(أرشيف)
(أرشيف)
الخميس 24 أغسطس 2017 / 08:36

العفو الدولية: القذائف تنهال على مدنيي الرقة من جميع الجهات

قالت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس، إن حملة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد تنظيم داعش من الرقة بسوريا أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وإن الباقين يواجهون خطراً أكبر مع اشتداد القتال في مراحله النهائية.

وأضافت المنظمة الحقوقية أن القوات السورية المدعومة من روسيا شنت هجمات دون تمييز على المدنيين، فيما ذكرت تقارير أنها شملت قنابل عنقودية وبراميل متفجرة في حملة منفصلة ضد متشددي داعش جنوبي مدينة الرقة.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير: "المدنيون محاصرون في المدينة تحت النيران من كافة الجوانب"، وأشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتشمل فصائل عربية وكردية يجب أن تتوخى مزيداً من الحذر فيما تقاتل للسيطرة على أحياء وسط المدينة.

وأضاف التقرير "من الضروري أن تتخذ كل أطراف الصراع كافة الإجراءات الاحترازية الفعالة للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين بما في ذلك الكف عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي تترك أثراً كبيراً في المناطق المأهولة بالسكان إلى جانب وقف الهجمات غير المتناسبة ودون تمييز".

وأفاد التقرير بأن تنظيم داعش الذي سيطر على الرقة ومحيطها في 2014، يستخدم المدنيين داخل المدينة السورية الشمالية كدروع بشرية ويستهدف من يحاولون الفرار بالقناصة والألغام.

وقال أحد سكان الرقة السابقون وكان من بين 98 نازحاً تحدثت إليهم منظمة العفو الدولية في شمال سوريا "لم يسمح لنا التنظيم بالرحيل، لم يكن لدينا طعام ولا كهرباء".

إحصاء القتلى
من الصعب تحديد عدد من لاقوا حتفهم في معركة الرقة، وقال نازحون بسبب القتال إن الضربات الجوية وضربات المدفعية أسفرت عن مقتل مدنيين كما رأى صحافيون أضراراً مادية هائلة لحقت بمبان وبنية أساسية عند زيارتهم لمناطق انتزعت السيطرة عليها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق مقتل 789 مدنياً بينهم 200 طفل في الفترة بين 5 يونيو (حزيران) وأمس الأربعاء في مدينة الرقة، نتيجة لقصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية.

وذكرت مجموعة (إيروورز) للمراقبة أنها تعتقد أن ما يتراوح بين 725 و993 مدنياً قتلوا نتيجة لتصرفات التحالف في مدينة الرقة منذ بدء الهجوم في مطلع يونيو (حزيران).

وأشار كريس وودز مدير المجموعة إلى أن تقارير أفادت بمقتل مئات المدنيين الآخرين بنيران داعش أو ألغامه الأرضية.

وقالت منظمة العفو الدولية "أوردت قوات التحالف 16 تقريراً عن خسائر مزعومة في الرقة أو حولها بين 6 و30 يونيو ووصفت 3 منها بأنها غير معقولة والبقية بأنها قيد التقييم".

ودعت المنظمة التحالف لتطبيق إجراءات إبلاغ أكثر شفافية واستقلالية، ويقول التحالف إنه يتوخى الحذر الشديد لتفادي سقوط ضحايا مدنيين في قصفه للدولة الإسلامية في سوريا والعراق ويحقق في أي مزاعم.

لا مكان للهرب
انتقدت منظمة العفو الدولية حملة الضربات المدفعية والجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة على مناطق بها مدنيين وطالبت بوقف الهجمات التي من الممكن أن تكون دون تمييز.

وقال محمد وهو أحد سكان الرقة السابقون للمنظمة "تتوقف حياتك أو موتك على الحظ لأنك لا تعلم أين ستسقط القذيفة المقبلة لذا لا تعلم إلى أي مكان تركض".

وتتقدم القوات الحكومية السورية التي يدعمها سلاح الجو الروسي والفصائل المدعومة من إيران أمام الدولة الإسلامية جنوبي نهر الفرات.

وأوضحت منظمة العفو الدولية أن السكان أخبروها بأن ضربات جوية أصابت مخيمات لجأ إليها الناس هربا من القتال، وأضافت أن شهادات جمعتها أشارت إلى استخدام القنابل العنقودية في بعض الهجمات.

وتقول روسيا وسوريا إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين، ولم توقع روسيا ولا سوريا والولايات المتحدة على اتفاقية الذخائر العنقودية لكن القانون الإنساني الدولي يحظر شن الهجمات دون تمييز على المدنيين.

وحثت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي على زيادة المساعدات للمدنيين الفارين.

المعركة تشتد
زاد عدد الضربات الجوية للتحالف على الرقة في الآونة الأخيرة، وقال القائد العام للتحالف اللفتاننت جنرال ستيف تاونسند إن الرقة تمثل الآن أولوية للتحالف بعد انتزاع السيطرة على مدينة الموصل العراقية الشهر الماضي.

وأضاف للصحافيين في بغداد أمس الأربعاء "دخل القتال الآن أصعب جزء بالمدينة، لذا يحتاج شركاؤنا إلى مساعدة أكبر".

وأوضح أنه من المنطقي افتراض حدوث "بعض الزيادة" في الخسائر المدنية نتيجة لزيادة الضربات لكنه لم ير دليلا قويا على أن الخسائر زادت كثيراً.

وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 200 ألف شخص فروا من الرقة في الشهور القليلة الماضية وإن ما يصل إلى 20 ألف مدني ما زالوا محاصرين بالداخل.

وتنظيم داعش في موقف دفاعي بسوريا والعراق، واستعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على قطاعات من الأراضي في شمال سوريا كما تحقق القوات الحكومية السورية نجاحات سريعة في المنطقة الصحراوية في وسط البلاد.