الرئيس الإيراني حسن روحاني والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون.(أرشيف)
الجمعة 18 أغسطس 2017 / 13:32

صفقات أمريكا مع إيران وروسيا وكوريا الشمالية... سياسات استرضاء فاشلة

24- زياد الأشقر

تساءل مايكل ريغان نجل الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان في مقال نشره موقع "إيران فريدوم"، ألم نتعلم أن الخضوع للابتزاز لا ينجح؟، مذكراً بـ "زعيمي بريطانيا وفرنسا الضعيفين اللذين ذهبا إلى ميونيخ عام 1938 وتنازلا فعلياً لهتلر عن تشيكوسلوفاكيا من أجل كسب فترة قصيرة من السلام قبل أن تنخرط أوروبا وبقية العالم في الحرب". وقال: "أتحدث عن أحدث صفقاتنا مع الروس وإيران وكوريا الشمالية".

واجه أمريكا اليوم إيران وكوريا الشمالية اللتين تساعدان بعضهما في برامجهما النووية

قال: "نواجه مشكلة مع كوريا الشمالية اليوم بسبب سياسة التراضي المستمرة حيال السفاحين الذين يحكمون ذلك الفردوس الشيوعي الجائع. ومعظم الناس لا يتذكرون أننا بدأنا في سياسة التراضي مع الديكتاتوريين لكوريا الشمالية في التسعينيات عندما شعر الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر أنه لا يزال بحاجة كي يلعب دوراً كوسيط عالمي من أجل السلام". وذهب كارتر من خلف ظهر الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون إلى التفاوض على صفقة تضع حداً لحصول الكوريين الشماليين على الأسلحة النووية. ووعد القادة الكوريين الشماليين بمفاعلين وبخمسة مليارات دولار من المساعدات إذا وافقوا على صفقة لنزع سلاحهم النووي، وكلينتون الذي لم يكن يريد إحراج الرئيس الديمقراطي السابق، وافق على الصفقة. وبطبيعة الحال لم يستغرق الكوريين الشماليين أكثر من 24 ساعة لنقض وعودهم. ومذذاك، يعمل الكوريون الشماليون في برنامجهم النووي ورؤسائنا يعتمدون سياسة التراضي.

استرضاء آيات الله
وتساءل: أتذكرون إيران وبرنامجها النووي؟ وتذكروا كيف أن الرئيس باراك أوباما وكل من يميل إلى اليسار قد انشغل في محاولة استرضاء آيات الله؟ وماذا كانت النتيجة؟ وقال أوباما للإيرانيين: "لا نريديكم أن تحصلوا على الأسلحة النووية اليوم، لكن ذلك سيكون مقبولاً بعد 20 عاماً من الآن".

التراضي مع روسيا
وأضاف: "تواجه أمريكا اليوم إيران وكوريا الشمالية اللتين تساعدان بعضهما في برامجهما النووية. ودعونا لا ننسى كيف انتهت سياسة التراضي مع روسيا. ففي عام 2009، ألغى الرئيس أوباما نظام الدفاع الصاروخي الذي كانت إدارة بوش قد اقترحت نشره في بولندا. وفي عام 2014 ، اجتاح الجيش الروسي أوكرانيا وباتت روسيا الصديق الأفضل للنظام السوري ومزودته بالسلاح.

مرحلة غليان
ولاحظ ريغان أن "أمريكا هي في مرحلة غليان مع كوريا الشمالية مما يجعل العالم مخيفاً جداً. ونأمل في أن يكون لدينا أشخاص في المناصب كي يتخذوا القرارات السليمة وأن لا ينحرفوا عن المسار. إن الناس يمدحون دوماً والدي لربحه الحرب الباردة من دون الحاجة إلى طلقة تفجر العالم. لكنه كان قادراً على إلحاق الهزيمة ب"إمبراطورية الشر" بواسطة الديبلوماسية لأنه كان يتعامل مع السوفيات من دون أن ترد كلمة التراضي في قاموسه".
 وأضاف: "مع ممارستنا الديبلوماسية، يجب أن نبدأ في نشر أنظمة للدفاع الصاروخي في مناطق لا يحبها الروس والصينيون، مثل كوريا الجنوبية. وبالنسبة إلى الرئيس ترامب، فإنه في حاجة إلى الإقلاع عن بناء جدار حدودي والبدء في نشر نظام للدفاع الصاروخي يحمينا من القوى المارقة التي حولها أصحاب سياسة التراضي عندنا إلى قوى عالمية".