الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.(أرشيف)
الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 14:33

أردوغان يرمي نفسه في أحضان روسيا وإيران

قبل سفره إلى الأردن في 21 أغسطس (آب)، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا وإيران قد تنفذان قريباً عمليات عسكرية مشتركة ضد "تنظيمات إرهابية" في العراق، في إشارة إلى داعش وحزب العمال الكردستاني.

مع اعتبار أنقرة كلاً من حزب العمال الكردستاني وشبكة غولن كتهديدات وجودية، قد يختار أردوغان التعاون في شكل أكثر وثوقاً مع روسيا وإيران

ولفت مراد يتكين في صحيفة "حريت" التركية إلى أن تصريحات أردوغان تزامنت مع بيان لرئيس الوزراء بن علي يلديرم الذي أشاد بتركيا لإلحاقها "الضرر الاكبر" بداعش حتى الآن بقتلها 4600 مسلح في سوريا والعراق.

وسئل أردوغان تحديداً عن تعاون مع إيران في شأن أهداف في سنجار وقنديل حيث ينشط حزب العمال الكردستاني. وجاء السؤال بعد زيارة رئيس الأركان الإيراني الميجر جنرال محمد باقري لأنقرة بين 15 أغسطس و17 منه والتي قال بعدها إنه قد يحصل"تعاون عملياتي" بين البلدين ضد تنظيمات إرهابية.

بين قنديل وسنجار
وتخشى تركيا وإيران من أن يؤدي ممر بين قنديل وسنجار إلى ظهور منطقة تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني، وتحظى في ظل الظروف الراهنة بحماية أمريكية.

وتقاتل طهران الفرع الإيراني لحزب العمال الكردستاني منذ وقت طويل، وهي مستاءة خصوصاً من كون الفرع السوري للحزب، أي الاتحاد الديمقراطي، يمثل القوة البرية للقيادة المركزية الأمريكية في حربها على داعش.

ويرى يتكين أن الصورة تمثل تناقضاً كبيراً، إذ إن تركيا والولايات المتحدة هما حليفتان في الناتو، وكلاهما يصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. لكن واشنطن ارتأت العمل مع الحزب ضد داعش، لذا تسعى تركيا إلى التعاون مع إيران التي تواجه دفعة جديدة من العقوبات الأمريكية. ويضيف يتكين إلى أن تناقضاً مماثلاً في شكل توتر خطير يتفاقم بين تركيا وألمانيا، العضو الآخر في الناتو.

حزب العمال وغولن
فكما هي الحال مع الولايات المتحدة، تختلف أنقرة مع ألمانيا على خلفية نقص مفترض في التعاون في مسألتين رئيسيتين، هما حزب العمال الكردستاني والخطوات الواجب اتخاذها ضد أعضاء مفترضين في شبكة فتح الله غولن.

إجراءات ميركل
وتبدي المستشارة الألمانية استياءها من وضع عدد من المواطنين الألمان في السجون التركية، في سياق اجراءات اتخذت بموجب قانون الطوارئ الذي أعلنته الحكومة التركية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة. فبعد انتقادها قمع الحريات وحقوق الإنسان في تركيا، تصدرت ميركل دول الاتحاد الأوروبي في اتخاذ اجراءات اقتصادية ضد تركيا. وفي هذا السياق، تؤيد تعليق تحديث اتفاق الاتحاد الجمركي بين أنقرة وبروكسل، لتجنب تشجيع الرئيس أردوغان. وهي تدرك أن أي زعيم أوروبي لن يعارض خطوة كهذه في ظل الظروف الراهنة.

أردوغان
ويعتقد اردوغان أن كل هذه الإجراءات تندرج في إطار الحملة الانتخابية لميركل، ولكن تصميمها قد يستمر بعد انتخابات 24 سبتمبر (أيلول). ومن المحتمل أن تكون إحدى نتائج هذه القرارات، مواصلة أردوغان التطلع إلى تعاون عسكري واستخباراتي مع شركاء آخرين، بمن فيهم دول من خارج الناتو كروسيا وإيران.

ففي ظل ظروف عادية، لن يكون متوقعاً أن تعقد تركيا تحالفاً استراتيجياً مع أي من إيران وروسيا، ولكن مع اعتبار أنقرة كلاً من حزب العمال الكردستاني وشبكة غولن كتهديدات وجودية، قد يختار أردوغان التعاون في شكل أكثر وثوقاً مع هاتين الدولتين. وفي المبدأ، لن تكون هذه الخطوة مختلفة عن الشراكة الأمريكية مع حزب العمال الكردستاني في سوريا. ولكن خطوات كهذه تهدد بتقويض خطة ترومان لعام 1946 التي ربطت تركيا بالتحالف الغربي (مع اليونان أيضًا) ضد التوسع السوفياتي.