عملية الدهس الإرهابية التي وقعت في برشلونة
عملية الدهس الإرهابية التي وقعت في برشلونة
السبت 19 أغسطس 2017 / 18:08

الإفتاء المصرية: الأداة الأمنية وحدها لا يمكن أن توقف عمليات "الدهس" الإرهابية

24 - القاهرة - عمرو النقيب

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن العمليات الإرهابية التي تتم عبر الدهس بالشاحنات تعد الأصعب والأكثر تعقيداً في العالم، وإمكانية منعها تعد ضئيلة للغاية مقارنة بالعمليات الإرهابية الأخرى التي تتم عبر الوسائل التقليدية سواء أكانت متفجرات أم أسلحة آلية، إلا أنه يمكن تطبيق عدد من الاستراتيجيات على المدى المتوسط والبعيد تسهم بشكل كبير في منع تلك العمليات.

ومن بين تلك الاستراتيجيات التي تسهم في مواجهة عمليات الدهس الإرهابية، ما يسمى "استراتيجية الوقاية من الإرهاب"، وترتكز على عدة أسس، أهمها المتابعة لوقف الهجمات الإرهابية، ومنع الأفراد من الانضمام للمنظمات الإرهابية أو المنظمات المتطرفة، بما فيها منظمات اليمين المتطرف؛ تعزيز إجراءات الحماية ضد الهجمات الإرهابية؛ معالجة آثار أي هجوم إرهابي في حال وقوعه بشكل سلس وهادئ.

وأوضح المرصد، أن تلك الاستراتيجية تتطلب عدة معايير للنجاح، أهمها نشر هذه الأفكار لدى المراحل العمرية المختلفة وفي المدارس والجامعات، لتشجيع الطلاب على استكشاف الثقافات والديانات الأخرى، وتعزيز التنوع، ورفض التحيزات المتعصبة والعنصرية، وتنمية مهارات التفكير الإيجابية، وتعزيز التنمية الروحية والأخلاقية والاجتماعية والثقافية للتلاميذ.

وقد طبقت بريطانيا هذه الاستراتيجية وحققت نجاحات كبيرة، وتمكنت السلطات البريطانية من منع الكثير من الحوادث الإرهابية وإحباط عدد من محاولات التسلل إلى بريطانيا بهدف تنفيذ عمليات إرهابية.

وأشار المرصد، إلى أن استراتيجية أخرى يمكن اتباعها لمواجهة عمليات الدهس الإرهابية، وهي استشعار الإرهاب والاستعانة بالشريك المجتمعي في استشعار خطر التطرف والإرهاب عن طريق شراكة مجتمعية شُرطية تسعى للتعرف على الشخصيات المرجح تطرفها أو مشاركتها في أعمال عنف عن طريق تطوير نماذج لأنماط التحول للتطرف وصفات وسلوكيات المتطرفين بهدف التعرف عليهم في المراحل الأولى والعمل على إخضاعهم لبرامج مراجعة وإعادة تأهيل ودمج في المجتمع.

وأضاف المرصد أن الأداة الأمنية تكاد تكون عاجزة وحدها أمام عمليات الدهس الإرهابية التي تحدث هنا أو هناك وتوقع الكثير من الأبرياء من بين قتيل وجريح، لذا يجب أن تكون المعالجات الفكرية وتطوير الاستراتيجيات العملية والبحثية هو الشغل الشاغل لدوائر صنع القرار في الدول والمجتمعات التي تعاني من موجات الإرهاب الغير تقليدي.