الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون وخليفة حفتر وفائز السراج (أرشيف)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وخليفة حفتر وفائز السراج (أرشيف)
الجمعة 18 أغسطس 2017 / 13:06

فرنسا والأمم المتحدة تتمسكان بتفاهم حفتر والسراج

أعلنت الرئاسة الفرنسية في بداية الأسبوع الجاري، أن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، تناولا خلاله الوضع الليبي في ضوء الجولة التي قام بها سلامة في ليبيا.

وأكد ماكرون وفق الرئاسة، أهمية الإبقاء على الديناميكية التي أطلقها اجتماع "لا سيل سان كلو" بين قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج تحت إشراف الأمم المتحدة، إضافة إلى التمسك بخريطة الطريق التي تم تبنيها خلال هذا الاجتماع، وذكر بيان الرئاسة الفرنسية أن ماكرون حيا عمل سلامة كي تتبنى كل الأطراف خريطة الطريق في مسار يشملهم كلهم.

وأكد البيان الرئاسي أن فرنسا ستبقي جهودها إلى جانب الأمم المتحدة في الأيام والأشهر المقبلة، مع شركائها ومن بينهم إيطاليا من أجل السلام في ليبيا.

إلى ذلك، قال مصدر فرنسي رفيع متابع لجولة سلامة في ليبيا بحسب صحيفة "الحياة"، إن مبعوث الأمم المتحدة زار عدداً كبيراً من المدن الليبية أبرزها، طرابلس وبنغازي ومصراته والقبة والبيضاء والزنتان التي وصلها أمس.

ونقل المصدر عن سلامة انطباعه بأن بيان "لا سيل سان كلو"، يحظى بتأييد حول بعض النقاط فيه، من بينها، اتفاق الطرفين المتنازعين على ضرورة اعتماد الحل السياسي للنزاع، وإعلان وقف النار مع استمرار الحرب على الإرهاب، والتوافق على إجراء انتخابات شرعية خلال العام المقبل.

وأضاف المصدر أن هذه النقاط الثلاث من اتفاق "لا سيل سان كلو" تحظى باتفاق نسبي وتفاعل إيجابي من الأطراف في ليبيا الذين اجتمع إليهم سلامة، مشيراً إلى أن المشاكل تظهر عندما يتم تناول التفاصيل، أولها تعدد الوساطات الخارجية والتدخلات، ففرنسا ليست البلد الوحيد الذي يحاول التوسط، فمنذ بضعة أسابيع كانت هناك مبادرة هولندية وهناك عمل إيطالي مستمر والمصريون يعملون على الخط بين حفتر ومصراته، فالانطباع الليبي أن هناك عدداً كبيراً من التدخلات والذين شعروا بأنهم أبعدوا عن مسار "لا سيل سان كلو" يقولون إنهم ضد التدخل الأجنبي.

وتابع المصدر ذاته أن دخول البحرية الإيطالية إلى المياه الإقليمية الليبية رفضه كل أعداء رئيس الوزراء السراج الذين أبعدوا عن لقاء "لا سيل سان كلو"، لأن الأخير قبل به.

وأضاف أنه منذ وصل سلامة إلى ليبيا في الـ5 من أغسطس (آب) الجاري، أكد أن الأمم المتحدة لا تملك جنوداً ولا مصالح اقتصادية وبإمكانها منح الشرعية لأي تحرك، لذلك، يعمل سلامة على وضع خريطة طريق توافقية، على أساس مواعيد محددة منها تجديد مهمة الأمم المتحدة في مجلس الأمن مع تقديم عرض في 28 أغسطس (آب) والمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقال المصدر الفرنسي إن الموقف الأمريكي من الوضع في ليبيا يقتصر على الاهتمام بالحرب ضد الإرهاب، أي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تؤيد كل من يقاتل القاعدة في ليبيا ولكنهم مصرون على أنهم لا يريدون التدخل في المسار السياسي الليبي.

وتابع أن ما من شخصية كبيرة من الإدارة الأمريكية تتابع الملف الليبي كما يفعل الرئيس الفرنسي الذي جمع الأطراف في "لا سيل سان كلو"، ويتابع بدقة ما يقوم به سلامة، إذ أجرى اتصالاً مطولاً معه لمعرفة تفاصيل الأحداث، وكشف المصدر أن سلامة يتنقل في المدن الليبية، على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة يمنع عليها البقاء ليلاً في المدن الليبية، ويمكن لسلامة البقاء في مجمع الأمم المتحدة في طرابلس أو في تونس وفق متطلبات عمله.