الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد حسين باقري.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد حسين باقري.(أرشيف)
الإثنين 21 أغسطس 2017 / 14:12

التقارب التركي-الإيراني.. أية تبعات على العلاقات مع الغرب؟

كتب مراد يتكين في صحيفة "حريت" التركية عن التقارب التركي – الإيراني وتبعاته على السياسات التركية في المنطقة والعالم، مستهلاً مقالته بذكر الزيارة التي قام بها في 15 أغسطس(آب) الجاري، إلى أنقرة رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد حسين باقري لانقرة، ومشيراً إلى أنها الأولى من نوعها لأرفع مسؤول عسكري إيراني منذ قيام الثورة الإسلامية في عام 1979.

هل سيكون لهذا التقارب بين أنقرة وطهران آثار سلبية على علاقات تركيا مع الغرب المضطربة حالياً؟

وأجرى باقري محادثات مع نظيره الجنرال خلوصي آكار، واستقبله أيضاً الرئيس التركي أردوغان، وكبار المسؤولين الأتراك، ومنهم وزير الدفاع نور الدين كانجلي.

توقيت لافت

ويرى الكاتب أن هذه الزيارة تأتي في توقيت لافت، وفي ظل مواجهة الحكومة التركية لعدد من المشاكل مع حلفائها الغربيين.

فبينما كان باقري في أنقرة، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 16 أغسطس ( آب) أنها لا تنوي المضي في تطوير اتفاقية خاصة بالاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بسبب الوضع السياسي الحالي، في إشارة إلى الاعتقالات الواسعة، وخاصة بحق صحفيين وساسة ومفكرين، علاوة على مشاكل أخرى ناشئة عن تجاوزات بشأن الحقوق والحريات في ظل حالة الطوارئ التي أعلنت عقب الانقلاب الفاشل في يوليو( تموز) 2016.

رسالة
وفي 17 أغسطس(آب) التقى وزير الدولة البريطاني آلان دنكان بمسؤولين بارزين في أنقرة. ودنكان الذي كان أول سياسي غربي يزور تركيا عقب المحاولة الانقلابية ليعبر عن تضامن حكومته، نقل رسالة مفدها أنه حان الوقت لكي تقدم الحكومة التركية إشارة إيجابية للغرب، وأن عدم تمديد قانون الطوارئ قد يكون مفيداً في هذا السياق.

تبادل معلومات
وفي الوقت الذي كان فيه الوزير البريطاني يجري اتصالاته في أنقرة، قال رئيس هيئة الأركان الإيراني باقري، إن أنقرة وطهران اتفقتا على تبادل معلومات استخباراتية وقيام "تعاون عملاتي" في الحرب ضد الإرهاب.

ولذا يقول يتكين إنه فيما تشتكي الحكومة التركية من عدم حصولها على تعاون كافٍ في حربها ضد الإرهاب من شريكها الأكبر في حلف الناتو، الولايات المتحدة، يبدو أنها وجدت في إيران شريكاً مناسباً. ويأتي كل ذلك في وقت أعلنت أمريكا عن فرض عقوبات جديدة على طهران وسط تهديدات إيرانية بإنهاء الصفقة الإيرانية التي عقدتها في عام 2015.

ومن جانبها، أعربت تركيا عن استيائها من اختيار الولايات المتحدة في حربها ضد داعش لقوة برية متمثلة بوحدات حماية الشعب الكردي وميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي، الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور (بي كي كي).

"تعاون عملاتي"

وبحسب يتكين، يدل تعبير "تعاون عملاتي" على أن تركيا وإيران سوف تتعاونان عسكرياً واستخباراتياً ضد بي كي كي في تركيا وإيران وسوريا والعراق، في وقت أعلن فيه مسعود بارزاني، رئيس حكومة كردستان العراق عزمه على إجراء استفتاء للاستقلال عن العراق في 19 سبتمبر (أيلول) المقبل.

وليست تركيا وإيران هما اللتان تعارضان فكرة الاستفتاء في كردستان العراق فحسب، بل أعرب كل من ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحكومات غربية أخرى عن معارضتها. وفي 16أ غسطس (آب) حذر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو من احتمال أن يقود التصويت إلى حرب أهلية في العراق. كما ألمح بارزاني في 17 أغسطس(آب) لاحتمال تأجيل الاستفتاء في حال تمت تلبية بعض الشروط، كاستكمال دفع بغداد لعائدات النفط إلى أربيل، وتعيين أكراد في مناصب حكومية وعدوا بها سابقاً.

مبادرة أخرى
وباعتقاد يتكين، قد تظهر مبادرة مشتركة أخرى بين أنقرة وطهران في سوريا، إذا ضغط  كل من تركيا وإيران لمنع بي واي دي/ بي كي كي من لعب دور في إدارة مدينة الرقة بعد طرد داعش خارجها.

ومن هنا يبرز، بحسب الكاتب، سؤال ملح. هل سيكون لهذا التقارب بين أنقرة وطهران آثار سلبية على علاقات تركيا مع الغرب المضطربة حالياً؟ ويرى يتكين أنه ما زال من المبكر التعليق على الأمر. ولربما تنجلي الصورة حال رؤية نتائج الزيارة المقبلة التي سيقوم بها وزير الدفاع الأمريكي الجنرال ماتيس لأنقرة.