السبت 19 أغسطس 2017 / 11:05

صحف عربية: مسعى أممي جديد لتحريك الحل اليمني

24 - إعداد: معتز أحمد إبراهيم

كشفت صحيفة عن مسعى أممي جديد لتحريك الحل اليمني، فيما يصعد الصدريون خطابهم المؤيد للتوجهات السياسية الجديدة للزعيم مقتدى الصدر بصورة أثّرت على المسار السياسي العراقي.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن عودة الإخوان المسلمين إلى الشأن العام باتت تقلق القوى المدنية في الأردن، بينما ينتظر أن يؤدي التصعيد العسكري بالجرود السوري إلى سباق من "التطبيع" مع دمشق.

الحل اليمني
كشفت صحيفة الشرق الأوسط، عن حض المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليمنيين على "تغليب لغة السلام"، في مسعى جديد، تريد من خلاله الأمم المتحدة تحريك جهود الحل في اليمن.

وقالت الصحيفة إن ولد الشيخ كشف عن تلقيه رسالة من الحوثيين وعلي عبد الله صالح، قال إنها "تؤكد البناء على ما تم النقاش حوله خلال مشاورات الكويت".

ورد ولد الشيخ على الانقلابيين بثلاثة طلبات كشفت عنها الصحيفة أولها "الاجتماع في بلد ثالث، وثانيها تحويل نقاشاته معهم إلى اتفاق عام، وهو الاتفاق الذي يحوي خطوات ملموسة لتفادي مزيد من إراقة الدماء، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وثالثها ضرورة الالتزام بحضور هذه الاجتماعات في أقرب وقت ممكن".

وأشارت الصحيفة إلى أن ولد الشيخ قال في إحاطته أيضاً إن من لم يقتله داء الكوليرا، يعاني حتماً من نتائج الكوليرا السياسية التي أصابت اليمن، وحذر من أن "إلقاء اللوم على الأمم المتحدة أو على المبعوث، لا يصنع السلام".

الصدريون 
عكست خطبة لأحد الأئمة المحسوبين على التيار الصدري في العراق، إصرار التيار الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على الفكاك من أسر التبعية لإيران.

ورفض إمام وخطيب الجمعة في مسجد الكوفة ضياء الشوكي في خطبته أمس أن يكون العراق "تابعاً" لأي بلد في العالم، لافتاً إلى أن زيارات الصدر إلى الدول العربية "ما هي إلا محطة أولية لتغليب إرادة العراق على إرادة العملاء".

وأشارت صحيفة "العرب"، إلى أن الشوكي هو أحد عشرة أشخاص كان مقتدى الصدر أعلن في 2016 أنهم مخولون بإدارة أعمال التيار الصدري بكل تفاصيله، مشيراً إلى أن على جميع منتسبي التيار الرجوع إليهم وأن طاعتهم من طاعته.

وقالت الصحيفة إن عبارة "العملاء" تتضمن إشارة للخصوم السياسيين للصدر، وهم على وجه العموم بعض كبار قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية العراقية الأكثر ولاء لإيران، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي.

وقال عدد من الخبراء السياسيين للصحيفة إن ما أسموه بحركة مقتدى الصدر تحظى باهتمام بالغ خاصة مع سعيه التخفيف من حدة ارتهان القرار العراقي لإيران نوعاً من "الجسارة"، تحمل إرهاصات ميلاد تيار سيادي ضمن الشيعة العرب.

ونقلت الصحيفة عن بعض من المتخصصين قولهم أن الرجل يستفيد ببراعة من الأخطاء الجسيمة في العملية السياسية التي قادها خصوم له من زعماء الأحزاب الدينية، والتي آلت إلى وضع كارثي في العراق على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

عودة الإخوان 
ونبق مع صحيفة العرب اللندنية، حيث تثير عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى الشأن العام الأردني عبر بوابة الانتخابات المحلية واللامركزية مخاوف القوى المدنية، وقالت الصحيفة إن الجماعة ورغم ترويجها خطاباً وطنياً منفتحاً على الجميع، إلا أن الكثير يتشككون في ذلك في ظل القيادة الصقورية التي تحكمها، وارتباطاتها الإقليمية.

وقال مراقبون سياسيون للصحيفة إن النقطة الأهم بالنسبة للجماعة هو أن هذا الاستحقاق سيعبد لها الطريق للعودة والمصالحة مع الدولة، بعد سنوات من التوتر بينهما على خلفية ما حدث في بدايات ما سمي بالربيع العربي، حيث سعت الجماعة لاستثمار الأحداث لتحسين تموضعها السياسي.

ولفت النائب السابق في البرلمان الأردني محمد الحجوج للصحيفة، إلى أن النتائج التي حققها حزب جبهة العمل الإسلامي الغطاء السياسي لجماعة الإخوان هي جزء من بلورة علاقة جديدة بين الأخيرة والسلطة.

وبدوره قال المحلل السياسي سامح المحاريق للصحيفة إن نتائج الانتخابات البلدية تقدم عنواناً محيراً يتوزع بين صعود الإخوان مجدداً وبين تراجع وتهالك الآخرين، وتحديداً القوى الليبرالية واليسارية، وفي الحالتين تبقى مسيرة الإصلاح في الأردن تعاني من التعثر وعدم قدرتها على إنتاج قوى جديدة فاعلة، وهو ربما ما سيحتم على الدولة الأردنية أن تتقارب مع الإخوان، ولكن ذلك قطعاً سينطوي على تنازلات من الطرفين.

"التطبيع" السوري اللبناني
قالت صحيفة النهار اللبنانية إن أي تصعيد للعمليات الحربية والقتالية على مقلبي الحدود اللبنانية السورية لا يعد تطوراً مفاجئاً أو مستغرباً، معتبرة أن الغارات الجوية العنيفة التي شنها الطيران الحربي السوري على الجهة السورية من الجرود "تجاوزت البعد العسكري المباشر إلى بعد سياسي غير مباشر".

وأضافت الصحيفة أن التصعيد ترك في توقيته ومكانه وظروفه إيحاءات لا تبعد عن دفع النظام السوري وحلفائه اللبنانيين أخيراً وبقوة نحو التنسيق بين لبنان وسوريا في مجالات مختلفة، من أبرزها مجال التنسيق العسكري بين الجيشين اللبناني والسوري في معركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع التي أنجز الجيش اللبناني استعداداته العسكرية واللوجستية للشروع فيها في وقت وشيك.

وتابعت الصحيفة قائلة إن إيحاءات التصعيد الواسع الذي حصل في الجهة السورية المقابلة للحدود اللبنانية اتخذت دلالاتها السياسية من خلال تزامنه مع زيارات ثلاثة وزراء لبنانيين لدمشق للمشاركة في افتتاح معرض دمشق الدولي، الأمر الذي أثار جدلاً سياسياً واسعاً في لبنان لمخالفة الوزراء قرار "النأي بالنفس" الذي تتبعه الحكومة، وجاءت زياراتهم لتشكل تحدياً لرئيس الوزراء سعد الحريري والفرقاء السياسيين الآخرين المشاركين في الحكومة.