الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والجنرال الغيراني محمد حسين باقري.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والجنرال الغيراني محمد حسين باقري.(أرشيف)
الأحد 20 أغسطس 2017 / 14:31

هكذا تستغل إيران قطر وتركيا

عن مستقبل العلاقات بين طهران وأنقرة والدوحة، كتب الباحث مجيد رافي زادة في صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، أن التطورات الأخيرة في المنطقة، خصوصاً تشكيل محور قطري-تركي-إيراني، يمكن أن يكون له تأثير كبير على المشهد الجيوسياسي والاستراتيجي والاقتصادي-الاجتماعي.

الحكومة الإيرانية تكسب من خلال جذب المزيد من اللاعبين إلى جانبها، فيما ستتكبد قطر وتركيا خسائر اقتصادية

كان يسود اعتقاد أن المنطقة محكومة من المجموعات الشيعية بقيادة الحكومة الإيرانية ضد إئتلاف يقوده السنّة. فمن جهة، تعاونت إيران وحزب الله والحوثيون والميليشيات العراقية الشيعية ونظام بشار الأسد بشكل وثيق من أجل توسيع نفوذها. ومن جهة أخرى، وقف الإئتلاف السنّي معارضاً للمغامرة العسكرية للأسد والحوثيين والحرس الثوري الإيراني. لكن الأزمة القطرية الحالية أضافت مستوى جديداً من التعقيد للمعادلة الجيوسياسية.

"سياسة طائفية"
وأشار رافي زاده إلى أن تركيا، البلد ذا الغالبية السنية، كان تقليدياً معارضاً لإيران الشيعية. وفي فبراير (شباط) 2017، انتقد وزير الخارجية الإيراني مولود جاويش أوغلو الحكومة الإيرانية لمحاولتها إضعاف أنقرة وحلفائها من طريق تنفيذ "سياسة طائفية" في المنطقة. ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي باتهام تركيا بدعم المجموعات الإرهابية. ويقاتل البلدان في جانبين مختلفين في سوريا ولديهما اختلافات في ما يتعلق بالمسألة الكردية.

15 اتفاقاً تجارياً
ومع ذلك، عندما بدأت الأزمة الحالية، كان على تركيا أن تختار بين قطر ودول الخليج الأخرى. ولم تختر أنقرة فقط قطر، بل إنها عززت علاقاتها معها، من خلال التوقيع على 15 اتفاقاً تجارياً تتعلق بالغاز والتكنولوجيا والنقل. وبالنسبة إلى الحقل العسكري، يخطط القادة الأتراك لتعزيز وجودهم العسكري الحالي في الدوحة إلى ثلاثة آلاف جندي. والأسبوع الماضي أجرت البحريتان التركية والقطرية تمرينات مشتركة. كما أن الدعم المتبادل للإخوان المسلمين وحماس هو مسألة مشتركة بين البلدين. وزاد هذا الدعم مؤخراً. ومن جهتها ترى إيران أن اللحظة الحالية ناضجة للاستغلال. وعرض المسؤولون الإيرانيون المساعدة على قطر وتركيا.

نقلة في السياسة الاستراتيجية
 ومن المتوقع أن تمر التجارة البرية عبر إيران. كما قررت الحكومة الإيرانية إجراء نقلة في سياستها الاستراتيجية من خلال الانضمام إلى القوات التركية ضد المجموعات الكردية في سوريا. وزار رئيس الاركان الإيراني الجنرال محمد حسين باقري أنقرة في 15 أغسطس (آب)، وهي زيارة شكلت مادة أساسية لوسائل الإعلام التركية الرسمية. وقال المسؤول الإيراني إن الزيارة "كانت ضرورية من أجل مشاورات أفضل ومن أجل التعاون في مجالات عسكرية مختلفة وقضايا إقليمية".

واعتبر رافي زاده أن طهران هي اللاعب الوحيد في هذه المسألة التي ليس لديها ما تخسره. وفي الواقع، فإن الحكومة الإيرانية تكسب من خلال جذب المزيد من اللاعبين إلى جانبها، فيما ستتكبد قطر وتركيا خسائر اقتصادية من المضي في علاقات أعمق مع إيران ومن خلال إدارة الظهر لبقية الخليج.