الثلاثاء 22 أغسطس 2017 / 16:31

إنفوغراف24| جزيرة غوام.. من معلم سياحي إلى ساحة معركة؟

24 - بلال أبو كباش

سطع في الأيام الماضية اسم جزيرة غوام عبر وسائل الإعلام العالمية بعد دخولها دائرة تهديد كوريا الشمالية، وتوعد الزعيم كيم جونغ أون بضرب أهداف أمريكا في الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ.

تعتبر جزيرة غوام أراض أمريكية وذلك بعد أن سيطرت عليها واشنطن عقب حرب أمريكيا وإسبانيا 1898. وتبلغ مساحتها 549 كلم مربع، وعدد سكانها يقارب الـ200 ألف نسمة.

تلعب السياحة دوراً مهماً في بناء اقتصاد الجزيرة إذ تؤمن ثلث فرص العمل فيها كما تعتبر مزاراً لآلاف السياح، ومعظمهم من اليابانيين، وتعتمد الجزيرة أيضاً وبشكل رئيسي على حضور الجيش والإنفاق العسكري الأمريكي.

وبفضل شواطئها ومجمعاتها الفندقية ومتاجرها الجميلة استطاعت الجزيرة اجتذاب أكثر من 1.5 مليون زائر في 2016.

يسمى سكانها بالغوامانيون ويعتبروا مواطنين أمريكيين، لكن دون حصولهم على الحق في التصويت بالانتخابات الأمريكية، رغم قدرتهم على انتخاب أعضاء في الكونغرس لا يمكنهم التصويت على أي تشريع.

وينقسم الغوامانيون في آرائهم حول الأحداث الأخيرة، بعضهم يطالب بأن تصبح الجزيرة مستقلة بذاتها لا تخضع للإدارة الأمريكية، ونسبة أخرى كبيرة ترى أنها بحاجة للحماية الأمريكية خاصة مع ازدياد حجم تهديد كوريا الشمالية الفعلي للجزيرة.

احتجاجات
وخلال احتجاجات جرت مؤخراً طالب عدد من سكان الجزيرة برحيل الولايات المتحدة، إضافة لوقف استغلالهم مؤكدين أنهم استخدموا لصالح حروب الآخرين سنوات عديدة، "لقد جاء الوقت لأن نصبح أحراراً لا نتبع أحداً".


قواعد سرية
وتمتلك وزارة الدفاع الأمريكية 27% من أراضي الجزيرة وتقيم عليها قاعدتين عسكريتين إحداهما تدعى "أندرسن" الجوية وسط غابات كثيفة، يتوسطها أسطولاً من قاذفات "بي 1" المتأهبة للتصدي لأي خطر كوري شمالي.

وعلى ساحل غوام الغربي تقيم أمريكا قاعدة أكثر سرية تدعى "غوام البحرية" والتي تعتبر موطناً لسرب الغواصات النووية.



وتستغل أمريكا الجبال العالية التي تحيط بالجزيرة كمخازن لأعتى الأسلحة الموجهة ضد أي خطر كوري قريب.

ويتواجد على أراضي الجزيرة 7 آلاف جندي أمريكي.

حاكم الجزيرة يدعى كالفو وهو جمهوري موالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

يدرك كالفو مدى أهمية جزيرته بالنسبة للولايات المتحدة، ويقول لوسائل إعلام: "هنا في غوام ذخائر أمريكية ضخمة أكثر من أي مكان أخر".

ويقول الحاكم أيضاً: "تحت هذه التلال أسلحة تصمد أمام أعتى الجيوش لأسابيع طويلة".

كوريا الشمالية
ومع ارتفاع احتمالات قصف كوريا الشمالية التي تزعم بأنها تمتلك صواريخ باليستية عابرة للقارات يصل مداها لـ6 آلاف ميل تحمل رؤوس نووية للجزيرة الأمريكية تصبح أهداف أمريكا في خطر حقيقي.

وبحكم الجغرافيا تعتبر الجزيرة قريبة جداً من كوريا الشمالية، إذ يفصلها ألفي كيلومتر عنها فقط. وهدد الزعيم كيم بإرسال صواريخ من طراز "هواسونغ 12" لتدمير الجزيرة.

ويعتقد الخبراء أن تلك الصواريخ يصل مداها لـ3 آلاف كيلومتر. ما يضع الأهداف الأمريكية في جزيرة غوام تحت مرمى نيران بيونغ يانغ، إلا أن الرؤوس النووية المحمولة على تلك الصواريخ قد تعيق ضرب الأهداف بدقة عالية، وفقاً للخبراء.


وفي حال إطلاق كوريا الشمالية لتلك الصواريخ، فإن الولايات المتحدة سترد من خلال نظامها الدفاعي "ثاد" المنشور على سطح الجزيرة والهادف لإحباط أي هجوم صاروخي على مصالحها العسكرية والسكان هناك.

ويعمل نظام ثاد المتطور على تدمير الصواريخ الباليستية في مرحلة انطلاقها الأخيرة إما داخل أو خارج الغلاف الجوي. 



(اضغط للتكبير)