سياح مصدومون بعد الهجوم الإرهابي في برشلونة.(أرشيف)
سياح مصدومون بعد الهجوم الإرهابي في برشلونة.(أرشيف)
الأحد 20 أغسطس 2017 / 14:20

شهيّة قطر على الإرهاب مفتوحة.. البوصلة موجّهة إلى أوروبا

رأت مجلّة "إيدجبت توداي" المصريّة أنّ قطر مصمّمة على نشر الإرهاب والفوضى على امتداد العالم. فتآمر الدولة الصغيرة لتدمير الدول العربيّة من خلال دعم المجموعات الإرهابيّة في المنطقة لم يكن كافياً لإرضاء شهيّة نظامها على الإرهاب، لذلك هو يوجّه بوصلته إلى الدول الأوروبية.

الأيديولوجيا المتطرفة تنتشر في المساجد والمراكز الإسلاميّة داخل المقاطعة التي تضم أكثر من 256 مسجداً وأكثر من 1260 مركزاً إسلامياً

كانت إسبانيا آخر ضحيّة للإرهاب، فهي شهدت هجومين مميتين يوم الخميس، الأول طاول برشلونة بينما الآخر ضرب كامبريلز. أمّا الشرطة الإسبانية فقالت إنها قتلت خمسة إرهابيين واعتقلت أربعة أشخاص مشتبه بتورّطهم في الاعتداء.

قبل هذين الهجومين، حذّرت الصحافة الإسبانيّة من مخططات داعش ضدّ الإسبان أكانت داخل أم خارج البلاد. صحيفة "لا رازيون" كشفت أنّ رجال أعمال قطريين يمولون ويدعمون الإرهاب في مقاطعة كتالونيا. والأيديولوجيا المتطرفة تنتشر في المساجد والمراكز الإسلاميّة داخل المقاطعة التي تضم أكثر من 256 مسجداً وأكثر من 1260 مركزاً إسلامياً. وحوالي 100 من هذه المراكز تنشر العقيدة السلفية المتطرفة في حين أنّ 80 مركزاً ينشر الإرهاب وفقاً لتقرير الصحيفة الإسبانيّة.

داعش إسبانيا مدعوم قطريّاً

وتتابع المجلّة المصريّة نقل ما ورد في التقرير عن نشر هذه المراكز والمساجد للتطرف وخطابات الكراهية وعن تجنيدها للإرهابيين الذين يريدون شن الهجمات في الدولة. ويشير إلى أنّ الشرطة الإسبانيّة تراقب هذه المساجد لسنوات بعد ورود تحذيرات من خبراء في مجال مكافحة الإرهاب حول انتشار داعش داخل إسبانيا مدعوماً من تمويلات قطرية وخصوصاً من رجال أعمال قطريين أثرياء.

ظاهرة التطرف في كتالونيا
وألقى التقرير الضوء على أنّ بعضاً من هذه المساجد والمراكز تابع لمنظمات إرهابية مثل حزب الإخوان المسلمين المحظور، مجموعة العدل والإحسان المغربية ومجموعة التبليغ. وهذه التنظيمات كلها تناقض القيم الديموقراطية والدستوريّة للدولة الإسبانيّة. ويلفت التقرير الصحافيّ النظر إلى أنّ المغرب يمثل تهديداً كبيراً للإسبان بما أنه يستضيف تكفيريين يسافرون إلى إسبانيا ويخططون لهجمات إرهابية هناك. ويذكر أنّه خلال السنوات القليلة الماضية، نمت هذه الظاهرة في مقاطعة كتالونيا: فقد تم تصنيف 10 مبشرين إسلاميين في إسبانيا على أنّهم الأكثر تطرّفاً، 6 منهم كانوا في المقاطعة. كما أشار التقرير إلى وجود رفض اجتماعيّ في كتالونيا لبناء مساجد بسبب الخوف من تحوّلها إلى سبب رئيسي لنمو العقيدة السلفية المتطرفة في إسبانيا.

200 إسباني التحقوا بداعش

وأشارت "لا رازيون" إلى أنّ أكثر من 200 إسباني سافروا إلى مناطق يسيطر عليها داعش في العراق وسوريا للقتال في صفوفه. وهذا ما يتسبّب بزيادة المخاوف من رجوعهم إلى البلاد وشنّ هجمات داخلها. وكان المعهد الملكي الإسباني "إيليكانو" أكد أنّ 124 إرهابياً تم تقديمهم للمحاكمة في إسبانيا من سنة 2013 وحتى 2016، بحيث تبع 83.1% منهم تنظيم داعش. في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، أعلنت السلطات الإسبانيّة إلقاء القبض على مجموعة مرتبطة بداعش كانت تخطط لشن عدة هجمات انتحاريّة في أنحاء مختلفة من البلاد.

فرحة على وسائل التواصل الاجتماعي
بعد الهجمات الأخيرة، تبنّت داعش العملية ونشرت عدة أشرطة فيديو لتؤكد أنّ مقاتليها هم من قتلوا الأبرياء. وفي أوقات سابقة، نشر داعش خريطة بخلافته المزعومة وضمّت خلالها إسبانيا والبرتغال. يوم الجمعة، تحدثت وسائل الإعلام العراقية عن أنّ داعش شكّل مجموعة لشن عمليات انتحارية باسم الإسلام بما فيها القيام بعمليات دهس في أوروبا والولايات المتحدة للسيطرة على هذه الدول ونشر الإسلام في أوروبا بحسب ادّعاءات التنظيم الإرهابي.

أشارت "لا رازيون" بأنّ مسار تجنيد الإرهابيين بات أسرع بفعل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي يستغلها المتطرفون لنشر خطابات الكراهية وتنسيق الهجمات في العالم من دون أن يحضر المخططون جسدياً في الأماكن المستهدفة. وبعد الهجمات، احتفل مناصرو داعش بها على وسائل التواصل الاجتماعي وأعلنوا تأييدهم لها لأنّ الدول الغربية "مسؤولة عن تردي الوضع في الدول الإسلامية" بحسب زعم هؤلاء. وشهدت إسبانيا عدّة هجمات إرهابيّة خلال العقدين الماضيين، إذ تعرّضت قطارات في مدريد لهجوم بعشر قنابل أسفر عن مقتل حوالي 200 شخص سنة 2004.