وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والبحرين في المنامة.(أرشيف)
وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والبحرين في المنامة.(أرشيف)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 13:35

قطر تتقن تضييع الوقت.. لكنّ ذلك سيزيد عزلتها

رأى الكاتب السياسيّ مروان أسمر أنّ الأزمة بين الرباعي المناهض للإرهاب وقطر تثير الكثير من القلق على المستوى العالمي. وفي صحيفة "غَلف نيوز" الإماراتية كتب أنّ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون أرسل موفدَين إلى الخليج لحل الأزمة بطريقة تبرهن أنّ واشنطن ملتزمة بإيجاد مخرج. لكنّ الدوحة من جهتها لم تصدر إلا المؤشرات السلبيّة تجاه الموضوع.

الدوحة تحاول التصعيد ومضاعفة الرهان والمساهمة في الوصول إلى أفق مسدود، فلم تبادر إلى التهدئة وانتهاز الفرصة الإيجابيّة من الأبواب التي فتحها لها اجتماع المنامة

المقاربة الديبلوماسية الجديدة تهدف إلى إعطاء دعم أكبر لاجتماع المنامة حيث التقى وزراء خارجيّة الإمارات والسعودية والبحرين ومصر واتفقوا على الدعوة إلى الحوار مع قطر بشرط أن تلتزم الأخيرة بوقف دعم الإرهاب.

لو أرسلت الدوحة إشارة إيجابية لكانت الأوضاع قد تحسّنت بشكل كبير. لكنّ قطر متشبّثة بمواقفها بغض النظر عن محاولات الانفتاح التي يبديها الرباعي. وعوضاً عن إبقاء الخلاف في حدوده المحلية من أجل حلّه داخل البيت الخليجي، اتّخذت الدوحة خطوة غير اعتيادية عبر التذمر إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومنظمة التجارة الدولية. ورفعت شكاوى إلى الأخيرة، مطالبة برفع ما سمّته "حصاراً" ومدّعية بأنه يخرق القوانين الدولية والمعاهدات التجارية المرتبطة بها.

مزيد من الصلات القطرية بالإرهاب

يشدّد أسمر على أنّ الدوحة تحاول التصعيد ومضاعفة الرهان والمساهمة في الوصول إلى أفق مسدود، فلم تبادر إلى التهدئة وانتهاز الفرصة الإيجابيّة من الأبواب التي فتحها لها اجتماع المنامة. لذلك لم يستطع الرباعي الوقوف مكتوف الأيدي فلجأ إلى مجلس الأمن من خلال لجنة مكافحة الإرهاب التي تترأسها مصر للإضاءة على دعم قطر للمجموعات الإرهابيّة. وفي نفس الوقت، لا يتوقف الرباعي عن البحث لإيجاد طريق حلّ للأزمة التي تراوح مكانها. من خلال هذه الإجراءات تُظهِر الدول المقاطعة لقطر أنّها تريد دفع الأمور قدماً، لكنّ الدوحة تصدّ جهودها. فهي لا تقدّم ردّاً إيجابيّاً، كما أنّ الرباعي والعالم يستمران في اكتشاف مزيد من الصلات بين قطر والإرهاب.

على الدوحة التقاط الفرصة
قبل اجتماع المنامة بفترة قصيرة، كشف الرباعي 18 فرداً ومنظمة متورطين بالإرهاب في المنطقة. كان ذلك إضافة إلى اللائحة الأساسيّة التي ضمت 59 فرداً و 12 منظمة لهم علاقة بالتطرف يريد الرباعي من قطر أن تتصدّى لهم بفعاليّة. حتى مع ذلك، ما زال الرباعي ينوي السير ميلاً إضافياً في مسيرة تخفيف الأزمة عبر دعوة قطر إلى إظهار نواياها بعدم تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في الشرق الأوسط. والآن يقع على الدوحة واجب إعطاء جواب بنّاء والبحث عمّا يمكن فعله لالتقاط الفرصة.

على الدوحة تقدير الرياض في مسألة الحج

يشير أسمر إلى أنّه على قطر إدراك ضرورة أن تتحرّك قدماً بدلاً من التراجع إلى الخلف. ومن بين التطورات الإيجابية برزت مسألة الحج، عندما أعلنت السعوديّة أنها ستستقبل الحجاج القطريّين. وتذمّرت لجنة حقوق الإنسان القطريّة من إلزام الحجّاج القطريّين بالانتقال إلى السعودية عبر مطارين محددين. لكنّ أسمر يردّ شارحاً أنّ أساس القضيّة يكمن في أهمية وصول الحجّاج إلى الأماكن المقدسة في مكّة المكرّمة لا في المكان الذي منه يأتي هؤلاء إليها. ويضيف أنّ السعودية تحضّر للحج بطريقة منظّمة وممنهجة وهنالك قيود مفروضة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار لصالح جميع الحجّاج. من هنا، يؤكّد كاتب المقال أنّ التدابير السعودية لا تستهدف أي مجموعة محددة، ولذلك، على القطريين أن يقدّروا جهود الرياض في هذا المجال.

تضييع الوقت لن يجدي نفعاً
يحاول الرباعي أن يجد حلولاً للمشاكل مع قطر بروحية صحيحة، لكن مع التشديد على أنّ إعادة تطبيع العلاقات مشروطة بالتزام الدوحة بالمطالب الثلاثة عشر المتعلّقة بقطع دعمها للإرهاب. أمّا بخصوص الغموض الذي ساد سابقاً حول تقلّص هذه المطالب إلى ستّة، فيوضح الكاتب السياسي أنّ وزراء الخارجية لفتوا النظر إلى وجوب تطبيق جميع الشروط من أجل إطلاق الحوار مع قطر. في نهاية المطاف، على الدوحة أن تجلس لتتحاور مع الرباعي لأنّ سياسة تضييع الوقت التي تتقنها قطر لن تؤدي إلا لعزلها أكثر عن المجتمع الدولي.