغ في إطار توسيع تطبيق سلطته المتشددة.

نقاط تواصل
ويقول بولس إن جماعات إغاثة إنسانية وداعمو فصائل تحارب الأسد تواصلوا سابقاً مع أحرار الشام ومجالس محلية أدارت خدمات الكهرباء وجمع القمامة وسواها من الخدمات الأساسية، لتوزيع المساعدات. وقال يومها تنظيم النصرة لمنظمات الإغاثة إن عليهم أن يعملوا معه فقط من أجل ضمان "الاستقلالية والحيادية".

"جماعات مدنية"

وقال ناطق باسم جبهة النصرة، عماد الدين مجاهد، في لقاء أجري يوم الأربعاء الأخير، إن التنظيم سيسلم، في نهاية الأمر، إدارة المنطقة إلى "جماعات مدنية". لكنه لم يذكر ما إذا كان هـؤلاء مجالس محلية حالية، أم كيانات مستحدثة. لكن عدداً من مسؤولي الإغاثة الغربية أعربوا عن خشيتهم من أن يضطروا للتعامل مع الحكام الجدد للمحافظة.

وأبدى عامل إغاثة لدى منظمة غربية غير حكومية خشيته من تقويض برامج الإغاثة، ومن أن التواصل مع مجالس محلية أصبح فجأة غير مجدٍ.