وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد بين نظيريه السعودي عادل الجبير والمصري سامح شكري.(أرشيف)
وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد بين نظيريه السعودي عادل الجبير والمصري سامح شكري.(أرشيف)
الإثنين 21 أغسطس 2017 / 14:13

قطر ستخضع وتفاوض الرباعي بشروطه

لم يستبعد رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشرق الأوسط" عبد الرحمن الراشد احتمال أن تطول المواجهة بين الرباعيّ المناهض للإرهاب وقطر. وكتب في صحيفة "ذي آراب نيوز" السعوديّة أنّ الأزمة دخلت شهرها الثالث بعدما لم يعد بإمكان الرباعي أن يتحمل سياسات قطر العدائيّة. وأكّد أنّ الدول المقاطعة للدوحة جدّية في مطالبها لذلك هي لن تتراجع بعد تسعة أسابيع على خطوتها.

تستطيع الدوحة الاستمرار في تمويل نفسها بناء على الفائض الذي يتأتى من النفط والغاز لكنّ الكلفة ستكون باهظة. فهي ستستخدم احتياطاتها على حساب تمويل النشاطات السياسية والعسكرية في المنطقة

فالروابط الديبلوماسية ما زالت مقطوعة والسفارات أيضاً ما زالت خالية. ويستمر منع قطر من استخدام الحدود البرية مع السعودية ومجالها الجوي، كما أنّها ما زالت ممنوعة من العبور فوق المياه الإماراتية أو السعوديّة أو البحرينيّة. لذلك يقع معظم الضغط على الدوحة التي لا تملك الوسائل للردّ بالمثل على الرباعي. وهي تتحرك في جميع الاتجاهات كي تحاول إعادة التوازن بعد غياب العلاقات مع الرياض، أبو ظبي، القاهرة والمنامة من حيث تمتّع هذه العواصم بالنفوذ والحياة الاقتصادية والاجتماعيّة.

بدائل مكلفة
يشير الراشد إلى أنّ قطر تفاجأت بفرض العقوبات عليها. واقتصادها الضعيف نسبيّاً يجبر الحكومة القطرية على مواجهة أي نقص ببدائل محلية وخارجية مكلفة. وتستطيع الدوحة الاستمرار في تمويل نفسها بناء على الفائض الذي يتأتى من النفط والغاز لكنّ الكلفة ستكون باهظة. فهي ستستخدم احتياطاتها على حساب تمويل النشاطات السياسية والعسكرية في المنطقة. وتبقى أيضاً مسألة مراقبة الخسائر الناتجة عن انخفاض التصنيف الائتماني في القطاع المصرفيّ القطريّ، فيما ستؤثّر الأزمة على بناء منشآت وملاعب كأس العالم سنة 2022.

تعجرف
كتب الراشد أيضاً عن وجود نقص في اليد العاملة الأجنبية بسبب غياب اليقين حول مستقبل الأوضاع في قطر التي تتصرّف كأنها أكبر وأقوى دولة لكنّ تعجرفها جعلها تعاطيها مع الأزمة مكلفاً وغير ناجح. لقد اتصلت الدوحة بمنظمة الطيران المدني الدولي وأصرّت على إجبار الدول المقاطعة على استخدام مجالها الجوي. لكنّ المنظمة أبلغت قطر أنّها ليست مسؤولة عن الخلافات السياسية وأنها لا تستطيع إجبار دولة على فتح مجالها الجوي إلا في الحالات الطارئة. وأرسلت منظمات دولية أخرى الرسالة نفسها إلى الدوحة.

الرباعي مرتاح
ومن أجل إثبات قوتها، نقلت قطر ركّاب شركة طيرانها ضمن مسارات أطول بكلفة أعلى. وبذلت قطر جهداً كبيراً، كما عقدت صفقات ضخمة من أجل دفع الحكومات الغربيّة للضغط على الرباعي من أجل إعادة فتح علاقاته مع الدوحة. حاولت دول كثيرة التوسط في هذا المجال مثل الولايات المتّحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لكنّها فشلت في رفع العقوبات. والدول المقاطعة مرتاحة وهي تشاهد قطر غارقة في الفوضى بالرغم من أنّ تلك الإمارة تستخدم أسلحتها السياسية والمالية والإعلامية بدون أن تتوصل إلى إجبار الرباعي على التراجع خطوة واحدة.

ستخضع
يتابع الراشد الكتابة عن الآثار السلبية التي تلقتها قطر بفعل المقاطعة التي أنهكت الدوحة إقليمياً وجعلتها ضعيفة في عدد من الميادين المهمّة مثل سوريا وليبيا والعراق. لقد أصبحت أيضاً ضعيفة في تعاملها مع دول أخرى. والدوحة ضنينة بكسب دعم الدول الأخرى أو على الأقل تحييدها في الأزمة الحالية، بغضّ النظر عن الأكلاف والمخاطر المرتفعة. فهي تتودّد مثلاً إلى إيران للأسباب نفسها، غير أنّ استراتجيتها بجعل الرباعي يتراجع لن تنجح بل ستخضع لضغوطه وتستجيب لمعظم مطالبه. وتريد الدوحة الحوار بلا شروط مسبقة لكنّ الرباعي ليس مضطرّاً لذلك لأنه في وضع مرتاح.

ستفاوض بشروط الرباعي
لقد انقلبت الطاولة على الدوحة التي صدّرت الأزمات لمصر والسعوديّة والبحرين والإمارات. فقطر هي التي تواجه سلسلة من الأزمات بفعل مقاطعة الرباعيّ، لذلك، وبعد دفعها أثماناً كبيرة في محاولة منها لإقناع القوى الأخرى كي تدعمها وبعد استغلال وسائلها الإعلاميّة بلا طائل، ستفاوض في نهاية المططاف بشروط الرباعيّ. كان بإمكان قطر أن توفّر على نفسها الكثير من المشاكل والإحراج في الأسبوع الأوّل من الأزمة.