رسم تعبيري. (عن ديلي بيست)
رسم تعبيري. (عن ديلي بيست)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 13:40

نساء داعش أخطر من رجاله.. احذروهن!

كُتب الكثير في الصحف العربية والغربية عن نساء داعش، وعن ممارسات ما سمي بـ "كتيبة الخنساء" التي أوكلت إليها مهام تطبيق قوانين داعش الخاصة بلباس وسلوك النساء المقيمات في مناطق التنظيم، علاوة على أدوار لعبتها بعض الإرهابيات في ترويع وترهيب فتيات يافعات، وقعن في قبضة دواعش.

نجح مجندون يقدمون وعوداً بتمكين ودعم وحماية فتيات، سواء سياسياً أو اقتصادياً، في إغواء نساء محبطات ويائسات من حياتهم في الغرب

وفي وقت ينتظر فيه العالم انهيار التنظيم نهائياً، بات يخشى عودة نسائه الجهاديات الأجنبيات إلى بلدانهن. والتقت آن سبيكهارد، أستاذة علم النفس في جامعة جورج تاون ومديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنفي (إيسفي)، وزميلها مدير قسم الأبحاث لدى المركز آندريان شاجكوفيتش مئات المنشقين عن داعش، وهما يقومان حالياً بدرس مسارات هؤلاء داخل عالم الإرهاب وخارجه، فضلاً عن تدريب ضباط شرطة واستخبارات ومعلمين حول كيفية استخدام الوسائل التي ابتكرها مركز إيسفي من أجل محاربة التطرف محلياً وخارجياً.

تأنيث داعش
وكتب الباحثان في موقع "ديلي بيست" أنه فيما تتعقب الشرطة أفراد الخلية التي نفذت عمليتها الإرهابية يوم الخميس الأخير في برشلونة، برزت من جديد أسماء أشخاص، وكما هو متوقع، جميعهم رجال، ومعظمهم شباب. ذلك هو النمط السائد مع الجهاديين. لكن عدداً من خبراء مكافحة الإرهاب يلفتون لبروز خطر جديد أطلق عليه آلان بوير، فرنسي مختص في علم الجريمة، وصف "تأنيث داعش"، المحاصر حالياً في الشرق الأوسط ويتطلع لتكثيف حملته للانتقام من الغرب.

خلية من النساء
وبالرغم من وجود عدد صغير نسبياً من النساء بين صفوف الجهاديين لكن بوير يقول: "قبل عام فقط، تم في فرنسا تفكيك خلية كان جميع أعضائها من النساء اللاتي خططن لتفجير سيارة بالقرب من كاتدرائية نوتر دام في باريس، موقع سياحي ذو دلالة دينية أيضاً".

دوافع وأثر
وقد أجرت الباحثة ميا بلوم دراسة معمقة عن دوافع وأثر نساء من اللاتي نفذن عمليات انتحارية من روسيا إلى سيريلانكا فضلاً عن الشرق الأوسط. وكتبت بلوم في دراستها الصادرة في عام 2011 بعنوان "القذيفة: النساء والإرهاب" أن "المقاتلات يحققن نجاحاً أكبر من رجال. ولم يعد الإرهاب حالة هامشية، بل يمكن لمتمردين أن يتواجدوا في أكثر من مكان". ولكن ما الذي يدفع نساء للانضمام لصفوف تنظيم وحشي متشدد مثل داعش؟

للإجابة على السؤال، أجرى الباحثان سبيكهارد وشاكيفيتش دراسة معمقة استندت للقاءات مطولة مع عشرات من النساء والرجال الذين عملوا مع داعش، ومن ثم انشقوا عنه آو حاربوا ضده، وقدموا إجابات هامة بشأن مرحلة دقيقة من تأنيث داعش.

البحث عن الحب
وجد الباحثان أن معظم الفتيات اللاتي التحقن بداعش كن ممن تخلى عنهن أزواجهن أو عشاقهن وحلمن بحياة مستقرة واعدة مع جهاديين في سوريا في ظل داعش، كحالة باسوني البلجيكية. ولكن لاحقاً، اكتشفت تلك الفتيات زيف تلك الوعود وهربن عائدات إلى أوطانهن في الغرب.

وبحسب ما توصل إليه الباحثان يقوم المسار نحو العنف دوماً على التفاعل بين أربعة عناصر هامة: التنظيم وإيديولوجيته ودعم اجتماعي ودوافع شخصية ونقاط ضعف. ولكن هناك أيضاً أسباب خاصة، منها سياسي وبعضها شخصي.

أحكام أخلاقية
وكما يشير الباحثان، نجح القاعدة وداعش في كسب ولاء عدد من المقيمين في الغرب، ومنهن نساء، عبر الإشارة لمزيج معقد من التهميش والتمييز الذي تتعرض له مسلمات في الغرب، حيث تجد من ترغب منهن بارتداء الحجاب بأنهن يقفن على الجانب الخطأ من القانون في بعض البلدان. وإلى ذلك، قد يشعر أمثال هؤلاء بالتهميش في مجالات العمل، أو صعوبة الحصول على وظيفة. كما تتم ملاحقة بعضهن.

وعود وخداع
لذا، وجد الباحثان أن مجندين يقدمون وعوداً بتمكين ودعم وحماية فتيات، سواء سياسياً أو اقتصادياً، ينجحون في إغواء نساء محبطات ويائسات من حياتهم في الغرب.

وبعدما قدمت لهؤلاء النساء وعود بالعيش في عالم مثالي، في ظل داعش، حيث "يتمتع الجميع بالكرامة الشخصية، ويؤمن لمن يلتحق بالتنظيم مساكن ومزايا مادية، ووظائف وخدمات صحية وتعليمية مجانية، وأزواج مخلصون، ورواتب"، التحق عدد من المغرر بهن بجهاديين في سوريا.

وفي ظل انهيار وشيك لدولة داعش المزعومة، بات يخشى عودة جهاديات إلى الغرب بعدما اعتنقت بعضهن أفكار التنظيم الجهنمية وإيديولوجيته الهدامة.