شباب يرفعون أعلام داعش قي سوريا.(رشيف)
شباب يرفعون أعلام داعش قي سوريا.(رشيف)
الأربعاء 23 أغسطس 2017 / 12:51

ما لا تعرفه عن المقاتلين الأجانب في داعش

24- زياد الأشقر

كتب غرايمي وود في موقع "ديفنس وان" الإلكتروني أن مهاجمي برشلونة قتلوا 14 شخصاً- وهي حصيلة عادية لهجوم ينفذه داعش في أوروبا. وعندما ترى أحد المهاجمين وهو يقفز مثل مجنون في شوارع كامبريلس الإسبانية قبل أن تقتله الشرطة، تعرف لماذا لم تكن حصيلة الاعتداء أعلى. فهؤلاء ليسوا كوماندوس مدربين، يتحركون بهدوء وتخطيط مثل مهاجمي باتاكلان في باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. إنهم هواة، وإذا حصلوا على تدريب، فإنهم لم يظهروا ذلك.

حتى مع دعم الأمم المتحدة فإن المؤلفين نجحا في اقناع سبع دول فقط بأن تسمح بالوصول إلى سجناء متهمين بالقتال مع الجهاديين في سوريا

وأضاف وود أن الهمّ الأكبر لمسؤولي مكافحة الإرهاب، وفي الحقيقة لكل شخص يهمه أن لا يتحول إلأى أشلاء في مترو الانفاق في بروكسل أو يقتل بالرصاص في مسرح باريسي، يكمن في عودة المقاتلين الأجانب، الذين ذهبوا إلى سوريا، وتدربوا على القتل، وعادوا إلى أوطانهم. وبما إننا لا نعرف الكثير عن هؤلاء الناس، ولأننا لا نعرف إلا القليل عن العائدين، فإن أي معلومات عنهم تستحق تدقيقاً عن كثب.

تقرير دولي
والشهر الماضي، أصدر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب تقريراً عن المقاتلين الأجانب الذين غادروا سوريا. وسعى حامد السعيد وريتشارد باريت، مؤلفا كتاب "تعزيز فهم ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب في سوريا" إلى تتبع المقاتلين الأجانب من داعش العائدين من سوريا، بالإضافة إلى قلة تم القبض عليهم خلال محاولتهم الوصول إلى هناك. (وواحد من هؤلاء الذين لم يذهبوا، استجاب في اللحظة الأخيرة لمناشدة والدته البقاء في المنزل. ومن الصعب القول ما إذا كانت تستحق جائزة الأهل الجيدين لأنها انقذت حياة إبنها، او التوبيخ العلني لأنها ربت مثل هذا الفتى الأحمق في المقام الأول). وسافر أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي إلى سوريا للقتال، وبما أن الكثيرين منهم سيعودون إلى بلدانهم الأصلية، فإن دراسات مثل هذه تستحق القراءة، على رغم وجود أوجه قصور باعتراف الكتّاب أنفسهم. إن العيوب أكثر إثارة للإهتمام من النتائج.

26 شخصاً وافقوا على الكلام
وأوضح أن المؤلفين تحدثا عن موضوع الجهاد مع 26 شخصاً بالضبط، فيما رفض 17 آخرون الرد على أسئلة عن الجهاد (لكنهم كانوا يرغبون بالتحدث عن نواحي أخرى من رحلتهم). وإذا كان هذا الرقم مثيراً للضحك لجهة حجمه، لا يجب الاستهانة به. فمن الصعوبة أن تجد شخصاً يتحدث عن عضويته في جماعة إرهابية. وكل الاستطلاعات التي أجريت من قبل عانت من المشكلة نفسها.

سجناء
 وحتى مع دعم الأمم المتحدة فإن المؤلفين نجحا في اقناع سبع دول فقط بأن تسمح بالوصول إلى سجناء متهمين بالقتال مع الجهاديين في سوريا. ولفت إلى أن الميل لدى الأشخاص لتصوير نفسهم بأنهم ضحايا أدى إلى إدعاءات سخيفة من قبل العائدين. وزعم هاري سارفو الألماني العائد من سوريا، بأنه لم يكن يعرف ما هو داعش، أو أنه لم يقتل أحداً خلال فترة خدمته القصيرة مع التنظيم. وظهر بعد فترة قصيرة فيديو بدا فيه سارفو متباهياً بانتمائه إلى داعش ويشارك على ما يبدو في إعدام أسرى. وأدعت امرأة بالغة أنها "أُرغمت" على السفر إلى سوريا. وقال مقاتل سابق أنه حُقن بمخدر جعله يعتقد أن الأيزيديين كفار يستحقون الإبادة. وليست ثمة حاجة للقول إن علم الصيدلة لا يتحدث عن وجود مخدر بهذه الصفات. كما أن رواية الجهل بطابع داعش هي غير ذي مصداقية، لا سيما ان التغطية الإعلامية لمجازر داعش لم تتوقف منذ ثلاثة أعوام، فضلاً عن أن داعش نفسه يتباهى بمجازره في حملاته الدعائية.