الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 08:51

انتبهوا .. قطر تُضِيع الوقت

الوفد المصرية ـ مجدي سرحان

أمر غريب ومثير .. أننا طال انتظارنا .. ومازلنا ننتظر أن تبادر جهة رسمية ما في مصر بتحريك الإجراءات القانونية ضد حكام الدوحة "عصابة الحمدين"، على الرغم من نجاحنا الكبير فى إثبات تورطهم فى دعم الإرهاب.. على المستويين العربي والدولي.. بما لدينا من "قائمة اتهامات" للإمارة المارقة.. مدعمة بالأدلة والوثائق والتسجيلات الدامغة.. والتي تعطينا الحق في استصدار قرار دولي بإدانة قطر.. وإجبارها على الرضوخ لمطالبنا؟!

•• مؤسسات الدولة المصرية
لم تتحرك في هذا المسار حتى الآن .. رغم موقف قيادتها المعلن من أنها لن تترك حق ضحايا الإرهاب المدعوم من قطر وغيرها .. وربما يرجع ذلك لسبب مقصود .. أو استجابة لتوصية بافساح الوقت والطريق لمزيد من جهود الوساطة التي تبذلها أطراف عربية نقدرها ونحترمها .. لكن في المقابل تستقبل الدوحة هذه الجهود بمزيد من الصلف والعجرفة والاستهزاء .. بل إنها تتقدم خطوات في الطريق المضاد .. وتلجأ الى المناكفات القانونية والعسكرية .. كتقديم شكاوى ضدنا الى مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية .. وإجراء مناورات عسكرية "خائبة" مع "جيش العثمانليين" الذي تمركز وتمدد و"عشش" في كل شوارع الإمارة .. بينما تترك الدولة المصرية أمر مواجهة مثل هذه التحركات ـ حتى الآن ـ لبعض منظمات المجتمع المدني التي شكلت لجانا لإعداد ملفات قانونية كاملة تمهيدا للتقدم بها الى جهات الاختصاص في المحافل الدولية .. ولا نعلم ماذا حققت هذه المنظمات من تقدم في هذا الملف حتى الآن؟!

•• بالأمس
أثارت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من المعارضة الإيرانية في الخارج ورئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شجوننا وحماسنا .. وهي تلقى خطابا ملتهبا في العاصمة الألبانية تيرانا بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والعشرين لمذبحة عام 1988 التي تقول المعارضة الإيرانية إنها راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي على أيدي زبانية نظام "ولاية الفقيه" الحاكم في إيران .. وطالبت فيه بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه الجريمة .. كما دعت مجلس الأمن الدولي الى إحالة ملفها لمحكمة الجنايات الدولية أو تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المسئولين عنها.. باعتبار أن ذلك ليس حقا للشعب الإيراني وحده، بل حق للمجتمع الإنساني كله.

•• هذه المجزرة
نرى أنها لا تقل خطورة وبشاعة عما أرتكب على أراضي مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها من مذابح وأعمال فوضى وتخريب وإذلال وقتل ونهب وتشريد لمئات الآلاف .. إن لم يكن ملايين من البشر .. على أيدي مرتزقة "داعش" و"القاعدة" و"النصرة" وغيرها من عصابات الإرهاب الممولة والمدعومة والمسنودة بأموال قطر وتركيا وغيرهما .. وكلها جرائم حرب دولية جرى إثباتها وتوثيقها وتشكيل موقف عالمي مضاد للدول الداعمة لها والمتورطة فيها .. إلا أنه لم يتبق إلا تحريك الإجراءات اللازمة لترجمة هذا الموقف إلى قرارات عملية حاسمة وملزمة.

•• مازلنا ننتظر
تحركاً قانونياً رسمياً تتخذه مصر على المستوى الدولى.. كأن تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول أدلة تورط قطر في دعم وتمويل الإرهاب.. أو تقدم مشروع قرار لإدانة الدوحة في مجلس الأمن.. خاصة بعد أن مهدت لنا قطر بنفسها الطريق لتدويل القضية.. بإقدامها على فتح أراضيها لجيوش أجنبية من أمريكا وتركيا وباكستان.. وإيران أيضاً.. استعداداً لحرب دولية.. أو نطالب بتقديم المسؤولين عن هذه المذابح إلى المحكمة الجنائية الدولية .. أسوة بما تنادي به زعيمة المعارضة الإيرانية.

•• ونسأل مرة أخرى متى يبدأ هذا التحرك؟ وإلى متى نترك حكام الدوحة يكسبون رهانهم على استهلاك الوقت لطمس الأدلة وتشويه الحقائق .. بل ومنحهم الفرص لاتخاذ إجراءات وخطوات مضادة؟!