الكاتب والإعلامي نجم الدين سمان (أرشيف)
الكاتب والإعلامي نجم الدين سمان (أرشيف)
الأحد 20 أغسطس 2017 / 13:09

مبدعون سوريون.. أين هي الكتابة من فيض الدم في سوريا؟ (2)

كيف يمكن الكتابة عن حدث مأساوي بحجم الحرب؟ تبدو الإجابة عن سؤال كهذا أكثر تعقيداً في حالة الحرب السورية المستمرة منذ قرابة 7 سنوات، لما بلغته من درجة قبح، لم يسبق أن شهد العالم مثيلاً لها، كثير من المبدعين السوريين حاولوا مقاربة الواقع السوري المؤلم خلال سنوات الحرب؟ والإجابة عن تساؤلات كثيرة حول طبيعة ما يحدث، وكيف تفاعل الأدب شعراً ونثراً مع هذا المشهد المأسوي.

فهل استطاعت الأعمال الأدبية الجديدة تشخيص المأساة السورية؟ وما التغيرات التي طرأت على معالم الكتابة الإبداعية في سوريا في هذه المرحلة؟ وأخيراً: هل يمكن أن نطلق مسمى"أدب الحرب" على ما أنتجه الأدباء والكتاب السوريون حول الحرب في بلادهم خلال الست سنوات الماضية؟ وفي محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، توجهنا إلى عدد من المبدعين السوريين: 

نجم الدين سمان: الخروج عن السائد والمألوف
الكاتب والإعلامي نجم الدين سمان، يرى أنه "في مخاض ثورات كبرى، أو في جحيم حرب مهما صغرت، سيتأخر قليلاً الابداع الأدبي ريثما يرصد هذا، لأن الابداع لا يُعنى بالتفاصيل اليومية إلا في سياقها الكلي وفي سياق تحولاتها، ومع ذلك يتخطى المبدعون هذا القاعدة المألوفة، لأن خيمياء الابداع هو الخروج عن السائد والمألوف، كما في الرواية السورية منذ 2011، حيث أنجز السوريون عدداً لافتاً من الروايات حتى الآن، من بينها روايات عن السجن السياسي، لم يتمكن كتابها من إصدارها قبل الثورة السورية: "القوقعة" لمصطفى خليفة، و"السوريون الأعداء" لفواز حداد، و"خمس دقائق فحسب" لهبة الدباغ.. نموذجاً". 

وكذا الروايات التي تفضح "المسكوت عنه" طوال عقود الاستبداد يتابع نجم الدين سمان: "وبعضها تناول الراهن وتحولاته خلال الست سنوات الماضيات كرواية: "وحدك تعلم" التي نُشرت الكترونياً ولا نعلم اسم مؤلفها حتى الآن، إضافةً إلى روايات: غسان الجباعي، ابراهيم الجبين، سمر يزبك، هوشنك أوسي، أيمن مارديني، مها حسن، عبد الله مكسور، ابتسام تريسي، عدنان فرزات، روزا ياسين الحسن، عبد المجيد الفياض، زهير أبو سعد، جان دوست، سميرة المسالمة، دينا نسريني، وبعضها صدر بالإسبانية كرواية ليلي نشواتي: "عندما تنتهي الثورة"، وبعضها تُرجم إلى أكثر من لغة، بالإضافة إلى روائيين تابعوا مسيرتهم الروائية خلال الثورة: خيري الذهبي، فواز حداد وممدوح عزام، وخالد خليفة وسواهم. واللافت للنظر هاهنا عدد الروائيات السوريات بالإضافة إلى غزارة إنتاج بعضهن، كما أشير إلى روائية إسبانية (جوليا كاراسكو)، استلهمت الثورة السورية في عملها: انتظرني في الجنة!".

وبمثل غزارة الإنتاج الروائي، ثمة غزارة في الإنتاج الشعري يعلق نجم الدين سمان ويقول: فبالإضافة إلى شعراء تابعوا إبداعهم بعد الثورة منحازين إليها: فرج بيرقدار- رشا عمران- محمد علاء الدين عبد المولى- هالة محمد- عارف حمزة وسواهم، ظهر صوت الشاعرة وداد نبي لافتاً خلال الست سنوات الماضيات، وقائمة الأسماء طويلة لا تتسع لها هذه الإجابة، وتحتاج إلى دراسة مستفيضة، وبخاصة خلال رصد جيلٍ من الشاعرات والشعراء الشباب الجدد، أتمنى أن يقاربها نقدياً أحد مختص بالشعر أكثر مني".

ويختم الكاتب نجم الدين سمان بالقول: "ثمة ملاحظة عن استبعاد ذكر القصة القصيرة السورية في كثيرٍ من أسئلة الاستطلاعات التي وردتني، وكأنما القصة هي الابن اللقيط في أدبنا السوري المعاصر!!".