الرئيس الإيراني دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الإيراني دونالد ترامب.(أرشيف)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 13:39

ترامب يخطط لتفجير الاتفاق النووي الإيراني

24- زياد الأشقر

رأت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، أنه على رغم تصاعد لغة التهديدات، فإن إدارة دونالد ترامب لا تفعل سوى القليل لمواجهة التهديد الإيراني. ففي سوريا، أدت استراتيجيتها في ابرام الصفقات مع روسيا إلى فتح الباب أمام القوات الإيرانية كي تبسط السيطرة على ممر بين دمشق وبغداد. وفي أفغانستان، تعزز إيران بثبات موقعاً استراتيجياً حتى في الوقت الذي يتردد ترامب حيال خطة لتعزيز الدعم الأمريكي للحكومة الأفغانية.

الضعف المبدئي في الاتفاق النووي هو في طبيعته الموقتة. ومعظم بنوده ستنتهي صلاحياتها في فترة تتراوح بين 8 أعوام و13 عاماً، مما يجعل إيران حرة في تخزين كميات غير محدودة من المواد النووية

ولاحظت الصحيفة أنه في مجال واحد تم الاحتواء النسبي للطموح المسموم لإيران ألا وهو انتاج مواد تستخدم في صنع رؤوس نووية. واستناداً إلى المفتشين الدوليين وأجهزة الإستخبارات الأمريكية ، فإن إيران ملتزمة إلى حد كبير ببنود الاتفاق النووي لعام 2015، الذي يخفض بشكل كبير مخزونها من الأورانيوم المخصب ويضع قيوداً مشددة على نشاطاتها النووية. وإذا استمرت إيران في امتثالها للاتفاق، فإن الأمر سيستغرق عقداً أو أكثر قبل أن تتمكن من تشكيل تهديد مجدداً وأن تصير قوة نووية. ومع ذلك، يراقب ترامب التدخل الإقليمي الإيراني مع تصميم واضح لنسف الاتفاق النووي.

انتهاكات
فبعدما صادق مكرهاً في يوليو (تموز) على تقرير يفيد أن إيران تمتثل لبنود الاتفاق النووي-وهو اختبار أجازه الكونغرس كل 90 يوماً-، قال ترامب قال لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه يخطط للعثور على انتهاكات النظام الإيراني للاتفاق بحلول موعد المصادقة المقبلة في اكتوبر (تشرين الأول). لكن كيف سيحصل ذلك إذا كانت الاستخبارات الأمريكية تقول العكس؟ واستناداً إلى مجلة "فورين بوليسي"، فإن ترامب أصدر توجيهاته إلى مجموعة من المساعدين السياسيين، بينهم مستشاره المقال ستيفن بانون لإيجاد شيء معقول في هذا الصدد يجعل من اليسير اتهام إيران في ظل الافتقار إلى الوقائع.

كيف ترد إيران؟
ولفتت الصحيفة إلى أنه من دون إثبات على عدم التزام إيران، فإن شركاء الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، سيرفضون بالتأكيد إلغاء الاتفاق أو معاودة فرض العقوبات. ويمكن أن ترد إيران بمعاودة تخصيب الأورانيوم، حتى ولو لم يعاود ترامب فرض العقوبات الأمريكية . وهذا ما سيتسبب بمشكلة للبيت الأبيض في ما يتعلق بالطريقة التي سيمنع فيها التقدم الإيراني نحو القنبلة النووية. فهل يمكن ترامب تهديد إيران جدياً بعمل عسكري فيما هو يهدد باستخدام القوة ضد كوريا الشمالية؟

تمديد القيود
وخلصت "واشنطن بوست" إلى أن الضعف المبدئي في الاتفاق النووي هو في طبيعته الموقتة. ومعظم بنوده ستنتهي صلاحياتها في فترة تتراوح بين 8 أعوام و13 عاماً، مما يجعل إيران حرة في تخزين كميات غير محدودة من المواد النووية. وهذا يبرز تحدياً امام إدارة أمريكية عاقلة لتعمل كي لا تنسحب من الاتفاق وإنما كي تعمل على تمديد القيود الواردة فيه مستقبلاً. وشركاء الولايات المتحدة سيبدون تعاوناً في مثل هذه الاستراتيجية، ويجب أن يتم الضغط عليهم كي يفعلوا المزيد لوقف الممارسات السيئة لإيران غير النووية. لكن لا سبب منطقياً لتوقع الدعم لخطة أمريكية خاطئة ستعيد إضرام التهديد الإيراني.