الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. (أرشيف)
الأحد 20 أغسطس 2017 / 14:01

سلطة أردوغان تحت ضغوط خارجية وداخلية هائلة...هل تصمد؟

منذ إجراء الاستفتاء على الدستور التركي في الربيع الماضي، يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدير بلده من منطلق قرارات الرجل الأوحد، والبيروقراطية تُحرك من قصره ذي الألف غرفة، إذ لا بد لأن يوقع أردوغان كل ورقة، مهما قلت أهميتها، وتتساءل عما إذا كان ممكناً لهذا النظام أن يستمر حتى تمرير القوانين اللازمة لبقائه، وهل تصدر تلك القوانين؟

تشير الصحيفة إلى نشاط كبير تمارسه مجموعة "السليمانجي" الدينية في وزارة التعليم. كما تهيمن مجموعة "المنزل" على وزارة الصحة والعدل والداخلية، وعلى أقسام الشرطة

تشير آهو أوزيورت كاتبة سياسية في صحيفة "حريت" التركية، إلى  افتتاح مصنع في جنوب غرب تركيا، حيث تحول الحدث لنقاش كبير على وسائل التواصل الاجتماعي. فقد بني أحدث مصنع لإنتاج الكوكا كولا في إسبرطة وافتتحه الرئيس أردوغان بمشاركة رئيس الشركة التنفيذي موتار كنت ورئيس مجموعة الأناضول الصناعية، توكاني أوزيلهان. وفيما لم يشكل الحدث ذاته أي جديد، بدا لافتاً النقاش الحاد وهاشتاقات الاحتجاج التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد دور كوكا كولا في سوء التغذية والبدانة، وفي سياسات الشرق الأوسط أيضاً.

انتقاد للمشاركة

فقد انتقدت عدة مجموعات إسلامية مشاركة أردوغان في افتتاح المصنع. وزعمت مجموعة فوركان أنه "لن يكون قادراً بعد اليوم أن يقول كلمة ضد إسرائيل". من ثم رفعت وكالة أنباء "الاناضول" الرسمية اسم كوكا كولا من تقريرها حول المناسبة، فيما أشار الموقع الرسمي للرئاسة إلى المصنع بكونه "مصنعاً لعصير الفاكهة". ومن هنا يتساءل البعض عما يكمن وراء كل هذا الخوف والترهيب.

ضغوط
وتنقل أوزيورت عن مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم( آي كي)، آنه منذ تنفيذ تنظيم فتح الله غولن عملياته في تركيا، اشتدت الضغوط على الحكومة لكي تفسح المجال لجماعات دينية، مثل "المنزل" و"الإسماعيلية"، لكي تمارس نشاطها.

وأشارت صحيفة "بيرغوم" إلى تسلل تلك المجموعات إلى مرافق الدولة. وتشير الصحيفة إلى نشاط كبير تمارسه مجموعة "السليمانجي" الدينية في وزارة التعليم. كما تهيمن مجموعة "المنزل" على وزارة الصحة والعدل والداخلية، وعلى أقسام الشرطة. ويشار أيضاً لنشاط قوي لمجموعة الإسماعيلية داخل مساكن الطلبة في الجامعات وفي الوظائف الحكومية غير القيادية.

وبرأي أوزيورت، يبدو أن حزب آي كي وأردوغان قد وقعا في نفس المصيدة، أي الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة منشآت الدولة.

قوى خارجية

وبات من المؤكد، بحسب الكاتبة، أن كلا من الحزب الحاكم وأطراف المعارضة التركية يتعرضون لقوى خارجة عن سيطرتهم. وإذا أضيفت لها الأزمة بين أمريكا وكوريا الشمالية، واستمرار المستنقع السوري وتبعات كل ذلك على الاقتصاد التركي، عندها يبدو الأمر على وشك الانفجار.

وفي الإطار نفسه، قال هاكان بارياكجي، مستطلع بارز ومؤسس مركز سونار للأبحاث، على شاشة "سي إن إن ترك" الخاصة، إن أردوغان كان يخطط لكل شيء وقد وضع نصب عينيه الموعد النهائي لانتخابات 2019. وقال بارياكجي: "هناك احتمال إجراء انتخابات مبكرة. ويود أردوغان أن يرى نتائج الانتخابات البلدية التي ستجرى في مارس( آذار) 2019، وحيث ستكون بالنسبة له بمثابة باروميتر كبير".

وترى أزيورت أن السبيل الوحيد لبقاء سلطة أردوغان حتى 2019 في ظل الظروف الحالية يكمن في السماح لضغط الهواء بالخروج من القدر. وتقول: "وفي سبيل ذلك، لا بد من منح حريات أكبر وإطلاق سراح صحفيين والسماح لدولة أوسع علمانية بأن تمارس سلطاتها، هذا إن بقي لدولة كهذه وجود في تركيا".